كتب محمد علوش في” الديار”:
بات واضحاً ان الحزب «التقدمي الإشتراكي» و»اللقاء الديمقراطي» لن يسيرا بخيار مرشح التحدي، أي أن أصوات النواب لن تذهب لا الى مرشح المعارضة ولا الى مرشح «الثنائي الشيعي» والحلفاء، كذلك بدا لافتاً حديث نواب مستقلون، مثل ميشال الضاهر عن عدم التصويت لأحد بحال كانت المعركة بين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، لذلك لا يبدو أن احداً من المرشحين الأساسيين حالياً قد حقق الـ 65 صوتاً المطلوبة، حتى ولو توافق «التيار الوطني الحر» مع «القوات» و»الكتائب» وبعض نواب «التغيير» على إسم مرشح، فإنه أيضاً لن يكون قادراً على الوصول الى عتبة الـ 65 نائباً.
لذلك، تقول المصادر ان سمير جعجع وجبران باسيل يعلمان أن التوافق على إسم بينهما وبــين قوى المعارضة، لا يهدف لإيصاله الى قصر بعــبدا، بل الى فرضه خصماً قريباً من سليمان فرنجية، فيــتم المقايضة بينهما من أجــل البحث عن مرشــح تسووي، وهنا مشــكلة أخرى بين «الوطني الحر» و»القــوات»، فالثاني يعلم بأن إسقاط ترشيح فرنجية لا يُبقي سوى قائد الجيــش جوزاف عون مرشحاً للتسوية مدعوماً من دول عربية أساسية، ومدعوماً اميركياً بطبيعة الحال، بينما يخشى باسيل الوصول الى هذا الترشيح، فهو وإن كان لا يُريد وصول سليمان فرنجية، إلا أنه لا يرغب بوصول قائد الجيش أيضاً، لذلك يحسب باسيل ألف حساب قبل إعلان تأييد أي مرشح بوجه فرنجية، وهو بحال فعل ذلك فيكون قد أنهى محاولات الوصول الى توافق بينه وبين حزب الله، وهو ما لم يحصل بعد.
أمام باسيل فرصة أخرى غير الحوار مع حزب الله، برأي المصادر، هي الحوار مع قوى «الورقة البيضاء» المستجدة، مثل الحزب «التقدمي الإشتراكي» وبعض المستقلين، وهنا يصبح هناك احتمال وجود 3 مرشحين رئاسيين، الى جانب حفاظ التيار على شعرة معاوية مع حزب الله، فالانضمام الى «القوات» بنظر الحزب لن يكون كمثل الانضمام الى الحزب «التقدمي» وبعض النواب المستقلين في المجلس النيابي.
بالنتيجة، تقول المصادر ان جعجع يسعى لاستثمار موقف «الوطني الحر» بسياق محاولته إسقاط ترشيح فرنجية وإيصال قائد الجيش الى بعبدا، ويسعى باسيل لاستثمار موقف «القوات» من أجل تحسين شروط تفاوضه مع المعنيين، على رأسهم حزب الله، كمشارك أساسي بصناعة الرئيس المقبل، ولذلك لم تنجح بعد محاولات جمع الطرفين.