تصفية صوت الثوار في “تدجين” و”ترويض” وكم الأفواه!

كتب الصحافي سمير سكاف

لا صوت يعلو فوق صوت الفساد! هجمة مرتدة ينظمها أركان السلطة على الذين وقفوا وقالوا كفى فساداً! الحمل أصبح ثقيلاً على السلطة. اليوم، عادت السلطة وتمكنت! ولكن لما كان الناشطون لا يتراجعون ولا يرتدون ويكملون في رفع الصوت، فإنهم يتعرضون لضربهم في مصدر رزقهم، في محاولة لتركيعهم! وهذه السلطة إن تفشل في تركيعهم، لكنها تنجح بإضعافهم! لأن من يفقد مصدر رزقه ومدخوله سيتلهى بالبحث عن لقمة العيش، في الداخل… أو في الخارج! وهذا بالإضافة الى “نقع” الأصوات المعترضة في السجن لفترات غير قصيرة، حتى لمجرد التفوه بانتقاد على السوشال ميديا!

هذه الأصوات الحرة تخضع للتهميش أيضاً! فبعض القنوات التلفزيونية لا تستطيع تحمل السقف العالي في الكلام والمواقف! (على سبيل المثال، بعد إحدى مقابلاتي الشخصية في السياسة الداخلية اللبنانية على إحدى المحطات اللبنانية اتصلت إحدى الشخصيات الكبرى بالمحطة واشتكت من استضافتي، فقال لي مسؤولون في المحطة إنه يصعب عليهم استضافتي من جديد). وبعض البرامج “البريستيج” لا مكان للصوت الحر فيها إلا بين الجمهور، ولدقيقة على الأكثر! على الطاولة، يجلس إما الفاسد وإما من يدفع! للأسف هذه إحدى طرق تمويل بعض الوسائل الاعلامية التي تفتقد لسوق إعلاني قادر على تحريرها!

في كل الأحوال، يستمر مسلسل اضطهاد الأصوات الحرة للمناضلين كما للإعلاميين، في الداخل وفي الحرب في الجنوب. ولم يسلم المراسلون على الجبهات، الذين دفعوا ويدفعون من دمائهم، خاصة بسبب استهدافهم بالقصف من الجانب الاسرائيلي.

ولكن كم يحتاج لبنان الى دماء وقمع ليتحرر من أعداء الداخل؟! هذا التحرر، الذي اقترب جداً في زمن الثورة، عاد ليبتعد من جديد! وذلك، بانتظار موجة ثورية ثانية، لا يمكن التحكم في توقيتها!

شاهد أيضاً

لبنان يُثبّت شروطه: انسحاب كامل أو استمرار المواجهة

علمت صحيفة “الأخبار” أن النقاشات الليلية في السفارة الأميركية حول مسوّدة الاتفاق تناولت بنوداً عدة …