صرح عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب هادي أبو الحسن، اليوم الثلاثاء، “بعد زيارة نتنياهو إلى واشنطن وخطابه في الكونغرس ولقاءاته مع المسؤولين الأميركيين، وبعد الجريمة المشبوهة في مجدل شمس وإطلاق الشرارة لتوسيع المواجهة، يحاول اليوم توسيع الاشتعال والحريق لتحقيق هدفين: أولاً صرف الأنظار عمّا يجري في غزة، وثانياً توريط الإدارة الأميركية في مواجهة أوسع، علّه يستطيع أن يوجّه صفعةً لايران وبرنامجها النووي الذي ما زال محط جدل ونقاش”.
وأردف أبو الحسن، في حديث لـ “الديار”، “نتيناهو ما زال يحاول تكبير المشكلة وفرض واقع جديد، يأخذ بعين الاعتبار توجيه الضربة لإيران، وفي الوقت نفسه خلق معادلة جديدة تفرض ترتيبات أمنية في شمال وجنوب الأراضي المحتلة، حيث يبدو أنه ينجح، لأننا نرى أن القطع البحرية الاميركية قد أصبحت في المتوسط من أجل حماية “إسرائيل”، ولذا فإن المتوقع هو جولات من الرد والرد المضاد، وأن تتوسع الأعمال الحربية وتتورط الإدارة الأميركية في هذه الحرب”.
وحول الأهداف الفعلية للبوارج وحاملة الطائرات الأميركية التي باتت في المنطقة، لفت أنها “أتت من أجل الدفاع عن إسرائيل، بمعنى أنه إذا حصلت ردة فعل من إيران ومن لبنان ستتدخل هذه البوارج وتبادر إلى الردّ، وعندئذ سيكون نجح نتنياهو في جر الولايات المتحدة إلى المواجهة”.
وعن الموقف الأميركي على مستوى التهدئة، ذكر أبو الحسن أنه “إذا كان نتنياهو يفرض أجندته الخاصة ولم توافق عليها واشنطن، فإنها تستطيع أن تردعه وهي قادرة وبإجراء بسيط من خلال وقف الإمدادات العسكرية واللوجستية له فيرتدع، لان المسألة ليست في الشعارات الأميركية التي لا تمرّ ولا تجوز على المتابعين بدقة للأمور”.
وحول انزلاق الأطراف الإقليمية إلى مخطط نتياهو، أعرب عن اعتقاده بأن “الحرب سجال، وسنكون امام مشهد استمرار العمليات لفترة طويلة، أي موجة من الردود المضادة ولفترة طويلة، ذلك أنه بعد الاعتداءات في الضاحية الجنوبية وطهران، بات الحزب وإيران ملزمين بالرد، وبالتالي فإن الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات”.
وعن احتمالات الحرب الموسعة، قال أبو الحسن: “إسرائيل تعجز عن اللجوء إلى الحرب التقليدية، وهي ستُمعن في القصف والتدمير والاستهداف، حيث ان المهم أن ما يسعى اليه نتنياهو هو الحرائق الموضعية في غزة وفي جنوب لبنان، إلى توسيع الحريق لتوريط أميركا في ضرب إيران”.
وعلى المستوى الداخلي، لفت أبو الحسن الى أن “المطلوب من اللبنانيين اليوم أكثر من أي وقت مضى التضامن والتضامن وعدم إضاعة الوقت بالسجالات الداخلية، لأنه في مواجهة عدو يتربّص بنا وبالمنطقة، علينا ان نحدد الوجهة والعنوان، وأمّا مسائلنا الخلافية الداخلية فنناقشها بأطر مختلفة ولا نربط الخلافات الداخلية بمواجهة العدو الإسرائيلي. وبالتالي، علينا تأجيل الأجندة الداخلية قليلاً في الوقت الحالي، من أجل تمرير المرحلة الصعبة بجو من التضامن”.