اعتبرت مصادر سياسية أنّ المواقف التي نُقلت عن رئيس الجمهورية ميشال عون بالأمس، تأتي استكمالًا لحملة التهويل بالفوضى والخراب السياسي التي أعلنها وريثه السياسي النائب جبران باسيل منذ أيام، وهي متناغمة معها، شكلًا ومضمونًا وقالت: “ان رئيس الجمهورية حاول القاء فشل العهد على جميع القوى السياسية التي ادعى انها تكتلت ضده، وبأنه ضحية هذه التكتلات التي تستكمل ملاحقته حتى انتهاء ولايته، ولكنه لن يسمح لهم وسيواجههم، أكان في بعبدا أو الرابية”.
ولم يكتف بهذا القدر من مهاجمة خصومه، بل ادعى أنّهم يعطلون تشكيل الحكومة الجديدة عمداً، بينما هو ووريثه السياسي براء من تعطيلها، لان له مصلحة بتشكيلها في نهاية العهد، متهما الرئيس ميقاتي، بانه ليس جادا بتشكيلها، وبان لقاءه معه يستمر لبضع دقائق فقط، ويستطرد قائلًا: “ان ميقاتي وافق على ضم ستة وزراء دولة على التشكيلة الوزارية التي قدمها اليه، إلّا أنّه تراجع عن هذه الموافقة بعدما رفضها رئيس المجلس النيابي نبيه بري”.
وتساءلت المصادر، إذا كان ميقاتي وافق على طرح عون، فلماذا لم يعلن ذلك فوراً، ويصدر مراسيم تشكيل الحكومة الجديدة، اما اذا كان الهدف، إظهار ميقاتي بانه ينصاع لبري او لدق اسفين بينهما، فهذا مردود، والاجدى بعون، أن يُركّز قليلًا بمواقفه، ويتخذ القرارات في حينها، لا ان يرجئ كل اقتراح، أكان بتشكيل الحكومة العتيدة أو غيرها، لعرضه على باسيل دون غيره، لأنه لم يعد قادراً على القيام بذلك بمفرده.
وشددت المصادر على أنّ تنصيب عون لنفسه بأنّه المرجع القانوني لتفسير الدستور، من خلال قوله، بأن حكومة تصريف الأعمال ليست مكتملة دستوريًّا، وبالتالي ليست مؤهلة لملء الفراغ الرئاسي في حال لم يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، إنّما هو قول مردود، لأنّ المادة 63 من الدستور واضحة كل الوضوح، في حين يحاول من خلال هذا التفسير العبثي، التبرير لاي اجراء غير دستوري ينوي القيام به قبل انتهاء ولايته الدستورية.
وقالت المصادر إنّ ادعاء عون بانجازات في عهده، ما هو إلّا هراء وتخيلات وادعاءات باطلة، تناقضها سلسلة من ألازمات والمأسي وافقار الناس، وتهديم مرتكزات الدولة والمجتمع وتعميم العتمة والظلام، وارتكابات باسيل السوداوية ونهب الاموال الطائلة من الكهرباء وملفات السدود المائية، غير الصالحة لتخزين المياه، ناهيك عن سلسلة طويلة من الممارسات السيئة والفاسدة في أكثر من وزارة وادارة عامة تولاها محسوبون على التيار الوطني الحر.
ومن وجهة نظر المصادر، فإن ما يقلق عون ويهيمن على تصرفاته الصدامية، هو قرب انتهاء ولايته المشؤومة ومغادرته قصر بعبدا، بالتزامن مع انحسار ملحوظ في حظوظ رئيس التيار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل للسباق الى الرئاسة الاولى، والتوجه لاختيار شخصية مقبولة، اكثر منه، من قبل معظم أعضاء المجلس النيابي، وهذا مصدر القلق الاساسي لدى العونيين الذين سيفقدون السلطة نهاية تشرين الأوّل المقبل، وما يعني ذلك من فقدان معظم مكونات الاستقواء على الآخرين.
اللواء