أشار بشارة شربل، المحلل السياسي في “سكاي نيوز عربية”، اليوم الخميس، إلى أن “تأخير الدعوة لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية يعكس حسابات دقيقة يتم إجراؤها من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله”.
وأوضح شربل أن “التأجيل المستمر يعكس رغبة في كسب الوقت لتقييم التوازنات الداخلية، ومتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار”، بالإضافة إلى التأكد من أن “الرئيس المقبل لن يتعارض مع مصالح حزب الله والمحور الإيراني”.
ولفت إلى أن “هذا التأخير ليس عشوائيًا، بل يعكس محاولة لإدارة الصدمة التي تعرض لها حزب الله بعد خسائره الأخيرة”، مضيفاً أن “بري وحزب الله يسعيان لضمان أن يكون الرئيس المقبل توافقيًا ويخدم مصالحهما، خصوصًا في ظل الظروف الحالية التي تضعف موقف الحزب”.
وتابع شربل، “هناك تخوفًا واضحًا لدى الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) من انتخاب قائد الجيش جوزيف عون، الذي يُعتبر أحد أبرز المرشحين لرئاسة الجمهورية”، وأشار إلى أن “تمديد تكليف جوزيف عون بقيادة الجيش يعكس رغبة حزب الله في اختبار أدائه خلال الأشهر المقبلة، وكذلك مدى توافقه مع رؤية الحزب بشأن السلاح غير الشرعي”.
وأضاف، “دعوة بري لانتخاب الرئيس تأتي وسط ضغوط دولية، خاصة من الولايات المتحدة وفرنسا، لتسريع عملية انتخاب رئيس توافقي”، وقال: “الأطراف الدولية تدفع نحو رئيس لا يدين بالولاء لحزب الله”، مشيرًا إلى أن “واشنطن ترى في هذه الفترة فرصة سانحة لاستغلال ضعف الحزب لإحداث تغييرات جوهرية في المشهد السياسي اللبناني”.
ورغم هذه الضغوط، يرى شربل أن الرئيس المقبل سيكون توافقيًا وفقًا للتوازنات الحالية، ولن يكون منحازًا بشكل فاضح لأي طرف، إلا أن معيار السيادة سيظل عاملًا مؤثرًا في اختيار الرئيس، وهو ما سيحدد توازن القوى داخل لبنان في المستقبل.
سكاي نيوز عربية