قراءة معراب لخطاب نصرالله.. تكرار للذات ومحاولة لرفع المعنويات

لم تعد إطلالات الأمين العام لـ”الحزب” حسن نصرالله تجدي نفعاً، بل أصبحت لزوم ما لا يلزم، وباتت فارغة من أي مضامين أو حلول، خصوصاً بعد وضوح المشهد بالنسبة إلى الداخل والخارج بألا قرار بالدخول إلى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، وهذا ما صرحت به طهران منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب في غزة. لذلك أصبحت خطابات نصرالله هي لتبرير عدم انخراطه بحرب شاملة، ولإرضاء بيئته والرفع من معنوياتها بعدما تكبد “الحزب” خسائر فادحة في الأرواح على جبهة الجنوب.

في قراءة لخطاب نصرالله، اعتبرت مصادر في حزب القوات اللبنانية أن “خطابات الأمين العام لـ”الحزب” أصبحت مكررة ولا يوجد في مضمونها أي معطى جديد، بل كالعادة أتى كلمواقفامه من أجل رفع المعنويات لا أكثر، ولكن الجميع يعلم أن نصرالله يلعب ضمن القواعد المرسومة من قبل إيران، أي أن حدود المواجهة مع إسرائيل يجب أن تبقى ضمن قواعد الاشتباك ولا يجب أن تخرج عنها، لأن إيران تخشى خسارة ورقة مهمة في حال دخل “الحزب” في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل”.

تضيف المصادر لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني: “من الواضح منذ اللحظة الأولى أن إيران ليست في وارد الانخراط الكلي في مواجهة مع اسرائيل وإلا كانت دخلت، فهي لا تزال تحافظ على استراتيجية قواعد الاشتباك والاكتفاء بالمناوشات الحاصلة حتى لو تكبدت طهران خسائر كبرى من خلال اغتيال قياديين في الحرس الثوري الإيراني”.

“لذلك، نصرالله يلعب ضمن القواعد المرسومة الإيرانية، وفي الوقت ذاته يرضي جمهوره من خلال رفع الصوت، لكن بما يعنينا كلبنانيين، كل هذا المشهد يورط لبنان ويربطه بحروب المنطقة ما أدى إلى خسائر فادحة على المستوى المالي والاقتصادي وعلى مستوى قلق الناس وتهجيرها من مناطقها، وخطورة هذا الربط بحروب المنطقة يمكن أن يؤدي إلى انزلاق لبنان نحو مخاطر كبرى. بالتالي المطلوب وبإلحاح أن يتراجع الحزب عن الحدود ويتم تسليمها إلى الجيش اللبناني والقوات الدولية لأن قرار الحرب والسلم يجب أن يبقى بيد الدولة لا بيد إيران”، تختم المصادر.​

القوات اللبنانية

شاهد أيضاً

لبنان يُثبّت شروطه: انسحاب كامل أو استمرار المواجهة

علمت صحيفة “الأخبار” أن النقاشات الليلية في السفارة الأميركية حول مسوّدة الاتفاق تناولت بنوداً عدة …