السبت الماضي، أطلق تكتل “نواب قوى التغيير” مبادرته الرئاسية الانقذية التي حددت مواصفات رئيس الجمهورية العتيد ” أن يكون من خارج الانقسامات وأن يحافظ على سيادة لبنان داخلياً وخارجياً وأن يكرّس دولة المواطنة العادلة ويحافظ على أصول الدولة”، على أن تُستكمل بسلسلة مشاورات شعبية وسياسية لعرضها في لبنان والاغتراب. وأشار “نواب التغيير” إلى ان “في حال لم يؤت برئيس حسب مقاربتنا سنلجأ إلى الضغط الشعبي بكافة أشكاله”.
بدوره، بادر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى مدّ اليد لكل قوى المعارضة والتغيير وشدد في كلمة ألقاها في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية على ان “الخطوة الاولى على طريق الإنقاذ هي ايصال رئيس جمهورية إنقاذي”، وتوجّه الى “كل الكتل النيابية المعارضة: كتلة اللقاء الديمقراطي، كتلة حزب الكتائب، كتلة النواب التغييريين، كتلة نواب الشمال “الاعتدال الوطني”، كتلة التجدُّد، كتلة نواب صيدا، كتلة وطن الإنسان، وللنواب المستقلين الآخرين فرداً فرداً”، بالقول: “مسؤولية ايصال الرئيس مسؤوليتنا، وبالتأكيد “مش حيالله رئيس”، رئيس إنقاذي، ماذا وإلاّ نخون الأمانة”.
فأين أصبحت الاتصالات بهذا الخصوص وكيف تلقفت قوى التغيير دعوة جعجع وهل من الممكن توحيد جهود المعارضة لإيصال الرئيس “الإنقاذي”؟
النائبة نجاة صليبا تؤكد لـ”المركزية” أنّ “هناك تقدمًا في هذا الخصوص، فقد بدأنا بإجراء الاتصالات وتحديد مواعيد مع كل القوى لبحث المبادرة. وكان من المتوقع ان نبدأ لقاءاتنا الأسبوع المقبل، إلا أن دعوة رئيس المجلس النيابي إلى جلسة لمناقشة الموازنة، حتّمت علينا تأجيل اللقاءات أسبوعا أي الى ما بعد الجلسة”.
هل تتوقعون مرونة من قبل الأطراف كافة لتوحيد الجهود من معارضة وتغييريين ومستقلين، تجيب: “نحن نمدّ يدنا للجميع ومنفتحون على الجميع بدون أي محاكمة، فقد خضنا هذه المبادرة ونحن عازمون على ان نتناقش مع كافة الأفرقاء على الساحة السياسية بكل جدية وصراحة، وان نضع مصلحة البلد في سلّم الاولويات. ولكن كيف ستتعاطى معنا الأحزاب، هذا موضوع لا يمكن ان نعرفه، ولكن نتمنى ان نضع جميعنا مصلحة الوطن فوق مصلحتنا الخاصة. وهذا ما يجب ان يحصل كما ان المنطق يقول ذلك. الناس تعبت، البلد كله تعب، “خلص”، ما الذي يمكنهم أن يأخذوه بعد من البلد؟”.
هل ستكثفون الجهود لمنع الفراغ الذي يكثر الحديث عنه في الآونة الأخيرة؟ تقول صليبا: “أكثر مما تتصورون، لن نتوقف عن المحاولة والمثابرة، لأن الفراغ ليس من مصلحتنا ولا نريده وسنعمل بكل ما أوتينا من قوة وعزم على تجنبه”.
وعن مدى التفاؤل في الوصول الى الهدف المنشود، تقول: “في الحقيقة، لا خيار آخر لدينا، علينا أن نتقدم لا بل من واجبنا أن ننفتح على بعضنا البعض في سبيل خدمة الوطن. القوقعة لا تنفع، ونحن على مسافة واحدة من الجميع”.
المركزية