كشفت التحقيقات الأمنية أنّ انفجار الجاموس في الضاحية الجنوبية، أول من أمس، ناجمٌ عن مادة سائلة شديدة الانفجار لم يتنبّه المحققون وعناصر فوج الهندسة وخبراء المتفجرات وفرع المكافحة لوجودها، رغم تفتيشهم الشقة مرّات عدة. وعلمت «الأخبار» أنّ الجيش كان قد سلّم، قبل يومين من الانفجار، مفاتيح الشقة لأصحابها، بعدما بقيت في عهدة القوى العسكرية منذ 27 آذار الماضي، عندما انفجرت عبوة في الشقة نفسها بالجندي المسرّح م. الغول، ما أدى إلى إصابته ثم توقيفه.
وبحسب المعلومات، فإن والدة الغول وخالته قصدتا الشقة لتنظيفها. ولدى عثور الوالدة على مستوعب يحتوي مادة بيضاء، طلبت من شقيقتها «رميها» في البانيو. ولدى دخول الأخيرة إلى الحمام، دوّى انفجار ضخم أدى إلى تدمير الشقة ومقتل الأخيرة، التي تناثر نصفها العلوي أشلاء، فيما أصيب شاب كان في أسفل المبنى. ولم يُعرف بعد إذا كان الانفجار سببه اصطدام المادة الحساسة بجسم صلب أو فتح المياه عليها.
وكشفت مصادر عسكرية أنّ ما كان في المستوعب مزيج متفجر من Triacitone وTri peroxide يدخل في تصنيع البلاستيك والفيبرغلاس، ويمكن الحصول عليه. وأوضحت أنّ هذه المادة مكوّنة من الأسيتون وماء الأوكسيجين وحمض البيروكسايد، وقد استُخدمت في هجمات إرهابية في باريس. وهي تتميز بحساسيتها، إذ إنها تنفجر بسرعة بمجرد تعرّضها للحرارة أو الصدمة، ما يجعلها خطرة للغاية، ما دفع الكثير من مصنّعي العبوات الناسفة إلى تجنّب استخدامها لخطورتها. وأشار خبير كيميائي إلى أنّ هذه المادة عادةً تُباع على شكل بودرة بيضاء، وأنّ أجهزة كشف المتفجرات لم تكن تتحسّسها قبل عام ٢٠١٥ لكونها لا تحتوي على النيتروجين.
وكان المحققون قد اشتبهوا بشخصين يرتديان نظارات شمسية أظهرت كاميرات المراقبة أنهما تردّدا على المبنى في الأيام الماضية على متن دراجة نارية، وكان كل منهما يحمل حقيبة. وأظهرت الكاميرات الشخصين يتفحّصان المبنى من الخارج، ما أثار شبهات لدى الأجهزة الأمنية حول قيامهما بإحضار عبوة ناسفة، قبل أن يتبيّن أنّ أحدهما اشترى شقة في المبنى قبل أسابيع وأنّ الآخر مهندس ديكور.
ولم يُعرف بعد ما إذا كان سيُفتح تحقيق مع المسؤولين عن تفتيش الشقة بالإهمال من تسليم شقة كانت مسرحاً لانفجار أدى إلى إصابات وضُبطت فيها عبوات ناسفة، من دون التثبّت من خلوّها من أيّ خطر، ما تسبب في حصول انفجار ثانٍ أدى إلى سقوط قتيلة.