حجمُ الجريمة التي حصلت في عكار عقب إنفجار خزّان الوقود في بلدة التليل أخفى بالأمس الإنقسام “العوني” و”المستقبلي” الذي حصل على الأرض في عكار، لكن في قراءة متأنية ووفق المعطيات، لم يُبادر العكاريون وتحديداً من مناصري “التيار الوطني الحر” في الدفاع عن النائب أسعد درغام، لعلمهم اليقين بتورط الأخير في تغطية المهربين خاصة وأن درغام بحكم تسليمه ملف التعاطي مع الأجهزة الأمنية في عكار من قبل النائب جبران باسيل بنى شبكة علاقات مع قادة الاجهزة ما أمّن له حرية التحرك على الأرض.
واللافت أيضاً في هذا السياق، أنّ من كان يطلق الإتهامات مؤخراً وقبل وقوع حادثة التليل بحق درغام هم مناصرو القيادي العوني المنافس للأخير والمرشح عن المقعد الماروني جيمي جبور حيث قام أنصار جبور في تجييش الشارع العوني ضد درغام بسبب حصره توزيع المازوت والبنزين على مناصريه فقط وليس على مناصري التيار في عكار. لذا لمّا وقعت الواقعة، لم ينبري مناصرو التيار الوطني الحر المقربون من جيمي جبور بالدفاع عن درغام واكتفوا بالصمت.
أمّا في مقلب “المستقبل” الوضع ليس أفضل، فهناك إقتناع كبير لدى مناصري هذا التيار بأن نواب “المستقبل” وليد البعريني وطارق المرعبي ومحمد سليمان، وفروا الغطاء الأمني والسياسي للمهربين للقيام بجريمتهم وتعريض حياة العكاريين في المنطقة للخطر، بهدف جني الأموال بطريقة غير شرعية. وحال التخبط بين أنصار “المستقبل” أيضاً كبيرة جداً، ما دفع الرئيس سعد الحريري لمعالجة الوضع وإجراء الإتصالات في الداخل والخارج لتأمين ما يلزم من طبابة ومساعدات للأهالي ظناً منه أن ذلك سيبعد الشبهات عن تياره ونوابه، لكن يبدو أن الامر لم ينجح حتى اللحظة وفشلت محاولته المكشوفة من قبل ناسه. وكان لافتاً أيضاً الغياب الكامل للنائب هادي حبيش عن المشهد العكاري المؤلم أمس، لدرجة أنه لم يظهر على الشاشات كعادته أو على الأرض، حتى لم يصدر أي بيان أو يغرّد في حسابه في “تويتر” لإستنكار ما حصل أو للدفاع عن “المستقبل” في وجه الهجمة العونية. هل حاول أن يظهر نفسه بعيداً عن “تيار المستقبل”؟
المصدر : “ليبانون ديبايت