ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة شهر محرم الحرام ورأس السنة الهجرية لهذا العام من مكتبه في دار الإفتاء الجعفري.
وقال في رسالته” خيارنا وطن وبلد وسيادة وعيش مشترك، وسلم أهلي، ومشروع دولة متماسك رغم كل مرارات هذا الخيار. نعم سنبقى متمسكين بوطنيتنا، وثابتين على شراكتنا الوطنية، وعيشنا المشترك تماما، كشراكة دماء وهب المسيحي مع دماء الإمام الحسين، وزهير العثماني مع حبيب بن مظاهر العلوي، على قاعدة لا للفتنة، لا للعبة الطائفية، لا لتمزيق البلد، لا للفساد بكل أشكاله، لا للاستثمار بالحقد والنكد والمتاريس النفسية، لا للفراغ السياسي، لا للسقوط، لا للتوظيف الدولي الإقليمي بخراب البلد”.
واضاف: “دعوتنا لتسهيل تأليف الحكومة، وانطلاق الدولة بما يقتضيه الواقع والمنطق، فالأمور وصلت إلى خط اللارجعة، خط إذا تجاوزناه خسرنا الوطن والهوية”
وتابع: “في شهر محرم الحرام، تتكلل السنة الهجرية بأعظم دماء وأشرف شهداء، وهو ما تنتهجه المقاومة اليوم عبر ردها بالنار على النار الإسرائيلية، تثبيتا للردع، وتأكيدا للجهوزية، وترسيخا لحقيقة أن سياج هذا الوطن جيشه وشعبه ومقاومته، بعيدا من الكمائن المدبرة التي تكشف بعضا من المشاريع الخارجية، التي تحضر لبلد لا يقبل إلا بأن يكون حرا أبيا بحلته الوطنية وعيشه المشترك وسلمه الأهلي ودولته الجامعة.”.
وتوجّه الى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بالقول:”القضية قضية وطن كان محتلا، وسيادة كانت مصادرة، يوم تخلى العالم كله عنا، فاستعادته المقاومة وحولته بلدا منيعا، ووطنا مهيبا، تحسب له تل أبيب ألف حساب، وذلك بسبب ما تمتلك المقاومة من ترسانة نوعية وصواريخ دقيقة، وقرار شجاع، شكل ضرورة هذا الوطن ومشروع دولته وسياج استقلاله، وأمنه وأمانه. وهي اليوم أكثر ضرورة لمنع مشاريع الحرب الأهلية، التي يعمل عليها أكثر من طرف دولي وإقليمي بأقنعة مختلفة. ولأن المقاومة ضرورة تحرير وحماية بلد وسيادة واستقلال، لم تحتج إلى تبرير يوم كانت بيروت محتلة، فإنها كذلك اليوم لا تحتاج إلى أي تبرير، لأن سيادة وبقاء هذا البلد يرتبط إلى حد بعيد بأصل وجود المقاومة في لبنان. على أن ضرورة وجودها اليوم هي أكبر وأعظم لأن التهديد أكبر وأعظم”.
وتابع: “أما قرار السلم والحرب فهو قرار وطن، قبل أن يكون قرار حكومة، وقرار سيادة واستقلال”.
وقال: “فليسمع العالم جيدا: لبنان لن يكون جزءا من تهويد المنطقة، ولن يكون جزءا من الاستسلام ما دامت هناك مقاومة في لبنان، وهي منه كالرأس من الجسد، وإذا كان من أمن وأمان في الجنوب وسائر محافظات لبنان فهو بفضل قوة الردع التي حولتها المقاومة سياج وطن، وسيادة بلد، وضمانة شعب ومؤسسات. العين اليوم على حماية لبنان بكل الأشكال، لأن هناك مشروعا دوليا إقليميا حقيقيا يريد النيل من الداخل اللبناني، ومسؤولية كل الوطنيين في هذا البلد حماية لبنان من خرائط المتاريس الدولية واللعبة الطائفية”.
وتوجّه الى اللبنانيين بالقول ” هذا لبنان بلدنا، والدولة دولتنا، والناس ناسنا، لذلك دعونا نحمل جميعا هم هذا البلد، بعيدا من اللعبة الدولية الإقليمية، وليكن لبنان وسلمه الأهلي وعيشه المشترك أولا، وبخاصة أن التاريخ القريب للحرب الأهلية مر للغاية، ومن جر الفتنة إلى نفسه فقد قتلها. لنكن عائلة وطنية واحدة، ضمن مشروع دولة واحدة”.