وجه المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، كتاباً إلى البطريرك الماروني بشارة الراعي، يبلغه فيه رفض فكرة حياد لبنان، وهو المطلب الذي طرحه الراعي كحل لأزمات لبنان، وقابله رفض من قبل “حزب الله” وحلفائه.
من جهته, استغرب عضو تكتل الجمهورية القوية، النائب وهبي قاطيشا, هذا التحرك ووصفه بـ”لغة التخوين” التي تصدر عن رجل دين مع تأكيده أن البطريرك الراعي لا يدخل في الزواريب السياسية.
وقال في تصريح لـ”الشرق الأوسط”، “نرفض هذه اللغة والرد عليها إذا أتت من قبل السياسيين، فكيف أنها أطلقت من قبل رجل دين”، مضيفاً: “يبدو أن الفريق الذي يمثله قبلان (في إشارة إلى “حزب الله” وحركة “أمل”) وجد نفسه محرجاً ومحاصراً من قبل الشعب اللبناني الذي بات على يقين أنه سبب ما وصل إليه لبنان، فاختار الهروب إلى الأمام”، مؤكداً أن هذا الأمر مؤسف ومخز ودليل فقر هذا الطرف، مضيفاً: “نرفض الرد على هذه اللغة بمثلها”.
وجاء في كتاب قبلان: “مشكلة هذا البلد منذ نشأته تم تركيبه بطريقة عاجزة طالت الصيغة والنظام ومراكز السلطة ووظيفتها، ومنذ تاريخه الأول بقي يعاني من عقدة “القيد المكتوم”، وكأن هذا البلد بلا نسب أو فاقد الأبوين، ومع العام 1958 انكشف البلد عن عقلية تنسبه بالتبني لحلف بغداد مقابل الأمن العربي المنقسم على نفسه، فخسر الإثنين معا”.
وتابع, “ومنذ تلك الفترة صار البلد جمهوريات على طريقة “بدل ضائع” وانفجر البلد عام 1975 فقط لأنه عاجز بالصيغة والسلطة والنظام وطبيعة القرار السياسي الطائفي وأحيانا بسبب الإختلاف على العدو والذي تجلى عام 1982 بغزو تل أبيب لبيروت بشراكة فريق خاض حرب 1975 بخلفية مفهوم العدو والصديق، ومعه بدا لبنان بلا نسب أو سبب”.