كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
كانت العين على خفض الاسعار، تماماً كما كان يحصل بعيد ارتفاع الدولار، تقفل المتاجر، تبدّل الاسعار، تزيدها قرابة الـ5 أو 6 ليرات. غير أن هذا لم يحصل، بل حصلت عملية تذاكٍ على الاسعار، بالكاد إنخفضت ربع بالمئة، بدليل ثباتها على معدّلها، أنقص بـ500 و1000 ليرة على أبعد حدّ. وفوق كل ذلك، يمنّن صاحب الدكان والمتجر المواطن بأنه خفّض السعر، وكأنه يعيش على غير كوكب.
إستبشر الناس خيراً بإنخفاض الدولار، ظنّوا أن الاسعار ستهبط أقله 7 آلاف ليرة في كل سلعة، غير أن ما حصل هو أن التاجر تذاكى ورفع السلعة التي كانت بدولار الى 5 دولارات ثم أجرى تخفيضاً على السعر المضخّم بالرغم من ان ثمنها كان على صرف الـ23 ألفاً بدولار وباتت على سعر الـ15 ألفاً بـ5 دولارات، مضافاً اليها ثمن نقل المازوت وكلفة الاشتراك أيضاً، ليزيد التاجر من ربحه. هذه الزعبرة تتم على عين وزارة الاقتصاد التي تدعو الناس الى ان تكون عينها، ولكن كيف؟ ووفق أي آلية؟
بالامس، صدر بيان بخفض سعر الفروج وبات كيلو الفخاذ بـ19 ألف ليرة أي 3 كيلو بـ57 ألفاً، لكن الاسعار لم تنخفض بل زادت العروضات في المتاجر 3 كيلو فخاذ بـ63 الف ليرة، الجوانح بـ٢٢ ألفاً، أي ظلت على حالها من دون أي تراجع يذكر، فقط أضيفت إليها حبّة بهار عروضات لا اكثر، أي “ضحك عاللحى”، كما تقول سهام التي تسأل “عن السرّ خلف التقاعس في عملية خفض الاسعار، ولماذا تأخذ كل تلك المدة، ولماذا لا تجبر القوى الامنية التجار على خفض الاسعار كما تجبر المواطن المعتّر على فك خيمة قرميد صغيرة قرب منزله”؟
في جولة سريعة على سوبرماركت النبطية لوحظ انخفاض طفيف في الاسعار، بل لا يذكر، اي بتعبير ادق “مسرحية لا اكثر”، يقول سهيل الذي جرَّ عربته يتأمل الأسعار ويردّد “الفايري بقي على حاله بـ32 ألف ليرة والامر يسري على كل السلع، مع فارق بسيط هو ان الناس هي الوحيدة التي خفَّضت حضورها لأنها تشعر بأن الزمن الأسود حلّ والأزمة الحقيقية بدأت اليوم”، ويأسف “أن نصل الى زمن البصلة الواحدة بـ2000 ليرة وحبة الحامض بـ4 آلاف ليرة، أي أننا دخلنا حقاً زمن القحط”. كان يعوّل الناس على البطاقة التمويلية لتسند الفقير في إيام الشح، لكن يبدو انها طارت كما طارت ودائع الناس وذابت معاشات الموظفين في سعر الدولار الاسود، ما دفعهم للاستمرار في إضرابهم المفتوح، ويبدو أنه سيشلّ الدوائر العامة أكثر، غير أن أحداً لا يعير هذا القطاع اهمية، فالكل همه البنزين وكيف يحصل عليه بعدما قفز سعر الصفيحة الى فوق الـ209 آلاف ليرة لبنانية، وهي قفزة لم تغير في مشهد الطوابير شيئاً، بل زادتها حدة لدرجة التقت طوابير المحطات معاً في تقاطع واحد فيما الغائب الابرز البنزين. وعلى هامش الازمات، عادت ازمة القنابل العنقودية الى الواجهة بعدما انفجرت واحدة من مخلّفات العدو الاسرائيلي بالفتى فادي الصعيدي (8 سنوات) وشقيقه اسماعيل (6 سنوات) بينما كانا يلهوان في الحقل فقتلت الاول وجرحت الثاني، ومعهما يبرز خطر هذه القنابل الخفي للاهالي سيما وأن هناك قرابة الـ30 بالمئة من الاراضي ما زالت ترزح تحته.