حتى اسابيع قليلة جدا كان حزب “الكتائب اللبنانية” قد نجح نجاحا كبيرا في التقارب والتماهي مع مجموعات الثورة والحراك الشعبي في المناطق المسيحية في تمهيد واضح لخوض الانتخابات النيابية المقبلة، حتى ان بعض الخبراء الانتخابيين تحدثوا عن كون الكتائب هو الحزب الوحيد الذي سيتقدم نيابيا.
لكن خلال الاسابيع الماضية لم يستمر المسار الايجابي بين الاطراف المتحالفة خصوصا ان الكتائب بدأت تسمع انتقادات من بعض المجموعات التغييرية التي ترغب بخوض الانتخابات من دون اي تحالف سياسي مع اي قوة او حزب او شخصية شاركت في السلطة سابقا.
تمكن حزب الكتائب ولاسباب كثيرة من احتواء التحركات الشعبية والانضمام اليها من دون اي اشكالات مع المجتمع المدني الذي تصالح بسرعة نسبية مع شراكة الكتائب ولاحقا النواب السابقين له في الاحتجاجات.
جاء دور الانتخابات وهذه اهداف القوى السياسية ومخاوفها
المجتمع المدني و”الثوار”: هل الانجاز ممكن؟
تحالف الكتائب والنواب المستقلين مع مجموعات الثورة يؤمن للمجموعات والشخصيات المعترضة قاعدة جدية منظمة تتيح لهم الماكينات والقدرة المالية، لكنها في المقابل تأخذ منها فرصة الخرق، اذ ان الكتائب والنواب المستقلين لديهم القدرة الاوسع على تأَمين حواصل انتخابية لمرشحيهم مما يعطيهم فرصا اكبر بالفوز.
من هنا بدأت مجموعات من الحراك الشعبي تمتلك قدرة مالية واسعة بالتواصل مع المجموعات المتحالفة مع الكتائب لتقديم البدائل عن هذا التحالف بتحالف يضم حصرا مجموعات المجتمع المدني على ان يتم تأمين الماكينات الانتخابية والقدرات الاعلامية واللوجستية.
ترافق هذا الامر مع تصويب اعلامي على النواب المستقيلين من المجلس النيابي، الامر الذي يؤشر الى بذور خلاف كبرى قد تطيح بتحالفات المجتمع المدني وتشتت اصوات الحالة الشعبية المعترضة على اداء السلطة في لبنان.
وبحسب مصادر مطلعة فان الخلافات تجاوزت المناطق المسيحية لتصل الى مناطق اخرى حيث بدأ التصويب على الحراك من باب التحالف مع الكتائب ما جعل بعض المجموعات تفتح النار السياسي على الصيفي ومن يتحالف معها لتبرر نفسها امام جمهورها الناخب..
لا يزال الوقت مبكرا قبل حصول الانتخابات النيابية، لكن الخلافات وفي حال توسعت ولم يتم السيطرة عليها ستطيح بفكرة توحيد المعارضة التي يقال انها السبيل الوحيد لتحقيق خرق جدي في الانتخابات المقبلة.
المصدر: لبنان24