كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
لا يُبدي الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ومن خلفه رئيس البرلمان نبيه بري المرونة اللازمة في سبيل تشكيل حكومة العهد الاخيرة، اذ يعلم الرئيسان أنّ أي حكومة ثلاثينية ستعطي الرئيس ميشال عون حتماً الثلث المعطل عبر ستة وزراء دولة سياسيين، ثلاثة منهم من المسيحيين محسوبين عليه، وهذا ما لن يُقبل به كتمديد غير مباشر لِحكم العهد القوي.
من حيث المبدأ، ومن الآن وإلى آخر ايام العهد، يريد برّي ان “ينغص” على عون، بمعنى آخر انّهُ لن يعطيه “شيكات” على بياض بعد اليوم بأيّ استحقاق مقبل، فهو بدأ يجمع أوراقه لرسم مسار ما بعد انتهاء الولاية لامتلاك الكلمة الفصل دستورياً في أيّ مخرج مطروح، هذا ما ذكره في ذكرى ال 44 لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، بقوله: “أنّ مجلس النواب هو المخوّل بتفسير الدستور”، في رسالة مباشرة وحازمة على الفوضى الدستورية التي بدأ يلوح بها التيّار الوطني الحر”.
وعلى خطّ ميقاتي المُتفق مع برّي من ناحية تعطيل ايّ تفاهم، خصوصا وانّهُ سيبقى الفائز الاول، وبظهره “الاستاذ”، لانّه سيكون في السراي بعد انتهاء ولاية عون، والى انّ يتم الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية في وقت لا يعلمه احد بعد.
ومن ناحية أُخرى، يُدرك الجانب العوني جيداً، انّ زيارات ميقاتي المتكررة الى بعبدا هي فقط لتمرير الوقت، للقول انّهُ يقوم بواجبه على هذا الصعيد، ولو كلفه ذلك “تنكة بنزين” بالزائد او بالناقص، وبالتالي ايّ اتهام بالتعطيل سيوجه الى فريق رئيس الجمهورية ورئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل.
ازاء ذلك، يحملّ البعض ميقاتي وبرّي انّهما يرغبان في أخذ البلاد نحو منزلق لا تحمد عقباه، ويبدو انّ عون وباسيل في حالة “استنفار سياسي” بحيث لا يريدان تسليم حكومة تصريف الاعمال الصلاحيات الرئاسية، بالنسبة اليهما هي وضع “شاذ”.