في تصريحات تكشف تصاعد دور سلاح الجو العراقي والتكنولوجيا الأمنية المتطورة في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، أكدت قيادة العمليات المشتركة العراقية، نجاحها بتقييد حركة التنظيم في المناطق المعقدة جغرافيا من خلال ضربات جوية محكمة .
وقال المتحدث الرسمي باسم العمليات المشتركة، تحسين الخفاجي، لوكالة الأنباء العراقية، إن “هنالك مناطق معقدة جغرافيا يتواجد فيها الإرهاب وتكون حركة القطعات فيها محدودة، لذلك تمت الاستعاضة عنها بالجهد الفني والمراقبة الجوية والمعلومات الاستخبارية، التي تنفذ إلى ضربات جوية”.
وأضاف الخفاجي أن “القوات الأمنية نجحت بشل حركة الإرهاب في أعقد المناطق الجغرافية، وتم استهداف عدد كبير من قيادات داعش وعناصره الإرهابية منذ بداية العام ولغاية الآن”، مؤكدا أن “عصابات داعش الإرهابية الآن ليس لديها القدرة على حماية قادتها”.
تكتيكات جديدة
وأضاف أن “المناطق المعقدة جغرافيا يتم السيطرة عليها من خلال الجهد الفني الذي يعتمد على طائرات متقدمة في عملية البحث والكشف”.
وأردف المتحدث الرسمي “كما أعتمدنا على أجهزة ومعدات وإمكانيات متعددة لتعقب داعش الإرهابي، إضافة إلى تحليل المعلومات والبيانات التي تقدم من مصادرنا وتترجم إلى بيانات فنية تدخل في أجهزة وكمبيوترات معقدة”، موضحا أن “القوات الأمنية استطاعت الوصول إلى عناصر داعش الإرهابية وتحييدها وتقييدها عن طريق الضربات الجوية”.
المجابهة الذكية
ويرى مراقبون وخبراء أمنيون أن تعزيز الاستجابة الأمنية العراقية وتوظيف التقنيات المتطورة والذكية في مجالات الرصد والهجوم وتحليل المعطيات والمعلومات، وأبرزها الطائرات المسيرة والكاميرات الحرارية وأجهزة الرصد والتنصت والتقييم، يشكل تطورا نوعيا في المجهود الحربي والأمني العراقي ضد داعش ولا سيما في المناطق التضاريسية الوعرة، وهو ما ساهم في تراجع واضح لوتيرة هجمات داعش وتحركاتها في البلاد.
يقول الخبير الأمني والسياسي العراقي علي البيدر، في لقاء مع موقع سكاي نيوز عربية :
هذا توجه ذكي وفعال جدا وحقق انجازات بسرعة قياسية في مقارعة العراق للإرهاب، الذي لا زال يشكل تحديا أساسيا، ويوفر الكثير من الوقت والأرواح والجهد والمال، وبما يضيق الخناق أكثر فأكثر على تحركات فلول داعش وبقاياه واكتشاف أوكارهم ومباغتتها وتصفيتها .
ورغم ذلك فإنه يجب المضي في تطوير قدرات العراق في مجال تعزيز دور التكنولوجيات الحربية والاستخباراتية الحديثة، فالجهد التقني عامة لا زال ضعيفا داخل المؤسسات الأمنية العراقية على اختلاف تشكيلاتها، ولهذا عليها الاستعانة بالخبرات الدولية في هذا السياق، وتطوير استجابتها بما ينسجم وحجم التحديات الأمنية التي يمثلها الإرهاب .
تجارب دول المنطقة والعالم، تقدم نماذج ناجحة في إطار توظيف التكنولوجيا الأمنية المتطورة لمجابهة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتهريب المخدرات والممنوعات والآثار والأعضاء البشرية وغيرها الكثير من أشكال التهديدات الأمنية .
ورغم أن العراق قد أعلن هزيمة داعش في صيف العام 2017 بعد سيطرة التنظيم الإرهابي طيلة أكثر من 3 سنوات منذ العام 2014، على مناطق شاسعة في شمال البلاد وغربها خاصة، لكن خلايا التنظيم وبقاياه ما زالت تنشط في العديد من تلك المناطق وتنفذ تباعا هجمات دموية ضد المراكز العسكرية والمدنية العراقية.
سكاي نيوز عربية