كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:
لا شك ان انخراط موسكو في الشأن اللبناني لا ينفصل عن الدور الذي تلعبه في سوريا، لا سيما وانها بدأت تتحسس خطورة الانهيار الاقتصادي الذي يتمدد بشكل يومي، حيث تخشى موسكو من تحولات في الإقليم ما يعيد ترتيب أوراق المنطقة المشتعلة.
ويرشح دائما من اللقاءات التي يعقدها مسؤولون روس مع مسؤولين لبنانيين، خشية من تطورات أمنية أو عسكرية على الساحة اللبنانية، بفعل الانهيار المالي والاقتصادي، وفي هذا الاطار تأتي وعود من روسيا بخصوص تشجيع شركاتها للعمل والاستثمار في لبنان، وفقا لما قاله وزير الخارجية عبد الله بو حبيب بعد لقائه نظيره سيرغي لافروف الاسبوع الفائت. كذلك اكد بيان صادر عن الخارجية الروسية جهود الحكومة اللبنانية الجديدة لتجاوز الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الحادة التي تعيشها البلاد.
فقد شدد مصدر ديبلوماسي روسي ان لبنان لن يكون جائزة ترضية لاحد، لافتا الى ان موسكو ترفض طرح الملف اللبناني على طاولة التسويات انطلاقا من رفضها لعودة الوصاية اليه اكانت سورية او ايرانية او حتى روسية، لكنه في المقابل يتوقف على الدور الذي يمكن للبنان ان يلعبه في المستقبل انطلاقا من علاقة اللبنانيين مع بعضهم البغض.
وردا على سؤال، لفت المصدر الى ان لبنان يتأثر بكل ما هو حاصل في المنطقة، الى جانب ما له علاقة بالتفاوض الايراني – الاميركي حول الملف النووي، معتبرا انه اذا حصل اتفاق فان الامور تذهب بسلاسة اكثر الى امكان اخرى، كذلك كلما تقدم الملف السوري نحو التسوية يكون له انعكاس على لبنان، لارتباط الواقع في لبنان بالتفاعلات الخارجية.
واضاف المصدر الديبلوماسي: موسكو تعتبر ان لبنان اليوم ليس في موقع “اهتمام الدرجة الاولى”، لا من قبل الاميركيين ولا من اي طرف آخر، الى جانب ذلك الازمة فيه باتت متشعبة وليست سياسية فقط، من هنا فان اي تقدم سياسي يسجل في المنطقة لا بد من ان يكون له انعكاس ايجابي على الداخل اللبناني، شرط ان تتكون قناعة في لبنان بان اي حلّ يجب ان يكون بالتفاهم والاتفاق، ولا احد يستطيع ان يفرض حلا على الآخر.
وهنا، تطرق المصدر الى الانفراج الواضح في العلاقة العربية – العربية انطلاقا من زيارة وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الى سوريا واللقاء الذي جمعه بالرئيس بشار الاسد، الامر الذي يشكل جزءا من اللعبة السياسية التي دفعت نحوها موسكو، قائلا: مثل هكذا خطوات تصب في مصلحة لبنان، لان امام اي خلاف عربي عربي، يكون لبنان عاجزا عن اتخاذ اي موقف، مع العلم انه في حال اي طرف داخلي اتخذ اي موقف سينعكس الامر على الدولة ككل.
وخلص المصدر الى القول: لا يمكن لسوريا ان تبقى خارج جامعة الدول العربية، فالامور تجاوزت حدية الحرب، وسوريا تشكل جزءا اساسيا من الشرق الاوسط.