كتب طوني كرم في “نداء الوطن”:
تتلاشى الآمال المعقودة على إفراج قوى «8 آذار» عن آخر حكومات عهد الرئيس ميشال عون وسط إنكباب القوى البرلمانية الأخرى على رصّ صفوفها وإعادة اللحمة الطبيعية بين القوى «السياديّة» عشيّة الولوج في غربلة المرشحين الجديين لرئاسة الجمهورية.
محاولة تكتل «نواب الـ 13» إعادة الإعتبار للسياسة اللبنانية والقرار اللبناني عبر إطلاق مبادرة رئاسيّة إنقاذية، اليوم السبت، تحمل «رؤية وبرنامجاً ومعايير بعيداً عن التركيبة الحاليّة»، ترافق والعديد من اللقاءات بين النواب الذين واكبوا ساحات «17 تشرين» وحملوا مطالبها في محاولةٍ لإستعادة المبادرة أيضاً، والمشاركة بقوةٍ في «إيصال رئيس إنقاذي لا يشكل امتداداً للنهج الحالي أو رئيس يدير الأزمة» وفق ما نجم عن اللقاء الذي جمع نواب كتلتي «تجدد» و»الكتائب» إلى جانب النواب نعمة افرام وغسان سكاف وجميل عبود أمس الأول في دارة النائب فؤاد مخزومي، والذي خلص أيضاً إلى أهمية التوصل إلى مقاربة جامعة ومشتركة تتوافق عليها مختلف القوى السيادية والإصلاحية والتغييرية لخوض هذا الإستحقاق وانتشال البلد من الإنهيار الشامل.
وإلى حين وضع رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع مقاربته للإستحقاق الرئاسي غداً، خلال احتفالٍ تذكاري لشهداء المقاومة اللبنانية في معراب، بعد أيام من بدء المهلة الدستورية لإنتخاب رئيس الجمهورية، برز توجه «الكتائب اللبنانية» إلى المشاركة عبر النائب سليم الصايغ في الإحتفال، كمؤشرٍ الى إعادة التواصل بين الطرفين في العديد من الملفات والتي لن يغيب عنها بطبيعة الحال الإستحقاق الرئاسي والمداولات القائمة مع كتلة «اللقاء الديمقراطي» وكتلة «تجدد» وآخرين.
وفي السياق، أوضح النائب أديب عبد المسيح لـ «نداء الوطن» أن التواصل قائم بين القوى السيادية وتحديداً «القوات اللبنانية» و»الكتائب» و»اللقاء الديمقراطي» وكتلة «تجدد» كما بطبيعة الحال مع تكتل «نواب التغيير» من أجل التوصل إلى توافقٍ حول مرشحٍ لرئاسة الجمهورية ينجم عنه الإعلان عن الإسم وإطلاق برنامجه الرئاسي. ولفت عبد المسيح إلى أن المبادرة الرئاسية المرتبطة بتكتل «التغييريين» لا تمنع الإلتقاء بين جميع الكتل النيابية والتباحث في جميع المبادرات المطروحة قبل الإعلان عن دعم أيٍ من المرشحين المحتملين، وأكد أن إعلان الترشيحات وسط غياب الإجماع حول أيٍ من المرشحين الجديين سيؤدي حكماً إلى «حرقه». وعن التنسيق مع «اللقاء الديمقراطي» بعد توجه رئيس «الحزب التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط نحو «الطرف الآخر»، أوضح أن مقاربة «اللقاء» للإستحقاق لا تقوم على إختيار مرشح وسطي، إنما اتفاق القوى السيادية على مرشحٍ قد يحظى بدعمهم ويشكل إنتخابه مدخلاً لإستعادة الثقة والنهوض في البلد.
وعن أولوية الإستحقاقات، أكد عبد المسيح عدم إهتمامهم المطلق (قوى سيادية) في المساعي القائمة بين الرئيسين عون وميقاتي من أجل تشكيل الحكومة، وشدد على أن المداولات المرتبطة بتشكيل الحكومة لجهة إضافة وزراء وتبديل آخرين لا يمكن القبول بها على الإطلاق وسط الإنهيار المتمادي في البلد.
وعشيّة إطلاق تكتل «نواب الـ 13» تصورهم للإستحقاق الرئاسي، لم يخلُ اللقاء الذي ضمهم مع نواب صيدا أسامة سعد وعبد الرحمن البزري وشربل مسعد من اللوم والعتب لتوقيته المتأخر جداً بعد أن تشاركا المبادئ والنضال في «17 تشرين»، ليؤكد النائب مسعد لـ «نداء الوطن» أن موقعهم الطبيعي يوجب من الأساس العمل والتنسيق المشترك معهم منذ اليوم الأول الذي تلى نتائج الإنتخابات ليؤكد توصل المجتمعين إلى قناعة للتنسيق في جميع المواضيع التشريعية كما الإستحقاقات القادمة وعلى أعلى المستويات.
ومع تأكيد مسعد أن مبادئ «17 تشرين» هي التي تجمع العديد من الكتل النيابية، أوضح أن المبادرة الرئاسيّة التي ستطلق اليوم السبت لم يتم التطرق إليها في اللقاء، مشيراً إلى أنه بإستطاعة الجميع إطلاق المشاريع المثالية ليكمن التحدي الأساسي والعمل الجدي في إختيار الشخص المناسب القادر على تبني هذا المشروع أو ذاك. وإذ لفت إلى أن تأييدهم لأيٍ من المرشحين يجب أن يتم عن قناعة به، وبتجسيده لمبادئ «17 تشرين» وأن يكون ولاؤه فقط إلى لبنان، أكد في الوقت نفسه سعي «النواب» إلى لعب دور فاعل في الإستحقاق الرئاسي وطرح مرشح قادر على الوصول إلى بعبدا إذا ما تقاطعت حوله المبادرات الداخلية والدولية، بعد إستبعاد المرشح «الإستفزازي» المنتمي لأحد الأطراف التقليدية، مجدداً في الختام، أن مرشحهم الأساسي يجب أن ينطلق من مبادئ «17 تشرين»، قبل الدخول في الأسماء.
بدوره أكد النائب غسان سكاف أهمية التواصل بين النواب بما يضمن قدرتهم على التأثير في الإستحقاقات المقبلة، مؤكداً إنفتاح النواب المستقلين على جميع القوى السيادية في البلد بما يشكل ممراً إلزامياً لطرح مرشح رئاسي قادر على الوصول، ويتمتع بإستقلالية تامة تمكنه من ترجمة «ثورة اللبنانيين»، وإعادة التوازن إلى الحياة السياسية في لبنان خلافاً للإنقلاب الذي بدأ في العام 2016 وأدى إلى انزلاق لبنان إلى مستنقع أبعد من جهنم. ومع تأكيده أن الهدف يكمن في إيصال رئيس وطني جامع قادر على تنفيذ مطالب اللبنانيين، لفت إلى أن التغييريين والمستقلين يشكلون وجهين لعملة واحدة تجمع اللبنانيين والكتل السيادية الوازنة حولها، آملاً في الختام أن يتوصل الجميع الى تحقيق المطالب والمبادرات الإنقاذية بعيداً عن الرؤساء التقليديين والوسطيين الذين لا طعم ولا لون لهم.