ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أشار فيها إلى أن “الخطير في البلد ليس الانهيار، بل الانهيار الطويل الأمد وهو ما تعمل عليه واشنطن وحلفاؤها الإقليميون وفريق داخلي، بخلفية تعديل هوية لبنان، وكسر التوازنات القائمة فيه”.
وقال: “وهذا يعني إنهاك البلد وناسه ومنع الحلول. والمشكلة تكمن بمصالح ونفوذ واشنطن في الداخل اللبناني، الذي يصر على القطيعة الوطنية. واليوم مجلس النواب هو المؤسسة الدستورية التمثيلية القادرة على إنقاذ لبنان، والمطلوب فقط هو قوى وطنية للإنقاذ وليس قوى تمثيل خارجي تزيد القطيعة اللبنانية. والواجب الوطني يفترض الانخراط سريعا بحوار وطني إنقاذي بهدف حماية لبنان من مشاريع السفارات ولعبة الأمم، وللأسف في هذا البلد مصالح الغرب تغلب المصالح اللبنانية، والانتظار الأوروبي الأميركي المريب والإصرار على نصف دولة لبنانية والعمل بكل الإمكانات على دمج النزوح ونسف التركيبة اللبنانية يعني المشروع الغربي يدير لعبة خنق البلد بصمت، والمشاريع الغربية والعربية أحيانا ليست أكثر من ورقة نعوة بانتظار قلب موازين الداخل والمنطقة”.
والحرب الأهلية ليست خيارا مستبعدا لدى المشروع الدولي حال تأمين شروط تمزيق لبنان”.
ووجه خطابه للحكومة اللبنانية بالقول: “يبدو اللبناني في بلده غريبا منهوبا بائسا عاطلا، فيما النزوح يعيش على الدولار والمساعدات العينية والامتيازات الغربية وسط صمت مخيف وفوضى وفلتان وجرائم وخلايا ونيات مخيفة للغاية، والمطلوب كسر هذا الصمت”.
وأكد المفتي قبلان: “وبكل صراحة “نحن لا نثق بالغرب، ولا بنياته، وتجربتنا مع الغرب منذ عهد المتصرفية ثم الانتداب مرة، وأمر منها زمن الحرب الأهلية والاحتلال الإسرائيلي وإدارة النزوح والضغط الهائل على لبنان بكل الأدوات القذرة لإغراقه وتفكيكه… لذلك أقول: انتظار المشاريع الغربية الإنقاذية ليس أكثر من وهم، والاعتماد على وصفة صندوق النقد الدولي هو مساهمة بدفن لبنان بالأزمات، والإصرار على تحييد الخيار الشرقي أمر كارثي، لأن الغرب لا يرى من لبنان إلا مصالحه ومصالح تل أبيب وهي تتعارض بشدة مع مصالح لبنان”.
وتساءل المفتي قبلان: “ماذا تريد الحكومة اللبنانية من شعبها وناسها وقطاعها التربوي؟ وهل يجوز أن يتعلم النازح ولا يتعلم اللبناني! وهل يجب على اللبناني أن يدفع كلفة النزوح بطريقة مدمرة! وسط تواطؤ مخيف للحكومة، خاصة أن اللبناني لا يستطيع تأمين قوت يومه فضلاً عن شراء دواء أو اشتراك كهرباء”
وأكد أن “هناك مشاريع دولية إقليمية تحاك بالعتمة، هدفها إغراق بالبلد بواقع النزوح، وهي تهيئ لذلك الأدوات المساعدة على نسف البنية السكانية والاجتماعية للبنان، وهذا يفترض بالقوى السياسية أن تتحمل مسؤولية الدفاع عن المصالح الوطنية، والدفاع عن المصالح الوطنية يبدأ من حماية الشعب اللبناني، وأسواقه ويده العاملة وقطاعه التربوي وتركيبته السكانية وحاجاته الأساسية، والحكومة التي لا تستطيع حماية المصالح الوطنية ليس لنا بها حاجة”.
وشدد المفتي قبلان على “أن مصالح لبنان الاستراتيجية تبدأ من علاقة متكاملة مع دمشق، والغرب بقيادة واشنطن لا يريد إنقاذ لبنان، لذلك يضغط بكل إمكاناته لمنع أي علاقة قوية مع دمشق، والحكومة اللبنانية مطالبة بحماية مصالح لبنان، لا مصالح الغرب. واليوم لبنان مطوق بالسكاكين الدولية والإقليمية، والمطلوب الاتجاه شرقا، لتأمين مصالح لبنان الخارجية، وتذكروا جيدا أن التعويل على الغرب لا نفع فيه”.