كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
لم تنفع خلايا الأزمات التي أُنشئت في بعلبك الهرمل في حلّ قضايا المواطنين اليومية العالقة، ولم يكلف نواب المنطقة أنفسهم عناء المطالبة بأبسط الأمور الحياتية للناس الذين يحتاجونها، حتى ذهب بعضهم إلى المساهمة في حل أزمة كهرباء زحلة ونسي أهله.
تَكبُر هموم الناس ومشاكلهم اليومية في بعلبك الهرمل وتزداد سوءاً مع بداية شهر أيلول، ويغيب حسّ المسؤولية لدى المعنيين في معالجتها والإهتمام بشؤون المواطنين وشجونهم حيث تركوا لمصيرهم بعد الإنتخابات النيابية يعانون فقدان الكهرباء والدواء والخبز وحتى المياه، فضلاً عن أزمة الأقساط المدرسية والمازوت. وما بين كلّ ذلك تضجّ وسائل التواصل الإجتماعي ببيانات النواب واستنكاراتهم ومطالباتهم للدولة بمعالجة الأمور وكأنهم خارج الطبقة الحاكمة ومعنيون في الوقوف الى جانب الناس.
وفي وقت تختفي الأزمات التي تعانيها مختلف المناطق اللبنانية تجدها لا تزال قائمة في بعلبك الهرمل، فبعد شهر على انتهاء أزمة الخبز وعودة الأفران إلى العمل وحلّ أزمة الطحين، تجددت الأزمة في بعلبك الهرمل وعادت الصفوف تنتظم أمام الأفران المتواجدة في المدينة والتي لا تكفي حاجاتها، في حين تتوقف أخرى عن العمل كلّما طاب لها، وتقفل من تؤمن الخبز عند ساعات الظهر من دون أن تكمل إعداده لعدم توفر الطحين بعدما خفّضت نسبة المدينة منه. ويسأل الناس عن دور لجان الأزمات التي أنشئت في مختلف المناطق البقاعية، ألا تستحق المحافظة أن يُعمل على إنشاء فرنٍ إضافي يكفي الناس حاجاتهم ولا يضطرون للوقوف في طوابير الذل لساعات، أو ينتظرون حتى يأتي الخبز من أفران مدينة زحلة ويوزع على السوبرماركت ليشتري الناس حاجاتهم؟
على خط الكهرباء التي تحرم منها مدينة بعلبك زيادةً عن باقي المناطق والغائبة منذ أسبوع كما الحال في جميع أنحاء لبنان، ومع بداية شهر أيلول الذي طارت فيه فواتير المولدات حتى أصبح بدل إشتراك 2 أمبير ونصف يوازي معاش موظف بمعدل مليون ونصف وسط تقنينٍ قاسٍ يعتمده أغلب أصحاب الإشتراكات ولا يتعدى أربع ساعات يومياً، يبقى وضع المولدات في خطر أيضاً وتحت نار الإنقطاع نهائياً في أي لحظة لعدم توفر المازوت، المادة الأهم بالنسبة إلى البقاعيين والكثيرين، وبعد التلويح بأزمة بنزين نظراً لتخفيض نسبة دعم مصرف لبنان بالدولار إلى حدود 40 بالمئة للصفيحة، نشأت أزمة مازوت في المنطقة وفقدت المادة من مختلف المحطات إلا في ما ندر، حيث وصل ثمن الصفيحة إلى 900 ألف ليرة لبنانية، ما يضع الناس أمام معضلة تأمينه على أبواب الشتاء، مع المزارعين الذين يحتاجونه بعد لشهر إضافي.
وبين كل تلك الأزمات، من فقدان المازوت والخبز والكهرباء والمياه، تجد البقاعيين جالسين في منازلهم لا يحرّكون ساكناً ولا يحتجّون على الأرض كسائر المناطق والمواطنين، يثورون من خلف الشاشات وعلى أرض الواقع يرضخون لما أوصلتهم إليه الطبقة الحاكمة والأحزاب الفاعلة.