على الرغم من الوعود والتطمينات التي أطلقتها حركة طالبان بعيد سيطرتها على البلاد في آب الماضي، فإن القلق تملك العديد من الأفغان لاسيما ممن عملوا ضمن أجهزة الأمن أو حتى القوات الجوية.
ولعل من بين هؤلاء “الخائفين” على مصيرهم من انتهاكات الحركة، مئات النساء اللواتي خدمن في الجيش، وتدربن على أيدي القوات الأميركية من أجل محاربة الحركة قبل سنوات.
فقد دربت الولايات المتحدة وحلفاؤها خلال تواجدها في أفغانستان، كادراً من النساء للقيام بأعمال لم تكن متاحة لهن عادة، حيث خدمن في وحدات قتالية مدعومة أميركياً. حتى إن عدداً صغيراً منهن قاد طائرات مروحية وطائرات عسكرية.
غير أن مصير أكثر من 6300 امرأة في الجيش والشرطة والقوات الجوية الأفغانية، يبدو غامضا حتى الآن.
وفي هذا السياق، قال عبد الرحمن رحماني، وهو كولونيل سابق وطيار أفغاني ورئيس مركز تنسيق المعلومات الرئاسي في مكتب مجلس الأمن القومي في أفغانستان، في تقرير نشرته مجلة “ناشونال إنتريست” الأميركية، “شهدت السنوات الـ 20 الماضية تعزيزا لحقوق المرأة والمساواة والعدالة من قبل أميركا ودول حلف شمال الأطلسي (ناتو)”.
كما أضاف أنه من ضمن تلك الجهود، أتيحت فرصة للنساء للخدمة طوعاً في صفوف الجيش الأفغاني، رغم أن العادة في البلاد قضت بعدم إفساح المجال للمرأة بالانضمام إلى القوات المسلحة.
إلى ذلك، أوضح أن هؤلاء النساء لم يشاركن في محاربة طالبان فحسب، بل عززن الديمقراطية والمساواة والعدالة كجزء من تحول أفغانستان.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، شجع تلك النساء وساندهن عن قصد كجزء من التحول الأوسع إلى أفغانستان أكثر ديمقراطية ومساواة. وتابع معتبرا أنه بسبب أن هذه البرامج وضعت هؤلاء النساء في وجه طالبان بشكل مباشر ورمزي، لذا لا يجب على واشنطن التخلي عنهن مع عودة الحركة إلى الحكم.
كذلك أعرب عن اعتقاده بأن تواجه النساء عمليات انتقام وربما القتل، داعيا إلى منحهن تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة ودعم إجلائهن الآمن من أفغانستان.
يذكر أنه خلال فترة حكم الحركة للبلاد بين 1996 و2001، فرضت طالبان أحكامها المتشددة على المواطنين لاسيما النساء.
ومنعت حينها الفتيات من الدراسة، كما منعت النساء من العمل أو الخدمة في الحكومة أو الجيش والسفر، بل قلما شوهدن في الشوارع العامة بلا مرافقة رجل.