جاء في “المركزية”:
أمام ثلاثة احتمالات يقبع الواقع الحكومي في البلاد. تشكيل سريع قد يستلزم اياما او اسبوعا في الحد الاقصى. استمرار المماطلة وتاليا الدوران في حلقة مفرغة الى حين. عدم التشكيل والانتقال الى ازمة نظام.
الخيارات هذه، تفصّلها مصادر سياسية معارضة مطلعة على دقائق الوضع اللبناني، وتقول لـ”المركزية” ان الاحتمال الاول يكاد يكون الاكثر ترجيحا بالاستناد الى العقل والمنطق الذي يفترض ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون له مصلحة في تشكيل سريع، بعدما بلغت الامور حدها ولم يعد قادرا على المضي في غض النظر عن الضغط الدولي المتعاظم والشعبي المقترب من لحظة الانفجار، كما ان ارضية التشكيل باتت مهيأة اكثر من اي يوم مضى مع اقتراب موعد رفع الدعم الذي يبتلعه اللبنانيون على مضض خلافا لما كان عليه الامر منذ اشهر حيث كان مجرد طرحه من المحظورات، وهو مطلب لصندوق النقد الدولي. كل ذلك معطوف على الوضع الامني المترنح والاشكالات اليومية وانفجار التليل وقرب انهيار القطاعات كلها. امام هذا الواقع وانعدام الخيارات لم يعد من سبيل الا للتسليم بالتشكيل.
الاحتمال الثاني، وفق المصادر، يتمثل في مضي العهد في استخدام ورقة الضغط على حزب الله بالحكومة ، وهو على يقين بأن الحزب لم يعد قادرا على تحمّل ضغط بيئته المتعاظم عليه، لينتزع منه وعدا بضمان وصول رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى كرسي بعبدا خلفا للرئيس عون ، وهي لعبة خطيرة جدا يمارسها العهد، غير محسومة النتائج ومن شأنها ان تحرق ما تبقى من رصيده كون كسب الرهان على حزب الله بامتداداته الاقليمية الخطيرة ومصالحه العابرة للحدود اللبنانية ليس بالامر السهل.
أما عدم التشكيل والتفرج على الازمات تتفاقم، والامن ينهار والدولة تتحلل، وهو ثالث الاحتمالات، فله هدف وحيد، تعتبر المصادر انه يتمثل بوضع البلاد امام ازمة نظام وجودية مع استمرار المزايدة مسيحيا، آنذاك يلقي العهد ورئيسه عنه وزر الانهيار بتصويب البوصلة على ازمة النظام التي قادت الاوضاع الى حيث هي، ويتلهى اللبنانيون والعالم بالبحث عن النظام الجديد للجمهورية الثالثة.
أي من الاحتمالات سيختار العهد؟ ترى المصادر أن الحكمة تقضي باعتماد الاول في ضوء انشغال العالم عن لبنان بتطورات افغانستان التي تحتل الصدارة وتاليا عدم طرح مبادرات انقاذية جديدة من جهة وتغيُّر نهج التعاطي من جانب الرئيس المكلف نجيب ميقاتي عما كان عليه مع الرئيس سعد الحريري الذي حكمته المناخات التصادمية، فإن استمر الطرفان بالتقدم على محور مجموعة التفاهمات التي توصلوا اليها حتى اللحظة وحاصروا العقد الكامنة في طريق التأليف، قد تشهد الايام المقبلة ولادة حكومة تبدأ بوضع الاصلاحات على السكة وتنفس الاحتقان الشعبي وتطفئ وهج الازمات فتمهد طريق المساعدات الدولية المعهودة، ولئن لن تتمكن من الحصول عليها باعتبار ان عمرها لن يتعدى الاشهر، فإن جدّت واجتهدت وأحسنت التعاطي مع صندوق النقد تضع لبنان على طريق الانقاذ… هوذا الخيار العقلاني، تختم المصادر فهل يختاره الرئيس عون؟