كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
يحرص «حزب الله» على بناء أفضل العلاقات مع القوى السياسية والروحية والإجتماعية في صيدا، وعلى عودة المياه إلى مجاريها عقب الإنتخابات النيابية الأخيرة، حيث قرر النائبان أسامة سعد وعبد الرحمن البزري خوض غمارها بعيداً من التحالف مع الثنائي الشيعي.
حرص الحزب على متانة العلاقات يعود إلى قناعته بأهمية دور صيدا الوطني والحفاظ على الوحدة الإسلامية انطلاقاً من عاصمة الجنوب التي تشكل الحصن المنيع في صدّ كل محاولات زرع الفتنة بين أبناء الصف الواحد من جهة، وضرورة تعزيز التنسيق وتوحيد المواقف في القضايا المصيرية والساخنة، وخاصة في ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية والدفاع عن حق لبنان بثروته النفطية بالغاز والنفط ومواجهة اعتداءات وتهديدات العدو الإسرائيلي المتواصلة من جهة أخرى، فضلاً عن هواجس تفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية مع الخشية من الفراغ، على أبواب الانتخابات الرئاسية، أو المراوحة والتعثر في تشكيل الحكومة العتيدة.
في أوجه التحالفات مع بعض قوى صيدا، ترجم «حزب الله» قناعته بمراعاة خصوصيتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية في كثير من المواقف رغم أن بعضها كان يحاكي القضايا الوطنية، فتلاقى مع الجميع فيها على خيار المقاومة ضد العدو الإسرائيلي ودعم القضية الفلسطينية وشعبها والتمسك بحق العودة ورفض التوطين، فيما لم يفسد الاختلاف في بعض القضايا اللبنانية في الود قضية، لذلك بعد نتائج إنتخابات أيار 2022، سارع وفد برئاسة مسؤول منطقة صيدا الشيخ زيد ضاهر إلى زيارة النائبين سعد والبزري مهنئاً، قبل أن يتبعها بزيارة ثانية لوفد قيادي برئاسة نائب رئيس المجلس السياسي محمود قماطي (تموز 2022) حملت رسالة أبعد من إعادة وصل ما انقطع على خلفية الانتخابات النيابية، وصولاً الى بلورة موقف على ضوء التطوّرات المتسارعة في المنطقة وفي لبنان وترسيم الحدود وتشكيل الحكومة.
وأمس، إستكمل الحزب الزيارتين، بجولة ثالثة حيث جال عضو المجلس السياسي الشيخ عبد المجيد عمار يرافقه الشيخ ضاهر على عدد من المراجع والفاعليات الإسلامية فزار مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، مفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران، رئيس «الإتحاد العالمي لعلماء المقاومة» الشيخ ماهر حمود، رئيس مجلس أمناء» تجمع العلماء المسلمين» في لبنان الشيخ غازي حنينة، الأمين العام لـ»تيار الفجر» الحاج عبد الله الترياقي و»مجلس علماء فلسطين» و»الهيئة الإسلامية الفلسطينية للرعاية» و»جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية”.
وقدّر الشيخ عمار للمفتي سوسان دوره، وأكد متانة العلاقة مع جميع من زارهم، منوهاً بدورهم «في ترسيخ الوحدة والثوابت الوطنية والإسلامية والخطاب المتقدم لصدّ كل محاولات زرع الفتنة بين أبناء الصف الواحد»، كما أكد «أحقيّة المقاومة في تحرير ما تبقّى من الأرض وصولاً الى كل فلسطين”.
ورحّب المفتي سوسان بالشيخ عمار «في داره»، وأوضح أنها كانت فرصة «للتداول في الأوضاع الراهنة في صيدا وعلى امتداد الجنوب”.
ونوّه الشيخ حمود بدور «حزب الله» بـ»العمل باهتمام وإخلاص في جمع الساحة الإسلامية على المسلّمات الرئيسية”.