لقاء تشاوري في صور خلص الى إعفاء طلاب لبنان النازحين المسجلين في المدارس الرسمية من الرسوم

عقد لقاء تشاوري حول “التحديات الأمنيّة والاقتصاديّة لانطلاق العام الدراسي المقبل في القطاعين العام والخاصّ”، اليوم، في ثانوية صور الرسمية المختلطة، بدعوةٍ من الشبكة المدرسية الوطنية في قضاء صور، في حضور وزير التّربية والتّعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال القاضي الدّكتور عباس الحلبي، رئيس لجنة التّربية النّيابيّة حسن مراد، عضوي اللّجنة النّائب علي خريس والنّائب الدّكتور أشرف بيضون، النّائب الدّكتورة عناية عزّ الدّين، النّائبة السابقة بهيّة الحريري ممثّلةً بأمين عام نقابة المدارس الخاصة الدّكتور أسامة أرناؤوط، السيدة رباب الصدر ممثلة بالسيدة ضحى كوراني، المسؤول التنظيمي لحركة “أمل” في إقليم جبل عامل المهندس علي إسماعيل والمسؤول التربوي المركزي في الحركة الدكتور علي مشيك والمسؤول التربوي في الإقليم الدكتور حسين عواركة، رئيس ثانويات ستارز كولدج الدكتور حسن تاج الدين ، ممثلين عن حزب الله.

كما حضر اللّقاء قائمّقامون، مديرون عامّون، رؤساء إتحادات بلديات، رؤساء مناطق تربوية، ومديرو المدارس والثّانويّات والمعاهد في القطاعين العام والخاصّ الأكاديميّ والمهنيّ، بالإضافة إلى شخصيّات وفعاليّات روحيّة، إداريّة، نقابيّة، تربويّة، بلديّة، واجتماعيّة.

اللّقاء الذي قدّم له مستشار الشّبكة المدرسيّة الأستاذ نبيل بوّاب، استُهلّ بالنّشيد الوطنيّ اللّبنانيّ، ثمّ تحدّث منسّق الشّبكة المدرسيّة في القضاء الأب الدّكتور جان يونس كلمة منسّق الشبكة المدرسة الوطنية في قضاء صور الأب جان يونس حيث قال: “من وحي وفكرِ ونهجِ الإمام السيد موسى الصدر، ونحن في رحابِ الذكرى 46 لتغييبِه مع رفيقيه نلتقي اليومَ لنتحاورَ، والحوارُ أيها الأحبةُ هو القيمةُ الأسمى التي عمل وضحّى من أجلِها الإمامُ الحبيب، كي يكونَ لبنانُ ويبقى وطناً نهائياً لجميعِ أبنائِه،.. كما نستذكرُ شهداءَنا الأبطالَ وتضحياتِهم، فاحترامًا لهم ولدمائِهم الزكيةِ نقفُ دقيقةَ صمتٍ على أرواحِهم الطاهرة. وتوجّه بكلمةِ ترحيبٍ وشكرٍ باسمِ الشبكةِ الوطنيةِ في قضاءِ صور صاحبةِ الدعوةِ على الحضور القيّم . أولًا: نتوجهُ بالتحيةِ والتهنئةِ على إنجازِ الامتحاناتِ الرسميةِ بالرغمِ منَ الأوضاعِ الصعبةِ التي رافقتِ العامَ المنصرمَ مع جزيلِ الشكرِ لكلِ من ساهمَ وحرصَ على إنجازِ وإعدادِ وتنفيذِ هذا الاستحقاقِ الوطنيِّ الجامعِ وعلى رأسِهم معالي الوزير وفريقُ عملِه .

ثانيًا: نؤكدُ أن الغايةَ من هذا اللقاءِ مع معالي الوزير ورئيسِ لجنةِ التربيةِ النيابيةِ والأعضاءِ المحترمين هو التشاورُ معاً، فهو فرصةٌ للقاءِ الزملاءِ وجهاً لوجهٍ، للنظرِ في الوضعِ القائمِ والمستقبلي لمدارسِنا في محافظتي الجنوب والنبطية بشكلٍ خاص ولبنانَ بشكلٍ عامْ في ظلِّ هذه الظروفِ الاستثنائيةِ التي يمرُ بها الوطنُ (العدوان الاسرائيلي على لبنان)، من خلال مساهمتِنا جميعًا في طرحِ أفكارٍ بنّاءةٍ لما فيه خيرُ العائلةِ التربويةِ بهدفِ مواجهةِ التحدياتِ التي نعاني منها في القطاعِ التربوي حيث يمكنُ إختصارُها بتحدياتٍ أربعةٍ وهي: التحدي الأمني، التحدي الإقتصادي والمالي، التحدي القانوني والتشريعي والتحدي التربوي

ثالثًا: سنختصرُ هذا اللقاءَ بالتفكيرِ معاً بالتحدي الأمني والتحدي الاقتصادي والمالي اللذَين يشكلانِ هاجسينِ أساسيينِ في هذه الأيامِ، ويشغلانِ بالَ إداراتِ المدارسِ الرسميةِ والخاصةِ ليس فقط في محافظتي الجنوبِ والنبطية بل في كلِ لبنانَ كما يشغلانِ بالَ الأهلِ الحريصينَ على سلامةِ أولادِهم، وبالَ أفرادِ الهيئتين التعليمية والإدارية.

لسنا هنا لنعيدَ المطالبَ التي يعرفُها معاليه والسادةُ النواب وهذا الجمعُ الحاضرُ، والتي تخصُّ العائلةَ التربويةَ،عنيتُ بها إداراتِ المدارسِ والأهلَ والمعلمينَ والطلابَ في القطاعين الرسمي والخاص .

رابعًا: نحنُ هنا لنؤكدَ أننا بالرغمِ من كلِ الظروفِ المحيطةِ بنا سنفتحُ أبوابَ المدارسِ ونطلقُ العامَ الدراسيَ في مدارسِنا الرسميةِ والخاصةِ، لنُرسلَ إشارةَ املٍ بأنّ الظروفَ ان شاء اللهُ إلى تحسنٍ بوعي وحكمةِ المسؤولين عن إدارةِ هذا البلد وعلى رأسهم دولةُ الرئيس نبيه بري الذي بارك هذا اللقاء

ثمّ كانت كلمة للنّائب خريس استذكر فيها مناسبة تغييب إمام الوطن والمقاومة السيد موسى الصدر قائلاً: ” هو من علّمنا الصبر والمواجهة وأن اسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام”.

وقال: ” نحن في مدينة صور العريقة بشهدائها وصمودها وتصديها للعدو ونحن على مقربة من الحدود نقول للعدو ان المقاومة حاضرة وجاهزة للتصدي للعدو الذي يهدد بالاجتياح البري، موجها التحية الى الشهداء الذي اسشهدوا من أجل الوطن ، مؤكدا أن هذه المقاومة تدافع عن كل لبنان من جنوبه الى شماله ومن شرقه الى غربه”.

ولفت الى ان الإمام الصدر اول من أسس صرحاً تربوياً ” مؤسسة جبل عامل” وخرّجت الابطال والمقاومين والشهداء.

وأضاف ان عنوان المرحلة اليوم هو التحديات الامنية والاقتصادية والتربوية وافتتاح العام الدراسي الجديد في العام والخاص، لافتاً الى اننا اليوم امام امتحان الانطلاق بالعام الدراسي الجديد ويجب ان يكون هناك قرار واضح وصريح لبدئه رغم كل التحديات على كافة الأصعدة، آملاً طرح كافة الهواجس لدى الاساتذة على بساط النقاش .

وتحدث النّائب بيضون، وقال :”من مدينةِ صور التي حملت بيارق الحرف، مدينةِ الإمام الصدر الذي أيقنا معه عبور جهلنا إلى شواطئِ أبجدية فجر التاريخ؛ وفي الذكرى الـ السادسة والأربعين لتغييبه وعلى هدي قسمه بدماء الشهداء بقلق الطلاب ألا نوفر جهداً لإحقاق الحق، كان هذا اللقاءُ التشاوري التربوي الوطني الأول من نوعه برعاية وحضور معالي وزير التربية ورئيس لجنة التربية النيابية إلى جانب ثلة من التربويين الكرام ،لطرح الهواجس والتحديات التي تواجه انطلاقةَ العام الدراسي المقبل”. وقال: “اليوم في هذا الظرف الاستثنائي لنكن موضوعيين ومتواضعين في مقاربة التحديات، فلسنا بصدد مناقشة الحلول للمشكلات البنيوية في القطاع التربوي أو مناقشة خطة إصلاح شاملة رغم اهميتها إنما تلمس الحلول الضرورية والسريعة لإنقاذ العام الدراسي المقبل من براثن التحديات الأمنية والإقتصادية التي أرخت بظلالها على هذا القطاع بجناحيه الرسمي والخاص في الجنوب عامة وفي الخطوط الأمامية من حدودنا الجنوبية خاصة.

وعليه، بات من واجبنا مجتمعين التشاور لإيجاد المخارج والحلول الممكنة والمتاحة كي لا نواجه أزمة تعطيل تبقي التلامذةَ ولا سيما النازحين منهم بلا دراسة وتعليم، وهنا الخطر الأكبر.

ففي خضم تداعيات العدوان الإسرائيلي وجد الأهالي النازحين أنفسهم أمام عام دراسي جديد مع استمرار نزوحهم وفي هذا يبرز التحدي القادم: هل يتم إقفال المدارس في الخطوط الأمامية ويطلب من الأهالي النازحين تسجيلُ أبنائهم في أماكن نزوحهم. وهل يطلب من الأهالي الصامدين ترك بلداتهم وتسجيل أبنائهم في الداخل أم يصار إلى اعتماد معيار مزدوج يقضي بالتسجيل إدارياً في المدارس الحدودية ويعطى الطالب خيار التعلم عن بعد أو الالتحاق بالمدرسة التي يختارها لمتابعة تعلمه حتى إذا انتهت الأزمة الراهنة عاد الطالب إلى المدرسة الأم ما يفوت على العدو فرصة خلق منطقة معزولة من السكان ويحافظ على الدورة الاقتصادية بحدها الأدنى. إنّه التحدي الأبرز الذي أوجد إرباكاً لدى مدراء المؤسسات التربوية والأهالي والطلاب على حدٍ سواء. وما يزيد العملية تعقيدا أننا أمام طالب نازح منهك ما يقتضي معه تبسيطَ إجراءات التسجيل في هكذا ظرف استثنائي لناحية المستندات المطلوبة هذا من جهة، ومن جهة أخرى ضرورة فتح شعب جديدة لاستيعاب الطلبة النازحين في أماكن نزوحهم إذا ما اختاروا هذا التوجه”.

واكمل: “وفي حال اقفال المدارس المشار إليها أعلاه يطرح سؤال آخر حول مصير إداريي هذه المدارس وأساتذتِها لناحية استحقاق رواتبهم ومستحقاتهم وهذا هو تحدٍ اقتصادي جدي”. أما لجهة التحديات الإقتصادية، فلقد وجد الأهالي والأساتذة أنفسهم بين مطرقة الأقساط العالية في المدارس الخاصة وسندان الصورة الضبابية لانطلاق العام الدراسي وانتظامه في المدارس الرسمية على اعتبار أنّ الانتاجية التي كان يتقاضاها الأستاذ هذا العام غير كافية لتأمين حياة كريمة له بالإضافة إلى تدني بدل قيمة ساعة الأساتذة المتعاقدين وهم الشريحة الأكبر في مرحلتي التعليم الأساسي والمهني والتقني ناهيك عن إلزام الأهالي بمساهمة مالية لتغطية صناديق المدارس في المرحلة الابتدائية وكأننا نزيد إرهاق كاهل هذه الشرائح المنهكة أصلاً على مدى الأشهر الأخيرة من جراء تداعيات العدوان على واقعهم المعيشي. وهنا التحدي الأكبر المتمثل بخطر تفشي ظاهرة التسرب المدرسي وانعكاساتها المجتمعية”.

وتابع :”نتشارك ونتعاون جميعاً بقلب منفتح لتحقيق المصلحة العامة وإيجاد الحلول لمختلف التحديات في سبيل تأمين عام دراسي منتظم كما نجحنا في العام الفائت الأمر الذي يتطلب منا جميعاً أقصى درجات الموضوعية في تلمس المطالب والأهداف التي نصبو إليها، فالمسؤولية على عاتق الجميع (وازرة وحكومة ومجلس نيابي وكافة أركان الأسرة التربوية). وكلنا ثقة بأنه كما أنجزت وزارة التربية استحقاق الامتحانات الرسمية على مساحة الوطن كل الوطن في أصعب الظروف وأحلكها –وهو بالمناسبة يمثل انجازًا لها بشخص وزيرها وفريقه العامل من مدراء وموظفين وأساتذة (الدكتورة هنادي بري كانت اول الغيث في خوض الامتحانات الرسمية) اليوم نحن على دراية بأن معالي الوزير لم يأل جهدا في متابعة التحديات التربوية لهذا العام والعبور بها الى بر الأمان”.

وختم بيضون: “عود على بدء، فإنّ الجنوب كما قال دولة الرئيس نبيه بري كما كل لبنان أثبت مرةً جديدة من خلال خوض الامتحانات الرسمية تفوقه في العلم والتعلم كما تفوق في الوطنية والمقاومة رغم كل القلق لا بل الوجع في أحايين كثيرة . إنه الجنوب إنه عاملة أرض المعجزات والنبوءات وإلى مزيدٍ من الإنجازات والنجاحات وتخطي العقبات والسلام” .

بعدها ألقى رئيس لجنة التّربية النّائب حسن مراد كلمة، جاء فيها: ” من صور مدينة الحرف ومدينة الإمام الصدر، من مدينة الجامع والشهداء والتي اقسم فيها الإمام الصدر، نلتقي على ارض الجنوب الصامد المقاوم لنتناقش في هموم الاهل و الطلاب في كل الوطن، نلتقي ونحن على ابواب ذكرى تغييب هذا الرمز الوطني الحر الذي لم ينحنِ يوماً إلا لخالقه وأشعل في الجنوب وكل الوطن ثورة فكرية حضارية تنموية ولم يوفر جهداً في إظهار الحق ومواجهة الباطل والنضال ضد أعداء الوطن وكان صوت الحق ورمزا للاعتدال وسيفا للمقاومة لذلك غُيّب ، آملاً كشف مصير الإمام وحل هذه القضية.

وأضاف: ” نحن في احلك الظروف التي يمر بها الوطن ، في مرحلة استثنائية على كل الصعد، مشيراً الى أن التحديات التربوية هي أكبر من ان تفنّد بدءا من المتطلبات الأساسية ، مؤكدا أن انتظام العام الدراسي لا يتم دون اعطاء الأساتذة حقوقهم في ظل الازمة الاقتصادية التي نعيشها، وكذلك بالنسبة لصناديق المدارس التي تفتقد الى أبسط مقومات استمرار وظيفتها، موجها التحية لوزير التربية الذي يسعى جاهدا من أجل تأمين التمويل اللازم لبدء العام الدراسي الجديد، متوجهاً بصرخة حق الى الحكومة اللبنانية وكل من يعنيه الامر بضرورة فتح الاعتمادات اللازمة لوزارة التربية وعدم ترك الامور حتى اللحظات الأخيرة.

وتابع أن الظروف التي نعيشها خاصة في الجنوب الصامد قد تشكل عائقاً امام انطلاق العام الدراسي الجديد وتحديدا في المناطق الحدودية، مؤكدا أننا قوم لم نعرف اليأس يوماً وكما تغلبنا على كل الصعاب سابقاً سنتغلب اليوم وننتصر كما انتصرنا سابقاً.

وأضاف: ” يواجهنا اليوم التحدي الأصعب وهو التحدي الاقتصادي الذي يشكل العائق الأكبر أمام انتظام العملية التعليمية ولا بد من الوقوف صفاً واحداً في مواجهة تحديات القطاع التربوي، وعلى الدولة والمدارس الوقوف الى جانب الطلاب حول حقهم في التعليم، مؤكداً ضرورة تعزيز دور المدرسة الرسمية لأنها وحدها ضمانة مستقبل هذا الوطن.

وطالب بإعادة النظر في قرار زيادة رسم التسجيل لتغطية صنادق المدارس والبحث عن مصادر أخرى للتمويل بعيداً عن جيوب الناس في هذا الظرف.. قائلا”: نحن ندفع رسوم الكهرباء ولا نحصل عليها وهناك أولوية للتعليم”.

وختم بدعوة الأسرة التربوية جمعاء الى الوقوف يداً بيد في مواجهة التحديات وللمدارس الخاصة دور رئيسي في هذا المجال، والرسالة الأولى هي اتاحة الفرصة لجميع الفئات من المجتمع للحصول على المعرفة وليس تحقيق الارباح المادية على حساب الطلاب، مؤكدا العمل على اقتراح قانون لوضع حد لفوضى الأقساط، داعياً جميع المدارس الخاصة للوقوف الى جانب الطلاب النازحين من القرى الحدودية لعدم ضياع العام الدراسي عليهم، ” لأهل الجنوب حق علينا فهم يدافعون عن كرامتنا وسيادتنا وشرفنا وعزتنا والانسانية جمعاء معلنا بالتعاون مع النائب أشرف بيضون عن تقديم منحة نازح لكل طالب نازح من القرى الحدودية الى البقاع الغربي وراشيا ويرغب بالتسجيل في المدارس الخاصة التابعة لمؤسسات الغد الأفضل اكراماً لتضحيات أهلنا والشهداء والمجاهدين.

بدوره الوزير الحلبي، تحدث معلنا اعفاء طلاب لبنان النازحين المسجلين في المدارس الرسمية من قرار المساهمة في صندوق المدرسة. وقال:” ان اللقاء اليوم هو لإعادة الحلم الى تلك الوجوه البريئة التي أقلقتها مشاهد القتل والدمار، قائلاً أن المستقبل يبدأ الآن، يلتقون اليوم لأنهم يدركون أن الصمود هو من مقومات البقاء وأنجح وسائل المواجهة والمجابهة والمقاومة.وتابع: ” عام دراسي منصرم مضى كان مليئاً بالتحديات والصعوبات وفي طليعته ارتقت الملائكة ريماس وتالين وليان الى الشهادة ليتبعهن امجد ومحمود ومحمد وعلي ثم كوكبة من المربين الذين علموا الحرية بدمائهم وسقط شهيداً كل من علي سعد وبلال مراد ومحمد فران وغيرهم كثر.

وأكمل: ” عام دراسي انطلق بشكل طبيعي وسرعان ما تحول في الجنوب وتحديداً الشريط الحدودي الى تحدٍ وجهاد وكفاح تحت وابل الصواريخ والقذائف. وقال: ونحن على اعتاب الانطلاق بعام دراسي جديد نلتقي لنفكر ونتحاور حول التحديات التربوية الآتية في القطاعين العام والخاص. وأضاف: دورة الحياة تتغير، فبدل أن يرافق الآباء اولادهم الى المدرسة، يرافق الأولاد آباءهم الى مثواهم الأخير وهو ما يؤثر عليهم ويحثنا على التفكير في سبل متابعة تلامذتنا.

وأشار الى ان هناك تحديات اخرى تطال الجسم التعليمي بأكمله في القطاعين العام والخاص ، خاصة أن الواقع الدراسي يتأثر جراء الاوضاع ، داعيا المدارس الخاصة ان تحذو حذو الاستاذ حسن مراد، وأمِل هذا العام ان يعود الطلاب والاساتذة الى المدارس ومقاعدها وصفوفها.

واستذكر ذكرى تغييب الإمام الصدر، مؤكدا انه يبقى ببننا ومعنا لما ترك لنا من اقوال واعمال نستعين بها في مواجهة التحديات، مشيرا الى ان أخطر سلاح لدى العدو هو الفتنة ومواجهتها تكون بالوحدة، مؤكداً اننا بحاجة اليوم الى تعاليم الإمام الصدر التي تحاكي الإطار الوطني اللبناني لمنهاج التعليم العام ما قبل الجامعي، والذي يسعى بمواده وبنوده الى بذل الروح الوطنية في الأجيال الصاعدة وتربيتهم على روح المواطنة والتنوع وصون العيش المشترك من اجل خلاص لبنان وقيام الدولة وانتظام مؤسساتها.وختم: ” الكل يعلم واقع التأزم السياسي والمالي الذي ينعكس سلباً على وزارات الدولة وإداراتها، لكن بفضل همة العاملين في الوزارة وجهود المدراء والأساتذة وتعاونهم في القطاعين الرسمي والخاص تمكننا من مواجهة الكثير من الصعوبات والتحديات. وختم:” أن لغة الحوار والتضامن هي وحدها الطريق السليم لمواجهة العوائق وبلوغ الغايات والأهداف، متمنياً عاماً دراسياً زاهراً والرحمة للشهداء”.

كما تخلّل اللّقاء أيضًا مداخلات من قبل النائب الدكتورة عناية عز الدين ومديري المدارس وأعضاء الهيئة الإداريّة للشّبكة المدرسيّة الوطنيّة، وممثّلي النّقابات والرّوابط، الذين عرضوا هواجسهم وتجاربهم الخاصّة في التّعامل مع التّحدّيات اليوميّة التي يواجهونها في مؤسّساتهم التّربويّة.

وختامًا، صدرت توصيات اللّقاء التّشاوريّ التّربويّ، والتي جاء فيها:

التحدّيات الأمنيّة والاقتصاديّة لانطلاق العام الدراسيّ 2024-2025 في القطاعين العامّ والخاصّ

إنطلاقًا من أهميّة التربية في بناء المجتمعات، ولأنَّ التعليم هو الطريق المؤدّية إلى النجاة في ظلّ الظروف الاِسْتثنائيّة الّتي يواجهها وطننا لبنان، وحرصًا على مصلحة التلامذة والأساتذة على حدٍ سواء وعلى اِسْتقامة واِسْتمراريّة البنية التربويّة، وبعد إجْتماع مديري المدارس والثانويات والمعاهد الرسميّة والخاصّة الأكاديمية منها والمهنية والتقنية في محافظتي الجنوب والنبطية بحضور معالي وزير التربية ورئيس لجنة التربية النيابية، ومراعاةً للأحداث الراهنة ومتطلِّباتِها وتحدّياتِ العدوان الإسرائيلي على لبنان، وبعد استعراض الواقع الأمني والاقتصادي وتأثيراته على القطاع التربوي ومعوقات انطلاقة العام الدراسي، توافق اللقاء التشاوري على التوصيات الآتية:

1. تبديداً لمخاوف وهواجس الطلبة وأهاليهم، حتميَّة فتح المدارس والثانويات والمعاهد الخاصة والرسمية وإطلاق بدء العام الدراسيّ للعام 2024-2025 في أقرب وقت ممكن وللقطاع العام أواخر شهر أيلول كحد أقصى، على الرّغم من الظّروف الأمنيّة القائمة حاليًّا، وذلك تعبيرًا عن مقاومتنا التربويّة والوطنيّة في وجه الإعتداءات الإسرائيلية.

2. منعاً لخلق منطقة خالية من السكان في قرى وبلدات المواجهة على الحدود مع فلسطين المحتلة، وحفاظاً على أفراد الهيئتين الإدارية والتعليمية في المدارس والمعاهد والثانويات المغلقة، فتح باب التسجيل الإداري لطلاب هذه المدارس والثانويات والمعاهد الرسمية والخاصة، مع ترك الخيار للطالب بين التعلم عن بعد (حالة الطالب الصامد) أو الالتحاق حضورياً بمكان النزوح (حالة الطالب النازح)، تمهيداً للالتحاق بالمدرسة الأم بعد توقف الإعتداءات الإسرائيلية والإنتهاء من حالة النزوح.

3. نظراً للظروف الإستثنائية، وتمكيناً للطلبة النازحين الراغبين في الإلتحاق بمدرسة في مكان النزوح، فتح شعب جديدة وفقاً للحاجة الفعلية للمدرسة أو الثانوية أو المعهد الرسمي بالإضافة إلى تسهيل إجراءات الإلتحاق لناحية المستندات المطلوبة.

4. الاِلْتزام بقرار وزارة التربية بفتح أو بإغلاق المدارس والثانويّات والمعاهد عند حدوث أي حدث أمني مُربِك وأن لا يُترك إتخاذ هذا القرار على عاتق المديرين في المؤسسسات التربوية المعنية.

5. لحين إقرار سلسلة رتب ورواتب جديدة للقطاع العام بمن فيهم أفراد الهيئة التعليمية، تحسين ملموس وجديّ لحوافز العاملين في القطاع التربوي بالإضافة إلى تحسين أجر ساعة التعاقد بما يضمن عيشاً كريماً ولائقاً لهم.

6. إعفاء تلامذة المناطق الحدوديّة من دفع رسوم التّسجيل في المدارس والثانويات والمعاهد الرّسميّة، والعمل على توفير الدعم الماليّ من جهات مختصّة (الحكومة أو الجهات المانحة) لصناديق المدارس والمعاهد الرّسميّة كي تقوم بواجبها الماليّ تجاه المتعاقدين من أساتذتها والمياومين من موظّفيها بالإضافة إلى تأمين الدعم المالي للمدارس الخاصة المتاخمة للحدود والقريبة منها. كما ونتمنى على المدارس الخاصة مراعاة أوضاع أهالي الطلاب النازحين من القرى الحدودية لناحية حسم نسبة معينة من القسط.

7. الدعوة إلى تشابك جهود جميع القادة التربويّين من إتّحادات ونقابات أصحاب المدارس الخاصّة ونقابات ولجان الأهل في القطاعين الرسميّ والخاصّ والتعاون فيما بينهم برعاية وزارة التربية لإيجاد الحلول المناسبة لكل المشاكل في القطاع التربوي، وذلك حفاظاً على العام الدراسي.

شاهد أيضاً

لبنان يُثبّت شروطه: انسحاب كامل أو استمرار المواجهة

علمت صحيفة “الأخبار” أن النقاشات الليلية في السفارة الأميركية حول مسوّدة الاتفاق تناولت بنوداً عدة …