حادثة الكحالة رفعت أسهم قائد الجيش رئاسيًّا؟!

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:

كل المبادرات الفرنسية بإصداراتها المتعددة الفاشلة سقطت الى الهاوية، ما يثير التساؤلات حول تعاطي “الأم الحنون” في الملف اللبناني وكأنّه حقل تجارب في مطبخها، نتيجته أوبئة تضرب مختلف المؤسسات الدستورية وأبرزها وباء ” الشغور” الذي يتنقل من مكان الى آخر بدء من رئاسة الجمهورية، فلا أيلول موعد حاسم ولا حراك داخلي فاعل، والمناكفات مستمرة، لا سيما انّ اللقاح ترفض القوى السياسية المعنيّة تجرعهُ.

وأمام جدار الأزمة المتصلب، وأمام حوار رجل فرنسا ومبعوثها “جان ايف لودريان”، الذي سقط بأرضه قبل أن ينطلق، ثمة بارقة أمل للخروج بحلٍّ للأزمة المستعصية، هو اعتراف بخسارة طرفي النزاع المعارضين والممانعين، أوّلاً بِفرط التقاطع وتراجع حظوظ مرشحيهما.

ويُدرك العارفون والمتابعون، انّ حوار “التيار الوطنيّ والحرّ” سيبقى حبراً على ورق، الذي بُنيّ على غايات عدّة في نفس يعقوب، سيما أنّ رئيس “التيار” النائب جبران باسيل المُجدد لهُ أمس بقرار لم يفاحئ أحداً، بعدما لمس جديّة لدى الحزب في البحث بإسم قائد الجيش العماد جوزاف عون كخيار بديل عن فرنجية ليتولى منصب رئاسة الجمهورية، فباسيل اليوم يفعل كل ما في وسعه لقطع طريق بعبدا أمام عون.

علماً، انّ الحزب وفق ما يدور في أروقته السياسية، بأن الجواب الذي ينتظره الزعيم البرتقالي، سيأتي على الشكل الآتي:
– مرونة فيما خص الصندوق الائتماني او السيادي.
– رفض قاطع لـ”اللامركزية الادارية والمالية”.

إذاً وبالعودة، إلى بارقة الأمل الرئاسية، تشير أوساط قريبة من “حارة حريك” إلى أنّ التصرف الحكيم للعماد عون عقب حادثة الكحالة، والذي قطع رأس الفتة بمنع جر البلد إلى حرب أهلية، سجّل هدفاً مهماً في مرمى “الثنائي الشيعي” وأعاد خلط الأوراق ما رفع من أسهمه رئاسيّاً، وهذا الموقف لربما من شأنه أنّ يُقنع الحزب بضرورة الذهاب نحو خيار ثانٍ توافقي جامع، بديل عن مرشح التحدي أي فرنجيّة.

فثمة رأي آخر يقول، إنّ أيّ رئيس للبنان لن يكون بمنأى عما سيبحثه الأميركيون مع الإيرانيين في هذا الخصوص، فلا مانع لدى الاثنين من وصول عون إلى بعبدا، بإعتبار أنّه أبرز الاسماء التي تحظى بإجماع خارجي ومحلي وعلى مسافة واحدة مع الجميع، لكنهما لم يعلنا الامر صراحةً، بالتالي من المتوقع ان الشغور سيطول، لحين تعيين ادارة جديدة في البيت الابيض، بعد حصول الانتخابات الرئاسية الاميركية عام 2024، ما سيفتح تماماً مرحلة جديدة في التفاوض النووي، اضافةً الى ما سيؤول اليه النشاط النفطي في البحر جنوبا.

في الخلاصة، من يفك اللغز الرئاسي اللبناني، دولتان: ايران واميركا، في ظل عدم التوافق على أي اسم من المرشحين المطروحين لدى المعارضة او الثنائي، هل يكون قائد الجيش العماد جوزاف عون جامع الأضاد على اسمه، ليكون “اللقاح الوطني” ويشكل خلاصاً نهائياً للبنان؟

شاهد أيضاً

لبنان يُثبّت شروطه: انسحاب كامل أو استمرار المواجهة

علمت صحيفة “الأخبار” أن النقاشات الليلية في السفارة الأميركية حول مسوّدة الاتفاق تناولت بنوداً عدة …