كتب شادي هيلانة في وكالة اخبار اليوم
إذا كانت أحداث الطيونة فجرت “القلوب المليانة” بين مُناصري “الثنائي الشيعي” من جهة ومُناصري الأحزاب اليمينيّة المسيحية من جهة اخرى، وبشكلٍ خاص حزب القوات اللبنانية،على اثر قضية مطالبة حركة “أمل” وحزب الله” تنحية المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، فإنّ هذه القضيّة وسواها ستكون محطّ شدّ حبال كبير في المرحلة المُقبلة، سيُستخدم بالتأكيد في الصراع السياسي القائم على مشارف الانتخابات البرلمانية.
في واقع الامر لا شيء في لبنان يعلو فوق سلاح حزب الله، هذه الحقيقة التي باتت مرسخة في هذا البلد. فظلّ هذا السلاح يشكل الحكومات وتُحّلها، ويسمى قضاة التحقيقات ويُقبعون، أو تشن عليهم حملات التشويه والتشكيك، وتحت لغة التهديد والترويع يساق بلد برمته إلى الهاوية.
وكان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قد خرج في خطابه الأخير ليقول؛ انه يملك مئة الف مقاتل، في حال جرّ حزبه الى حرب داخلية لا يريدها، متهماً حزب القوات بـ”امتلاك ميليشيا مسلحة”، وحمله مسؤولية الأحداث الدامية التي شهدها لبنان في يوم 14 تشرين الاول المشؤوم.
وفي موازاة ذلك يطل مساءً اليوم رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في مقابلة تلفزيونية، في سياق الردّ على نصرالله وشرح ملابسات الاحداث المُتهم بها وصولاً الى فرض توازن قوة… لكن السؤال الذي يدور في الاذهان هل سيستفيض قوته الليلة ويقول لنصرالله لديك مئة الف لدينا “وحدات الصدم”؟ قوات النخبة والاكثر جرأة والأكثر كفاءة وتدريباً. وهي تلك شاركت في المعارك النوعية خلال اتون الحروب اللبنانية. وذلك ليس حباً بالمعارك بل لأنه في الحرب “يا بقتلك يا بتقتلني”، خصوصاً حين تقاعست الدولة وتخلت عن مسؤولياتها.
في مقابل كل ذلك، يجزم المراقبون انّ حزب الله ليس له رغبة أو نية أو وقت للذهاب نحو احتكاكات شعبية على خطوط التماس، أو توترات تأخذ صفة الاستدامة، لتبرير العودة الى الحرب. فهو له أدواته ووسائله في التحالفات بالدولة والمؤسسة الأمنية والعسكرية والقضاء، وإنّ لم تستجب سوف يستخدم عناصر القوة الأمنية وليست العسكرية، بمعنى عدم اللجوء إلى المواجهات المباشرة والمكشوفة.
لكن ماذا لو وقع المحظور… اين يكمن توازن الرعب؟
هناك خبراء عسكريون يقولون : إذا دخل حزب الله في حرب ستكون الى جانبه حركة امل والأحزاب والتنظيمات الملحقة بالاستخبارات السورية والايرانية هؤلاء لوحدهم يشكلون مئة الف، كما أنّ نصرالله ضامن عدم أهْليّة الشارع السني في بيروت وصيدا والبقاع وطرابلس وعكار في دخول حرب داخلية جديدة بوجود القوة الفائضة التي امتلكها في حروب الشوارع وتكتيكاتها، بعد مشاركته في المعارك على الاراضي السورية وخوض غمار حروبها، كما ان الحزب قادر على تدمير المناطق المسيحية في الجبل والساحل اللبنانيين “الغربيين”، ثم احتلال معظمها بعد إحداث خراب هائل فيها، وفتح طريق البحر والجو لسفر المسيحيين الى الخارج. هذا في حال وقوع المحظور.
وفي المقابل، خبير في الشؤون العسكرية يقول: انّ الحزب يعلم جيداً أن محاولته اقتحام عين الرمانة مجددا على غرار ما حصل في 14 تشرين الاول الحالي، ستكون لها انعكاسات سلبية، من حيث الاستعدادات وربما الانجرار نحو التسلح في حال هددت هذه المناطق مرة ثانية بالتحديد .
وبدا أنّ حزب الله الذي يملك جمهوراً عريضاً، وترسانة واسعة من الأسلحة، وقدرة على ممارسة أعمال الشغب، ضعيف في الحلقة العسكرية الداخلية، لأنّ بلداً مثل لبنان محكوم بالتوازنات الطائفية والمذهبية. لذا هزم الحزب في زواريب تلك المنطقة.