كتبت يولا هاشم في “المركزية”:
تتسارع التحركات محليا ودوليا باتجاه المطالبة بإنجاز الاستحقاقات الدستورية في موعدها وأهمها انتخاب رئيس جمهورية. برز ذلك بوضوح من خلال مبادرة النواب التغييريين التي أطلقوها من أجل البحث عن رئيس إنقاذي وجالوا على الكتل النيابية للتباحث معهم بهذا الشأن، كما كان لافتاً تحرّك السفير السعودي وليد بخاري ولقاؤه عددا من المسؤولين اللبنانيين، وأيضاً لقاء دار الفتوى الذي جمع 24 نائباً سنياً للتشاور، وغيرها من المبادرات والنداءات الداعية الى رصّ الصفوف من أجل إنقاذ لبنان، لا سيما البيان الاميركي- الفرنسي- السعودي المشترك. فهل تثمر هذه التحركات ويتوصل النواب، من تغييريين ومستقلين ومعارضة الى التوحد حول شخصية “إنقاذية” وايصالها الى رئاسة الجمهورية، وهل دخلت السعودية بقوة على الخط لمساعدة لبنان للخروج من أزمته؟
أمين عام “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان” النائب السابق مصطفى علوش يؤكد لـ”المركزية” ان “خروج السعودية من لبنان لم يكن إلا لأنها لم تلقَ تجاوبا، بل كان هناك نوع من التجاهل للمخاطر المحدقة بلبنان وتجاهل للعروضات السعودية المتكررة لمن كان في الحكم آنذاك، ومن ضمنها جملة الدفاعات التي عرضتها المملكة على لبنان، وعلى الارجح للاسباب التقليدية المعروفة في البلد، والتي هي تجاذب الحكم وهيمنة حزب الله على القرار السياسي في أماكن متعددة. السعودية لا تريد ان تترك لبنان لكن القيادة التي كانت تحكم آنذاك، لم تكن تريد ان تسمع أي نصائح، وكانت فقط تطلب مساعدات من دون ان تأخذ بالنصائح كي تصبح هذه المساعدات مفيدة”.
ويعتبر علوش ان الطروحات التي عرضها لقاء دار الفتوى “وطنية ومرتبطة بمصلحة لبنان بأن يكون لديه رئيس وحكومة مستقرة وقادرة على ان تتجاوب مع متطلبات انقاذ لبنان، واهمها اصلاح العلاقة اولا مع الدول العربية وثانيا مع المجتمع الدولي.
لم يحدد اللقاء اين تكمن المشكلة، لكننا جميعنا نعلم اين هي ونعرف ان كل ما نراه اليوم هو نتيجة ان لبنان لا يملك قراره بسبب هيمنة حزب الله على القرار السياسي”.
هل سيتمكن النواب التغييريون والمستقلون والمعارضة من الوصول بشخصية موحدة الى رئاسة الجمهورية ام ان الامور لم تنضج كفاية للتغيير؟ يجيب علوش: “لا اظن ان الامور ناضجة. القضية مرتبطة بالقرار التكتيكي والاستراتيجي لايران، لأن حزب الله في النهاية سيعطل مع حلفائه اي استحقاق رئاسي إلا إذا كان يتناسب والرغبات الايرانية”.
عن المطلوب للتغيير، يقول علوش: “المطلوب الصمود وعدم الذهاب الى تسوية جديدة وايصال شخص جديد يشبه الرئيس ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، حتى لو حصل التعطيل، علينا الصمود والثبات”.