الحاج حسن: محور المقاومة قام بما يُمليه عليه الواجب الإنساني والأخلاقي

أحيا “حزب البعث العربي الإشتراكي” ذكرى رحيل رئيس بلدية معربون علي عبد الهادي راضي، في احتفال تأبيني حاشد أقامه في قاعة تموز في بعلبك، بحضور الأمين للحزب علي يوسف حجازي، رئيس “تكتل بعلبك الهرمل” النائب الدكتور حسين الحاج حسن، الوزير السابق الدكتور حمد حسن، رئيس قسم محافظة بعلبك الهرمل دريد الحلاني ممثلاً المحافظ بشير خضر، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، وفاعليات سياسية ودينية وبلدية واختيارية واجتماعية.

وتحدث الحاج حسن، لافتاً إلى أن “الديانات السماوية والعقائد الحرة تدعو إلى نصرة الحق ونصرة المظلوم في وجه الظالم، ليس بالكلمة فحسب، وقضية فلسطين دائما هي قضية حق وقضية مظلومية لم تتغير، ولكن ما بعد طوفان الأقصى تجلت مظلومية فلسطين ومظلومية غزة والشعب الفلسطيني في غزة على أعلى مستوى في تاريخ البشرية، ولذلك من لم ينصر الشعب الفلسطيني في غزة بيده وبلسانه وبماله وبسلاحه وبموقفه وبجهاده ماذا يتوقع من العدالة الإلهية والإنسانية؟ سينتقم الله ليس من الظالمين فحسب، بل أيضاً من الذين سكتوا على الظلم وتآمروا، هؤلاء حسابهم عند الله عسير”.

وأضاف: “نحن في محور المقاومة قمنا بما يمليه علينا واجبنا الإنساني، الأخلاقي، العقائدي، الديني، الوطني، والمصلحة الوطنية، لنساعد ونساند الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة والشريفة، من العراق، إلى اليمن، إلى سوريا، إلى أيران، إلى لبنان”.

وأردف: “في لبنان تجاوزنا الألف وأربعين عملية، وقدمنا عددا من الشهداء والجرحى من مختلف القوى السياسية والمجاهدة، واستشهد مدنيون ومسعفون من الجسم الطبي وإعلاميون، ولقد تم إيلام العدو ألماً كبيراً، تجلى ويتجلى في تهديداته وعويله وصراخه، وكثرة الموفدين الذين يأتون ليعرضوا مبادرات وأفكاراً، وهم ينقلون التهديدات أو يخترعون التهديدات أحياناً، والموقف عند المقاومة واحد، إن عمليات المقاومة لنصرة غزة وإسناداً لمقاومتها الباسلة والشريفة لن تتوقف طالما استمر العدوان على غزة”.

وأكد الحاج حسن أن “أي حديث عن لبنان، عن الحدود الجنوبية مع شمال فلسطين المحتلة، ليس له مكان قبل وقف العدوان على غزة، وإن لجوء العدو إلى التهديد والتهويل، وإلى ارتكاب المجازر كما جرى في النبطية والصوانة وغيرها من القرى طوال الأشهر الماضية، لن يغير في المعادلة، ولن يستطيع أن يفرض المعادلات، إن الذي يصنع المعادلات في المنطقة منذ زمن بعيد وطويل هو المقاومة التي فرضت على العدو معادلاتها طيلة سنوات، وهي اليوم ستصنع المعادلات، وهذا أمر ناتج عن الإيمان والصلابة والتخطيط والإستعداد والتجهيز والقوة الحقيقية للبيئة الحاضنة الجاهزة للتضحيات ولا تزال، وللقيادة الرشيدة للمقاومة والمسددة أيضاً”.

وتطرق حجازي إلى سيرة الراحل “الذي كان يسهر على خدمة بلدة معربون وأهلها، وكان يتابع شؤونها وشجونها ومطالبها مع الوزارات والإدارات والمؤسسات المعنية في إطار السعي إلى مساعدة البلدة وخدمة الناس”.

وقال: “في ظل هذه الظروف الإقتصادية والمعيشية الصعبة التي نمر بها في كل لبنان، علينا أن نتفهم جميعاً أن هناك ظروف ضاغطة على الدولة، على القيادات السياسية والأحزاب، وعلى النواب والوزراء، وبالتالي لا يمكن في ظل هذه الظروف الصعبة أن تلبى كل المطالب، ولكن أن أجزم بأن ظروفنا في هذه المنطقة أفضل من الكثير من المناطق في ظل الدعم والمساندة من القوى السياسية، وخاصة حزب الله، للبلديات والمؤسسات العامة في إطار مساندتها للقيام بدورها في خدمة الناس”.

وأشار إلى أنه”على مستوى بلدة معربون، حان الوقت لنعيد البحث بهدوء حول الإجراءات المتخذة من قبل القوى والأجهزة الأمنية وفي إطار الحرص، ولكن منسوب الخطر الأمني الذي دفع القوى الأمنية وأهالي البلدات الحدودية للمطالبة بإجراءات تراجع بعد نجاح الجيش العربي السوري والحلفاء في سحق المشروع التكفيري والإرهابي في سوريا، هذه الإجراءات المتخذة تخلق إرباكاً كبيراً لأبناء هذه القرى مثل معربون وعرسال، فلا يمكن الإستمرار بالإجراءات المعقدة التي تمنع أحياناً مواطن من أن يأخذ 10 أكياس ترابة إلى قريته، أو يُسأل إذا كان معه 5 ربطات خبز. نحن في حزب البعث العربي الإشتراكي بدأنا وحزب الله بدأ والقوى الحليفة بدأت بالمتابعة، ولكن يفترض أن نصل إلى نتائج، لأن هذه الإجراءات تشكل معاناة حقيقية لأبناء هذه البلدة، وأشهد لرئيس البلدية الراحل رحمه الله أن الهم الأكبر لديه في الفترة الأخيرة قبل رحيله كان موضوع هذه الإجراءات المتخذة في معربون وعرسال وفي كل القرى الحدودية، التي لديها أرزاق وأملاك وبساتين، وحقها الطبيعي أن تتمكن من التوجه إلى أرضها وبساتينها، وتنقل المازوت وغير ذلك لتتمكن من العمل في أرضها، وبالتالي نتمنى أن يكون هذا المطلب حاضراً”.

ورأى أنه “لا يمكن للبلديات أن تستمر في ظل هذه الإمكانيات الموضوعة بين يديها، والتي هي أحيانا لا تكفي لدفع أجور ورواتب الموظفين في البلدية، كيف إذا كانت بلديات كبرى مثل بلدية بعلبك مثلاً، حزب الله يغطي وبعض القوى السياسية تحاول أن تسهم ضمن إمكانياتها، ومنها نحن، ولكن هذه ليست مسؤولية الأحزاب، هذه مسؤولية الدولة، والبلديات هي السلطة المحلية المباشرة على الأرض، هي الأساس في الإطار الخدماتي، ولو لم تتوفر بعض الإمكانيات للبلديات من بعض الأحزاب، كنا أمام كارثة حقيقية”.

وسأل حجازي: “متى تبدأ المقاربة الحقيقية لمسألة تأمين الميزانيات اللازمة للبلديات؟ لا نستطيع العودة إلى ما كنا عليه ربطاً بالظروف الصعبة للبلد، ولكن هل من المنطق أن تكون ميزانية بلدية معربون 150 مليون ليرة، أي حوالي 1500 دولار؟ بهكذا ميزانية لا تستطيع البلدية أن تعمل أو أن تصمد، لا تستطيع حتى تأمين كلفة جمع النفايات، يجب أن يكون هناك الحد الأدنى من المنطق، وأيضاً هذا الموضوع بحاجة إلى حل”.

وقال: “نحن لن نسمح بوصول رئيس جمهورية يشبه مواصفات بعض الجهات الخارجية المتآمرة على البلد، لن نسمح بانتخاب رئيس جمهورية وفق مزاج سياسي خارجي، “والمهضوم” في الموضوع أن البعض يتهمنا بأننا نلبي مطالب خارجية، في حين أن اشتراطهم انتخاب رئيس جمهورية يلبي شروط وطروحات اللجنة الخماسية. نقول لهذا الفريق أنت المتهم، أنت الذي يعطل، وأنت الذي يؤخر إنتخاب رئيس جمهورية، نحن نقدم لك مرشحاً يمتلك مواصفات وطنية، قادر أن يكون عابراً لكل التركيبة السياسية بالبلد، عابراً للطوائف والمذاهب والمناطق، جسر عبور بين الجميع، أبن بيت وطني عريق في هذا البلد، أنت من تقدم لنا؟ تقدم مرشحاً كل أدبياته السياسية فيها هجوم على المقاومة التي تشكل الجزء الأكبر الأعم من رأي ناس هذا البلد؟! تقدم لنا مرشحاً بمواصفات أنت تدرك جيداً أنها لا تشبه تركيبة هذا البلد السياسية، وتقول لي أنت الذي يعطل؟ لا أنت الذي يعطل، لأنك تقدم لنا مرشحين أنت تدرك جيداً أننا يستحيل أن نقبل بهم، لا سيما في ظل هذه الظروف السياسية والأمنية والعسكرية التي تمر بها المنطقة، وتحديداً في فلسطين وجنوب لبنان، نريد رئيسا يشكل ضمانة حقيقية، وليس رئيساً يتآمر، وليس رئيساً يكون لدينا شكوك أنه قد يكون موقفه السياسي يتماهى مع الذين يقتلون شعبنا في فلسطين وفي جنوب لبنان”.

وتابع: “لدينا تجربة سابقة حينما تماهت قوى سياسية مع العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، وبالتالي لن نرضى بخوض تجربة مشابهة، لا بل بعد الحرب الهمجية الحاصلة على غزة وعلى فلسطين، فإننا نحتاج إلى ضمانات أكبر، لأننا أمام عدو همجي، مجرم، نازي، يقتل ويرتكب المجازر، ويهجِّر، ويحاول طرح معادلة تهجير الشعب الفلسطيني من فلسطين. نحن لسنا في عام 1948، نحن في 2024”.

ورأى أنه “لا بد من ضمانات حقيقية، فحينما تقدم المقاومة حتى اليوم 202 شهيداً، وحينما يرتكب العدو الصهيوني كل المجازر التي يرتكبها، ولا تكلف بعض الجهات السياسية نفسها بأن تتضامن حتى مع الشهداء المدنيين، لا تتم الدعوة إلى حداد وطني، لذلك يفترض أن يكون البحث أعمق حول إلى أين يريدون أخذنا في الطروحات التي يقدمونها”.

واعتبر أن “منطق الأمور يقول الحمد لله بأن لدينا مقاومة منعت أن يكون اليوم اسم لبنان في سجل المتواطئين على الشعب الفلسطيني في غزة. أقله سوف يذكر التاريخ أن في لبنان كان هناك مقاومة وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني، لم تتخاذل، لم تتراجع، لم تتآمر كما يتآمر البعض على الشعب الفلسطيني. هذه المقاومة حفظت موقعنا في خانة الشرفاء، والمضحك في الموضوع أن الذي يتهم المقاومة ويسأل ماذا تقدم، هم ركاب قطار التطبيع. قبل أن تسألني ماذا قدمت هذه المقاومة، اسأل نفسك أنت ماذا قدمت للشعب الفلسطيني، أنت ماذا قدمت للمقاومة الفلسطينية، أنت المتهم، وليس المقاومة في لبنان”.

وقال: “سوريا تدفع الثمن الأكبر منذ 15 آذار 2011، من أجل ماذا؟ الديمقراطية؟ الحريات؟ الدستور؟ لقمة العيش؟ أم ربطاً بموقف سوريا من الصراع العربي الصهيوني؟ لقد جاء العرض واضحاً للرئيس الدكتور بشار الأسد، بأن التخلي عن المقاومة في لبنان وفي فلسطين، يعيدنا وإياك إلى ما قبل 15 آذار 2011، وإذا كان الأمر يتطلب عودة الجيش العربي السوري إلى لبنان، فليعد إلى لبنان، بشرط واحد التخلي عن المقاومة وحركات المقاومة في لبنان وفي فلسطين”.

وأضاف: “اليوم أيضاً يتم اتهام إيران! تخيل المشهد أمامك لو لم يكن هناك الجمهورية الإسلامية في إيران، على من كنت ستراهن في دعم المقاومة وتعزيز قدرات المقاومة، على الذين يحيطون غزة بالجدار؟ أو على الذين يغرقون الأنفاق؟ أو على الذين يبيعون الشعب الفلسطيني أشعاراً؟ الحمد لله أن هناك اليوم اليمن، ومقاومة في العراق، وإلا كانت هذه المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني سيتعرضون إلى أبشع جريمة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ولا يتفوه أحد بكلمة”.

وختم حجازي مؤكداً: “خيارنا لا يمكن أن يكون إلا المقاومة، وحفظ هذه المقاومة ودول محور المقاومة وكل حركات المقاومة. وواجبنا جميعاً أن نكون في صلب مشروع المقاومة، لأن كل المشاريع الأخرى سقطت وهي لن تعود، بالرغم من كل محاولات الإحياء والإنعاش. الذي فاته القطار لقد فاته، والذي انتهى انتهى. هذه المقاومة ستنتصر على مستوى كل الساحة، وتحرير فلسطين حاصل حاصل، بهمة الشرفاء وبهمة المقاومين”.

وبدوره الشل أكد أن “الفقيد سعى بأقصى طاقته لخدمة بلدته معربون التي أحب، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها كافة بلديات لبنان، بسبب الإنهيار الاقتصادي وتقاعس الدولة عن القيام بواجباتها تجاه مواطنيها، ولم يبخل يوماً بمراجعة كافة المرجعيات السياسية والأمنية والدينية من أجل تسهيل أمور بلدته النائية”.

وأضاف الشل: “لقد عرفته مثالاً للطيبة وحسن الخلق، صاحب المواقف الصلبة والمبادئ التي تربى عليها، آمن بعروبة هذا الوطن ووحدة مساره مع الشقيقة سوريا، فانتسب إلى صفوف حزب البعث العربي الإشتراكي لترسيخ هذا النهج العروبي المؤمن بالنضال لتحرير فلسطين التي يذبح اليوم خدجها وأطفالها ونساءها وشيوخها في غزة وتدمر ديارها ويُهجر شعبها على مرأى ومسمع العالم أجمع، ولم يهب لنصرتها سوى المجاهدين الأبطال في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا والعراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

وشكر محمد عبد الهادي راضي باسم العائلة وأهالي بلدة معربون الحضور “على مواساتهم ومساركتهم في إحياء ذكرى صاحب الصيت الطيب وابن الشجرة الطيبة، الرجل الصادق والمحب”.

شاهد أيضاً

لبنان يُثبّت شروطه: انسحاب كامل أو استمرار المواجهة

علمت صحيفة “الأخبار” أن النقاشات الليلية في السفارة الأميركية حول مسوّدة الاتفاق تناولت بنوداً عدة …