الانتخابات الرئاسية اللبنانية: القوات اللبنانية تؤكد تمسكها بخياراتها رغم الظروف المتغيرة

اذا كان العدوان الاسرائيلي واخطاره يسيطر على يوميات القوى السياسية في لبنان، فان انتخابات الرئاسة تبقى محل اهتمام مفتوح مع التوقف عند قراءة “القوات اللبنانية” لهذا الملف .

بيان عين التينة الذي حمل افكار الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط من الرئاسة الى القرار 1701 لاقى قبولا مشروطا عند القوى المسيحية وخصوصا الدكتور سمير جعجع الذي ينتظر مسار المواجهات بين اسرائيل و”حزب الله” والتي ستكون لها ارتداداتها عند توقف الغارات واطلاق النار. واذا كان عامل الظرف السياسي المحلي والخارجي لاعبا مهما في اي استحقاق انتخابي ، فهو لن يغيب هذه المرة. ويطل برأسه من بوابة الحزب الذي رفع لواء تبني ترشيح سليمان فرنجية منذ اليوم الاول. ولم يعد من السهوله على مؤيديه الاستمرار بترشيحه ولو انهم لم يعلنوا التخلي عن الرجل. وجاء كلامه امس يؤكد عدم التراجع عن ترشحه.

واذا صحت المعلومات عن “أمر عمليات” صدر من عواصم كبرى يطلب من المعنيين التوجه الى انتخاب رئيس بعد كل هذه الاشهر من الشغور ربطا بالترتيبات التي سترسم على طاولة المفاوضات حيال مستقبل 1701 وترتيب النقاط العالقة على الحدود في الجنوب، فان توجها يقول باتمام هذه الامور في ظل رئيس للبلاد وحكومة كاملة الاوصاف. وتوجه سهام هنا نحو جعجع الذي يتهمه خصومه او على الاقل من الجهات التي لا تلتقي معه بانه “يستثمر” التبدلات على الارض جراء ما تعرض له الحزب ولو ان الجولة الاخيرة من الحرب لم تنته بعد حيث لن يتساهل بالقبول باي اسم ولو تحت عنوان “التوافقي” اذا لم يلب طموحات “القوات”. وثمة من يذهب الى اتهام جعجع بانه يسعى لاستعادة مشهد عام 1982 .

ويذهب البعض ايضا الى ان جعجع قد يقدم على ترشيح نفسه ولو ان لا مؤشرات على ذلك.
ولكن “القوات” لن تسير في ركب الاسم التوافقي ايا يكن ولا التسليم بحجة ان المرحلة تستدعي وجود رئيس في بعبدا فهي باقية على ثوابتها الرئاسية مع التذكير بتمثيلها اكبر كتلة ومسيحية ولبنانية ايضا.

ولا تريد “القوات” الدخول في اي سجالات لا جدوى منها. ويصف النائب فادي كرم بيان عين التينة الاخير ب “النقاشي”. ويرفض الرد على مقولات ان حزبه يستغل الحرب والاوضاع الاخيرة في البلد. ويدعو هؤلاء المشككين الى امتحان جلسة الانتخاب ولا يؤيد بري في ربطها بوقف اطلاق النار ، لان هذا العامل يفرض الاسراع في اتمام الانتخابات والانتهاء من كل هذا الشغور وليجربونا”.

ولا ينطلي على “القوات” طرح الاسم التوافقي بل تريده “رئيسا حقيقيا يعيد بالفعل بناء الدولة'”. ولم تدخل في الاسماء بعد وان كانت ترى جعجع “مرشحا طبيعيا” وهو غير مضطر لنزع صفة الترشيح عنه. ولا داعي للتذكير هنا انه يملك اكبر كتلة نيابية مسيحية ولبنانية.

ولا تشاء ” القوات” الرد ايضا على انها تستغل الاجواء الخطيرة في البلد وانها تعمل على تكرار مشهدية 1982 واسقاطها على واقع اليوم. وتقول لمنتقديها بانها اول من حذرت الجميع ولا سيما “حزب الله” من أخذ البلد الى هذا الواقع .

وبعيدا من رؤية “القواتيين” الى قائدهم ، فان سقف طموحاته هو استفادته من تراجع معادلة “حزب الله” في لبنان والمنطقة علما انه مستفيد من عاملين : الابقاء على حضوره الاكبر عند المسيحيين زائد ان منافسه ومن منظاره ان” التيار الوطني الحر” الى تراجع في شعبيته. وان مسؤولية انتخاب رئيس وغيرها من القضايا تتطلب من الجميع اعادة مراجعات جدية في خياراتهم الرئاسية وغيرها.

النهار

شاهد أيضاً

بالفيديو: النائبة القواتية غادة أيوب تتحدث عن حادثة عين الرمانة وتقول أن ما يحصل اليوم في لبنان هو “عدالة سماويّة”!