كتبت لارا يزبك في المركزية:
الحملة التي ارادها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في السياسة والقضاء، لتشويه صورة قائد الجيش العماد جوزيف عون، انقلبت لصالح الاخير و”ضد” صاحبها، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.
فقد قرّرت النيابة العامة لدى ديوان المحاسبة برئاسة المدعي العام القاضي فوزي خميس اتخاذ قرار بحفظ الكتب الصادرة عن وزير الدفاع موريس سليم – المحسوب على التيار الوطني الحر في الحكومة – حول التحقيق في موضوع الهبة القطرية وسائر الهبات المالية والعينية للجيش اللبناني واتفاقات رضائية وبيع وشراء لوازم وعتاد للجيش، لعدم ثبوت إرتكاب أيّة مخالفة. وكانت النيابة العامة لدى ديوان المحاسبة تلقّت كتاباً من سليم يتعلّق بالتحقيق في كيفية صرف الهبة القطرية وسائر الهبات المالية والعينية للجيش واتفاقيات رضائية وبيع شراء لوازم وعتاد للجيش.
وخلصت النيابة العامة في قرارها الى ان “بما يتعلّق بهذه الهبة، وفي ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد عموما، فإن تجاوز هذه المرحلة العصيبة يتطلب من الجميع تأمين استمرارية المرافق العامة ودعم الجيش وصمود أفراده بما من شأنه أن يجعل أي تدبير مبررا في حال كانت الغاية منه مواجهة الظروف الاستثنائية وكان متناسبا مع خطورة الأوضاع المحدقة”.
وفق المصادر، شكّل قرار النيابة العامة “صك براءة” لقائد الجيش و”وثقية ادانة” لرئيس التيار حيث ثبت ان حملات الاخير ضد عون “شخصية” وتُعتبر الى حد كبير “افتراءات” لا تستند الى اي أسس متينة.
ولم يكن هذا الموقف “القضائي” وحده، ما أنصف العماد عون. ففي الساعات الماضية، وعلى وقع صدور قرار “الديوان”، تسلّم الجيش اللبناني الشحنة الرابعة من هبة الوقود القطرية. وبحسب بيان صادر عن قيادة الجيش، تهدف هذه الهبة “التي قدمتها دولة قطر مشكورة إلى دعم الجيش وتمكينه من مواجهة المرحلة الراهنة وتحدياتها المتزايدة”. في السياق، استمرارُ قطر وكل الدول الخليجية والغربية، في ارسالها المساعدات المالية واللوجستية، للجيش اللبناني، يُعتبر بحد ذاته، شهادة “حسن سلوك” لا بل نيشانا على صدر قائد الجيش ودليل ثقة كبيرة به، لم يهزّها شيء.
على اي حال، لم يكن التمديد لقائد الجيش، ليمرّ في مجلس النواب، بالرغم من كل الضغوط التي مارسها باسيل على اقرب حلفائه، ولم تكن العواصم الكبرى لتتجاوز كل تناقضاتها، فيتفق الداخل والخارج على ضرورة بقاء عون بذاته في قيادة الجيش، لو ان هناك غبارا على “سمعته”، تختم المصادر.