كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
لغاية الآن، لا يمكن وضع المشهد السياسي الإنتخابي في طرابلس بشكل عام خارج دائرة الترقب، تلك السياسة التي تعتمدها الأحزاب الأساسية والعديد من الشخصيات التي من المفترض أن تترشح إلى الإنتخابات النيابية في ربيع العام المقبل. فعلى مسافة أربعة أشهر على الإستحقاق النيابي، لا يزال المشهد في مدينة طرابلس أقل حماسة من السابق بكثير، وتخلو الشوارع والساحات والطرقات من صور المرشّحين واللافتات الإنتخابية التي لطالما كانت تملأ المدينة في مثل هذه الأوقات، خلافاً لما كانت تجري عليه العادة.
حتى الآن لا يزال المواطن الطرابلسي يسمع همساً عن تحالفات ونيات بالترشح تجري خلف الكواليس لكنّ شيئاً منها لم يظهر الى العلن حتى اللحظة، وكأن كل حزب أو مرشح ينتظر الآخر ليبدأ خطوته الأولى تلك حتى يعرف صداها ويؤسس على عوامل النجاح والفشل. وحده المرشح عمر حرفوش صاحب مبادرة “استعادة الأموال المنهوبة” قد خرق هذا الجمود وأعلن يوم السبت الفائت من طرابلس، عن ترشحه للإنتخابات النيابية عن دائرة الشمال الثانية التي تضم 11 نائباً بين طرابلس والضنية والمنية، مشيراً إلى أنه “لم يتلوث بالفساد ويجب أن يكون رئيس الحكومة مع وزراء نزيهين وحكومة لستة أشهر مع برنامج عمل واضح فإذا فشلت تستقيل لتأتي أخرى مكانها”، داعياً المغتربين اللبنانيين “إلى الإسهام بنهضة لبنان من الداخل”.
ولا يمكن رؤية المشهد الإنتخابي في عاصمة الشمال بمعزل عن المشهد الإنتخابي في كل لبنان، إذ ان الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والسياسية الضاغطة على الجميع، تقلل من اهتمام الناس بالسياسة، سيما وأن هناك رأياً عاماً واسعاً لا يزال يعتقد باستحالة إجراء الإنتخابات في ظروف كهذه. وببعض الحذر، تُجري شخصيات من عالم السياسة (من نواب سابقين وحاليين)، وشخصيات من أطياف المجتمع المدني، عمليات جس نبض للشارع والجمهور وللتحالفات من دون أن تُقْدم على شيء عملي في هذا الإطار، بانتظار أن تدور ماكينات تياري “المستقبل” و”العزم” الإنتخابية وهما القوتان الأكثر شعبية بحسب انتخابات 2018 والتي من المفترض إذا دارتا بأن توحيا للجميع بأن قطار الإنتخابات قد انطلق.
ومن جهة الوزير السابق أشرف ريفي فلم يفصح بعد ما إذا كان سيترشح شخصياً أم سيدعم شخصيات أخرى. فقد أطلق من طرابلس “اللقاء السيادي” وهو نواة لمشروع سياسي – إنتخابي ستظهر ملامحه في الأيام المقبلة. وتشير الأوساط إلى أن ريفي سيتحالف مع “القوات اللبنانية” في الإنتخابات المقبلة، والأحزاب والقوى التي تشبهه في التفكير الوطني.
أما تيار “المستقبل” فلا يصدر عن أوساطه إلا تكهنات عن الأسماء التي قد يختارها في طرابلس، بعدما بات شبه مؤكد ترشح كريم كبارة بدلاً من والده النائب محمد كبارة. أما نائب رئيس تيار “المستقبل” مصطفى علوش، فيقول إن ترشحه متروك لعودة الرئيس الحريري، وينفي أن يكون الحريري ينوي العزوف ويقول: “تأكدت شخصياً من النائبة بهية الحريري ومن أحمد الحريري بأن الكلام المنسوب إليهما عن نية العزوف غير صحيح”.
ويضيف: “من جهتنا، التحضيرات المكتبية جاهزة وبعض الشخصيات التي تريد الترشح صارت معروفة يبقى ماهية الشعارات التي سنخوض الإنتخابات على أساسها”. وعن التحالفات يرى علوش أنه “في المناطق الأساسية التي لنا حضور كبير فيها سنخوض الإنتخابات بمفردنا أما التحالفات على مستوى البلد فستكون مبنية على التبادل”.
ويشدد علوش على أن “هناك تفاهماً بين الرئيسين ميقاتي والحريري على المستوى السياسي؛ أما على المستوى الإنتخابي فالأمر عند الرئيس الحريري”… ويرى علوش أن شعبية تيار المستقبل في طرابلس أقل مما يتمنى.