قامت النائبة ستريدا جعجع ورئيس “مجلس الإنماء والإعمار” المهندس نبيل الجسر، بجولة ميدانية تفقدية للكشف على انتهاء أعمال مشروع “العمالة والطرق” المقر في مجلس النواب في العام 2019 بموجب القرض المموّل من البنك الدولي لصيانة طرقات لبنان، وذلك بعد انتهاء القسم الأكبر من المشروع، والذي ضم صيانة: طريق ضهرة برحليون – قنات – بيت منذر – حدث الجبة ، طريق مزرعتي بني صعب وبني عساف – قنات، طريق دير مار ليشع – وادي قاديشا وصيانة طريق حدشيت – بلوزا – بان، علما أن المشروع يُستكمل الآن، حيث يتم صيانة طريق مغر الاحول – طورزا – عبدين – برحليون القديمة، وطريق حصرون – بزعون – بقرقاشا القديمة وطريق حدث الجبة. ويتم استكمال الأعمال على الطريق الرئيسية في مدينة بشري، كما يتم العمل على جزء آخر من المشروع يتعلّق بوضع إشارات للسير على الطرقات الرئيسية في قضاء بشري.
وقد رافق جعجع والجسر في الجولة النائب السابق جوزيف اسحق، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف والمهندسان جوني حميد كيروز ووليد كيروز وأمين سر منسقيّة “القوّات” في قضاء بشري شربل مخلوف.
المحطة الأولى كانت في بلدتَي مزرعة بني عساف ومزرعة بني صعب، حيث كان في استقبال الوفد مختار مزرعة بني صعب خالد فاضل، ومختار مزرعة بني عساف البير عيناتي، رئيس مركز “القوّات” في مزرعة بني صعب منصور فاضل، ورئيس مركز “القوّات” في مزرعة بني عساف مارون الطحان، مع مجموعة من الأهالي والرفاق.
المحطة الثانية مفرق قنات – بيت منذر، حيث كان في استقبال الوفد، رئيس بلديّة قنات د. أنطوان سعاده وأعضاء المجلس البلدي، رئيس مركز “القوّات اللبنانيّة” في البلدة منصور جعجع، مع مجموعة من الرفاق والأهل.
أما المحطة الثالثة فكانت على طريق وادي قاديشا، حيث كان في استقبال الوفد، رئيس بلديّة بشري فريدي كيروز مع أعضاء المجلس البلدي، المختار فادي الشدياق، مخاتير مدينة بشري اميل رحمه، مادو جعجع، ميشال سكر، رئيس مجلس ادارة مستشفى بشري الحكومي د. أنطوان جعجع، رئيس مركز “القوّات” في المدينة رينيه النجار، نائب رئيسة “مؤسسة جبل الأرز” د. ليلى جعجع، مستشار إتحاد بلديات قضاء بشري لشؤون وادي قنوبين التراثية المهندس فراس الدكاش، ومجموعة من الأهالي والرفاق. وقد توجّه الجميع إلى دير مار أليشاع حيث كان في استقبالهم قدس الاباتي ادمون رزق الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية، المدبر الأب جان مارون الهاشم، ورئيس دير مار إليشاع الأب جوزيف مسلّم.
وعقب اللقاء، قال رزق في كلمته: “نعمل كيد واحدة في سبيل هذا الوادي، الذي ليس فقط محط أنظار على الصعيد المحلي وإنما على الصعيد العالمي أيضاً، خصوصاً بعد إدراجه على لائحة التراث العالمي، ونحن اليوم ما نقوم به هو من أجل المحافظة على هذا الوادي كي نقدّم صورة جميلة للبنان، واليوم انجازنا هذا الطريق أساسي لكي يتمكن أي زائر من الوصول بشكل آمن إلى الوادي، وأنا أكيد أنه عندما يأتي أي زائر إلى الوادي، فهو لا بد أن يقدّر الجهود التي بذلت من أجل تحسين وترميم هذا الطريق”.
ولفت إلى “أننا نفتخر بهذا العمل وبالجهد الذي يهدف إلى المحافظة على هذه الثروة الوطنيّة المتمثلة بالوادي، التي تعد ثروة بيئيّة، طبيعيّة، تراثيّة وتاريخيّة، وهذا الدير الذي نحن فيه اليوم، والذي توصلنا اليه هذه الطريق، فهو يعدّ مهدا للرهبانيات المارونيّة، والحياة الروحيّة، كما هو مهد النهضة المارونيّة والمسيحيّة، لا بل هو النهضة لكل التراث التربوي والإنساني في هذه المنطقة من العالم، كما يعد هذا الدير أيضاً علامة انفتاح على جميع اخوتنا اللبنانيين، الإخوة المسلمين، الذين نشكل معهم لبنان الذي سيكون ناقصاً من دون أي مكوّن من مكوناته، لذلك نحن نتكامل مع بعضنا البعض ونتعاون من أجل أن نري العالم هذه الحضارة والروح الجميلة والرسالة التي نجسدها من خلال الأعمال التي نقوم بها”.
وتوجّه رزق بالشكر إلى جعجع قائلاً: “اسمحي لنا أن تنقلي تحياتنا ومحبتنا للدكتور سمير جعجع وللأيادي البيض كلها التي سعت وعملت في سبيل هذا المشروع، وأود أن أشكر مجدداً سعادة رئيس “مجلس الإنماء والإعمار”، فأنت بيننا اليوم غنى لنا ومحبّة وصداقتك تعني لنا كثيراً، في ظل هذه الروح الجميلة التي تتمتع بها، فنحن عندما ننظر إلى شخصك الكريم نقول إن لبنان لا يزال بألف خير، فلا يزال لدى لبنان أشخاص يؤمنون بالوطن وبالعيش المشترك والتعاون في سبيل أن يكون للبناني صورة جميلة في العالم”.
من جهتها، قال جعجع في كلمتها: “في البداية قدس الأباتي لا داعي أبداً لأن تتوجه إلي بالشكر، فما نقوم به هو واجبنا، وكل ما نسعى للقيام به مردّه أننا مؤمنون بأنه كي يتمكن أهلنا من البقاء متجذرين بأرضهم، علينا أن نوفّر لهم أبسط متطلباتهم الحياتيّة اليوميّة، فكم بالحري إذا كان الموضوع مرتبطا بوادي قنوبين المدرج على لائحة التراث العالمي والذي يعد معلماً دينياً سياحياً عالمياً”.
وتوجّهت جعجع بالشكر لفريق العمل الذي تتواصل معه، وقالت: “نحن في حزب “القوّات اللبنانيّة” العمل لدينا ليس فردياً أبداً ولا يقوم على شخص معيّن وإنما العمل يقوم على المجموعة، لذا هناك مجموعة نتناغم بالعمل معها، من الرفيق جوزيف اسحق مروراً برئيس الإتحاد إلى رئيس بلديّة بشري وسائر رؤساء البلديات في القضاء وصولاً إلى رؤساء مراكزنا في البلدات والقرى، لذا أود أن أغتنم هذه الفرضة لتوجيه الشكر لهم جميعاً لان هذا التعاون أثمر هذا المشروع الذي نراه اليوم أمامنا، بالرغم من الظروف الصعبة والسوداويّة التي تمر فيها البلاد”.
وتمنت أن “يكون هذا اللقاء اليوم، في هذا الوادي بأبعاده التاريخيّة، نفحة أمل وبادرة خير على لبنان، وأن نتوصل إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة بأسرع وقت ممكن بعد قرابة العامين من الفراغ”، مضيفةً: “المشروع الذي ننفذه اليوم، هو من ضمن قرض تم إقراره في العام 2019، فيما نحن اليوم في العام 2024، الأمر الذي يدل على مدى الجهد الذي تتطلبه المشاريع من أجل أن تنجز، وهذا إن لم ننس أنه منذ العام 2019 مرّت علينا أزمات عدّة من جائحة كوفيد العالميّة إلى انفجار مرفأ بيروت والأزمات الماليّة والإقتصاديّة والنقديّة التي عصفت بلبنان، لذا يمكنني أن أقول وبشكل واضح أنه لو لم يكن هناك شخص يتمتع بتقنيّة وشفافيّة نبيل الجسر على رأس هذه المؤسسة لما كنا تمكنا من إنجاز هذا المشروع، وفي هذا الإطار آمل أن يكون بمثابة قدوة للكثير من المسؤولين في الدولة”.
وختمت جعجع بالقول: “نأمل أن تبقى أديار الرهبنة المريميّة المارونيّة عامرة أينما وجدت، هذه الرهبانيّة التي خرّجت بطريركاً “منشوف حالنا فيه قد الدني” وكذلك الأمر بالنسبة لك قدس الأباتي، ونحن والرهبانيّة سنبقى دائماً وأبداً يداً بيد من أجل نكمل هذه المسيرة، وجل ما ينقصنا اليوم هو الصلاة لذا نحن بحاجة جداً لصلوات الرهبان في هذه الأيام الصعبة”.
وبعدها، انتقل الوفد إلى المحطة الرابعة في بلدة حدشيت، وكان اللقاء بجانب مركز “القوات” في البلدة، حيث كان في استقباله، نائب رئيس البلديّة كارلوس اسحق وأعضاء المجلس البلدي ، رئيس رابطة مخاتير قضاء بشري المختار الكسي فارس، ومختارا البلدة جوزف ساسين، جرجس صعيب، ورئيس مركز القوّات في البلدة ريمون حنا وجمع من الأهالي والرفاق. وقد قام الوفد خلال المحطات الأربع بتفقد جودة الأعمال وتطابقها مع المواصفات المطلوبة في المشروع.