أعلنت دار الفتوى في طرابلس والشمال ودائرة الأوقاف الإسلامية في طرابلس، في بيان، أنه “تعقيبا على بعض الكلمات والمواقف والتحركات التي بدأت تظهر أخيراً، والتي تستهدف دار الفتوى والجسم العلمائي عموما، فإن دار الفتوى في طرابلس والشمال كجزء من المرجعية الإسلامية والوطنية الجامعة، لم تقصر يوما في القيام بواجبها تجاه قضايا أهلها ومطالب الناس المحقة منذ أول يوم بدأت فيه الأزمة في لبنان، وكانت دائما ترفع الصوت وتحمل السلطة مسؤوليتها وتشدد على وجوب قيام المسؤولين بمسؤولياتهم والأمانة التي حملهم الله إياها، وكانت دائما توجه أصحاب الفضيلة المشايخ والخطباء إلى أن يكونوا الصوت المطالب بحقوق الناس والرافض لكل أشكال القهر والظلم والاستهتار في هذا البلد. كما لم تدخر من خلال موقعها وعلاقاتها وإمكاناتها أية فرصة متاحة للوقوف إلى جانب أهل المدينة على الصعيد الإنمائي والمساعدات، وهذا ما أقر به الجميع ولله الحمد”.
وإذ أكدت أن “دار الفتوى ليست هي المسؤولة عن الأزمة المعيشية ولا هي صاحبة القرارات الاقتصادية والمالية؛ ولا يمكن أن تحل محل الدولة في تأمين متطلبات الناس وحاجياتهم والتي تفوق إمكانات الدار وقدراتها”، شددت على ان “استهدافها بالشكل المدروس والمنسق الذي ظهر مؤخرا، هو محاولة فاشلة ومفضوحة لضرب العلاقة بين دار الفتوى وأهلها ومدينتها، وهذه المحاولة هي كمثيلاتها المشبوهة والمأجورة لإجهاض أية فرصة ممكنة للتحرك المجدي والصوت العاقل لتحقيق المطالب والحقوق، وبالتالي الفوضى والعبثية، كما حدث في المظاهرات السلمية للمواطنين، وليس أدل على ذلك من أن هذه الاستهدافات تتعمد الافتراء على مواقف المشايخ والمنابر ومحاولة قلب مواقفهم وإلباسها عكس ما كانت هي عليه، كما حدث في المسجد المنصوري الكبير الجمعة الماضية، ولاتزال هذه الافتراءات والأكاذيب تتوالى ولكنها معروفة المصدر ومحددة الأشخاص لدى الرأي ولله الحمد”.
وختمت: “إن دار الفتوى وأصحاب الفضيلة هم جزء من الناس ويعانون ما يعانيه سائر المواطنين في هذا البلد، وستظل دار الفتوى بما تمثل تبث الأمل والتفاؤل وتحث على التوجيه الصحيح والتكافل والتعاون مع المجتمع والأهل ليس للمطالبة الكلامية فقط، بل للخطوات العملية الفاعلة مع سائر فاعليات المدينة”.