هل سينتخب المجلس الحالي رئيساً للجمهورية؟

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:

 لبنان ذاهب الى المجهول في مهلة أقصاها أواخر ايلول، فما يجري في اطار اللقاءات المتكررة، بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب، اشبه بمسرحية تقوم على إلهاء اللبنانيين، فمن يريد تشكيل حكومة فعلياً، لا يكرّر تلك اللقاءات او يعدّها من الثلاثة عشر الى المئة بل يبقى داخل الجدران الاربعة، الى حين تصاعد الدخان الابيض من القصر الجمهوري.

في غضون ذلك، لم تتوحد الاوساط السياسية والاعلامية والشعبية في لبنان على مسألة واحدة ربما في تاريخه، مثلما توحدت على انّ اوروبا او على الاقل فرنسا ستفرض عقوبات على معرقلي تشكيل حكومة!

وتجدر الاشارة، الى انه ليس هناك من دولة في العالم تملك قوانين تعاقب سياسيين في دولة اخرى بتهمة عرقلة تشكيل حكومة في هذه الدولة.

وبالطبع تحتاج الى اجماع “شذّت” عنه المجر بسبب علاقات لصهر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب جبران باسيل مع احد مسؤوليها.

 

وفي سياق موازٍ، تكشف مصادر دبيلوماسية غربية مواكبة للتحركات الدولية تجاه لبنان – وخاصةً من الجانب الفرنسي-  عن جهود تصب في إطار الحؤول دون المزيد من الانزلاق في لبنان، إدراكاً من هذه الدول أنّ اعتذار الرئيس ميقاتي سيعقّد الأمور أكثر بكثير مما هي عليه، وقد يبقى لبنان حتى نهاية العهد، وربما ما بعده، من دون حكومة.

وإذ ذاك لا بدّ من إقناع الأطراف بالتنازل لمصلحة تشكيل حكومة منعاً لحصول الكارثة، وتلفت المصادر عينها في حديثها الى وكالة “اخبار اليوم”، إلى أنّ رفع العقوبات عن إيران بشكلٍ نهائي، لا يمكن أنّ يتم ما لم تتعهد إيران رفع يدها عن لبنان، وهو سيؤدي حتماً إلى تشكيل الحكومة ومن دون شروط. وهذا أحد أسباب تمسّك حزب الله، والثنائي الشيعي، بميقاتي.

اذ تكشف ايضاً، الى انّ هناك سلّة متكاملة أضيفت الى بنود العقوبات، تستهدف ليس فقط من يعرقل تشكيل حكومة جديدة تفتح الباب للإصلاحات، بل ايضاً الى من يعرقل حصول الانتخابات بمعنى أنّ التحذير أصبح استباقياً.

 

وتعزو المصادر الى هذه الإضافة، بسب تخوف اوروبا من أنّ أطرافاً لبنانية، ستسعى لمنع حصول الانتخابات بذرائع شتى، بحيث يكون المجلس الحالي هو المكلف انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وتأمل المصادر، أنّ يكون الرئيس المكلف قد نجح في تشكيل حكومة تكون نقطة الانطلاق لوضع حد للتدهور المتواصل للأوضاع كافة، لكن في الوقت عينه  يبدو انّ الامور ذاهبة الى المزيد من خيبات امل، والسبب دهاليز السياسة اللبنانية البالغة التعقيد.

 وكشفت انّ فرنسا وبريطانيا والمانيا يراقبون عن كثب الاحداث المتسارعة في لبنان، ففي حال لم تتشكل الحكومة العتيدة برئاسة ميقاتي واستقصاد اقصائه، تنظر اليها اوروبا انّ العرقلة “متعمدة” واضحة كوضوح الشمس ولا لبس فيها.

شاهد أيضاً

هكذا يُفشل اللبنانيون محاولات “إسرائيل بالعربية” زرع الفتنة بينهم

سعت إسرائيل مؤخرا، عبر حملات منظمة، إلى إشعال نار الفتنة المذهبية في لبنان وخاصة بين …