حاضر رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، عن “التطبيع وضرورات مخاطبة الآخر المختلف”، في ندوة نظمها “اللقاء الوطني الاعلامي”، في “مقهى 75”.
استهل محفوظ محاضرته بالتعريف عن التطبيع، فقال: “يرتكز التطبيع على اقامة علاقات اعتيادية وعلى ممارسة سياسات على مستوى الحكومات او افعال عبر مستوى الافراد والجماعات مع دولة الكيان الاسرائيلي او الاسرائيليين، على انه وانهم جزء طبيعي في الوطن العربي بما ينضوي عليه ذلك من تجاهل لممارسات الحكومة الاسرائيلية والاسرائيليين في سلب الفلسطينيين حقوقهم وفي تبرير سياسات القتل والتشريد”.
واشار محفوظ الى ما يلي:
– اولا: تراجع التزام قرار المقاطعة من جانب غالبية الدول العربية. وعمليا، فان سوريا ولبنان والجزائر هي الدول الوحيدة التي تعمل بنشاط على المقاطعة العربية، كذلك فان حركة B.D.S تعمل على تعطيل المبادلات الثقافية والفنية والاعمال التجارية التي تشارك في اسرائيل.
ثانيا: القرار الاميركي باعتبار القدس عاصمة لدولة الكيان الاسرائيلي حرك من جديد موضوع المقاطعة والتطبيع على الصعيد الشعبي، لكن ما يسمى الربيع العربي الذي كان لتمزيق وتفتيت المنطقة أدى ببعض الانظمة العربية الى تسريع التطبيع لكسب ود واشنطن وتل ابيب.
ثالثا: الحدث الفلسطيني المتمثل بالبطولة التي يبديها ابناء فلسطين هو الذي يستحضر فلسطين في الاعلام الدولي. اما مئات الشاشات التلفزيونية العربية فانها تتلهى بمواضيع ثانوية وهامشية والهائية وتسهل العبور الى التطبيع وقبول دولة الكيان الاسرائيلي كأمر واقع في مكونات المنطقة الاساسية، اذ اصبحنا نشهد على شاشاتنا مقابلات يجريها مراسلون داخل الكيان الاسرائيلي، وهذا ممنوع بالقانون لان فيه ترويجا للعدو.
رابعا: خارج حسابات الانظمة السياسية الصغيرة، يمكن للاعلام ان يخدم في جوانب محددة ذات طبيعة انسانية مثل الاستيطان ومخاطره، قضية الاسرى في السجون الاسرائيلية، فضح السياسات الاسرائيلية، تثمير الرأي العام الغربي المتعاطف مع القضية الفلسطينية، الابتعاد عن الاثارة الطوائفية والهواجس والغرائز، التشجيع على الحوار والتلاعب بين المكونات الداخلية سواء في المخيمات الفلسطينية او خارجها، الحؤول دون امتداد الانقسامات العربية واللبنانية الى الداخل الفلسطيني والدفع باتجاه التلاقي بين السلطتين في الضفة الغربية وغزه. كما انه لبنانيا، من الضروري ان يكون للمواقع الالكترونية الفلسطينية الحق في ممارسة الاعلام لمد الجسور مع الداخل الفلسطيني ولنقل المعلومات. وفي هذا السياق منح المجلس الوطني للاعلام الحق في الحصول على العلم الخبر وعلى فرصة التمويل عبر الاعلان. وينبغي ان نعترف بان المواقع الالكترونية الفلسطينية تلتزم بالحياد حيال الخلافات اللبنانية – اللبنانية كما تدعو الى توثيق علاقة المخيمات بكل المكونات اللبنانية.
خامسا: لا يمكن عزل موضوع التطبيع عن ضرورات تحصين الوضع اللبنانهي اقتصاديا واجتماعيا وماليا كما عن ضرورات مواجهة الفساد، ذلك ان هم المواطن اللبناني حاليا هو الهم المعيشي.
سادسا: تجديد الخطاب الاعلامي بحيث لا نخاطب انفسنا فقط، بل نحاول الوصول الى الاخر المختلف وكسبه، وذلك عبر الموضوعية والخبر الصحيح والمعلومة المسنودة الى مصدر موثوق.
سابعا: لبنانيا، لا بد من الاهتمام بالبنى التحتية للمخيمات الفلسطينية واتاحة الفرصة امام المهندسين والاطباء والمدرسين وغيرهم من اصحاب الاختصاصات والمهن بممارسة حق العمل دعما لصمودهم وانصرافهم لخدمة القضية الفلسطينية مع الاصرار على حق العودة ورفض التوطين.
ثامنا:التركز اعلاميا على الممارسات الاسرائيلية البشعة بحق الفلسطينيين والاعتداءات المتكررة على اراضيهم وعلى المسجد الاقصى وعبر هدم البيوت ونقل المعلومات عن ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي الى الغرب، خصوصا بعد نجاح عارضتي الازياء الاميركية من اصل فلسطيني بيلا حديد واختها جيجي في قيادة التظاهرات في الولايات المتحدة الاميركية المتعاطفة مع الشعب الفلسطيني في اعقاب الهمجية الاسرائيلية في قصف غزة وقتل الاطفال.
تاسعا: لا بد لهذا اللقاء ان يخرج بميثاق اعلامي لمواجهة التطبيع. وكان منتدى فلسطين الدولي للاعلام والاتصال قد اصدر ميثاقا اعلاميا لمواجهة التطبيع في 11 كانون الثاني 2018 في اسطنبول، ويتضمن الميثاق بنودا مهمة يمكن تبنيها هنا او البناء عليها. وأضع الميثاق الذي شارك فيه لبنانيون في تصرف اللجنة المشرفة على هذا اللقاء.
وختم: “اخيرا، القضية الفلسطينية هي البوصلة في سلوك الدول والافراد في العالمين العربي والاسلامي”