بروباغندا أنّ الكرسيّ الرّسوليّ يوافِق على سياسة إيران تجاه لبنان، وبالتالي أداء حزب اللّه وحلفائه سَقَطت بالضربة القاضية مع “التّوقيف الإعتِدائي” لراعي أبرشية حيفا والأراضي المقدسة المطران موسى الحاج البارحة، وهذه رسالة إيرانيّة واضحة للديبلوماسيّة الفاتيكانيّة التي فهِمت مستوى ما يواجهه لبنان من أنّه الخطر على الهويّة.
مصدر كنسيّ يؤكّد لوكالة “أخبار اليَوْم” أنّ ما جرى ليس “تدبيرًا إداريًّا بل هو رسالة خطيرة لمسار مواجهة حضاريّة مع خيار تفتيت الهويّة اللّبنانيّة الذي ينتهجه بعضُ الأفرقاء من خلال حلف الأقليّات والالتصاق بالديكتاتوريّات والأنظِمة الشموليّة، وللأسف هذا خيار سلكه بعضُ المسيحيّين في خروج عن الثّوابت التّاريخيّة القائمة على الانحياز إلى قضايا الحريّات والديموقراطيّة والعدالة وحقوق الإنسان والمواطنة”.
من جهة اخرى، يلفت خبيرٌ مُتابع للديبلوماسيّة الفاتيكانيّة الى أنّ “المطران الحاجّ كما كلّ مطارنة الأراضي المقدّسة يؤدّون دورًا رعائيًّا نضاليًّا من أجل الخدمة المسكونيّة، خدمة الإنسان، وخدمة الحقيقة، وخدمة عدالة القضيّة الفلسطينيّة، وهم معنيّون بصَوْن ثوابت الكرسيّ الرّسوليّ في حماية حقوق الشعب الفلسطيني، وبالتّالي ما جرى من اعتِداء سافِر أبْعد من رسالة سياسيّة بل هو يُثبت استِشعار حزبِ الله وحلفائه وإيران من خلفهم حجم الفاعليّة الفاتيكانيّة الدّوليّة في الدّفاع عن القضيّة اللّبنانيّة، وأساسها العيش معًا، مع تمييزٍ دقيق بين خيارات شيعة لبنان الميثاقيّين، ومن اختاروا الانحياز لأجندات لا علاقات لها بهويّة لبنان الحضاريّة والاختبار التّاريخي”.
وفي هذا السّياق، كان لافتًا خروج السفير البابوي جوزيف سبيتيري عن صمته، وهذه سابقة في الدّيبلوماسيّة الفاتيكانيّة، ورسالة صارمة لمن يعنيهم الأمر، أنّ الأمور بَلَغت حدًّا من الخُطورة بما يَفتَح النّقاش على مصراعَيْه ودون حدود ومواربة.
ويضيف الخبير: “في أنّ إلغاء هويّة لبنان بأيديولوجيّاتٍ فوقيّة شموليّة لن يكون موضع ترحيب، والمواجهة حضاريّة سلميّة، فلبنان رسالة حريّة وأخوّة، وحذار الخطأ”.
وكان سبيتيري قال امس في حديث تلفزيوني: ليس هذه الطريقة التي يجب التعامل بها بهكذا قضايا في بلد ديموقراطي كلبنان، مشيرا الى ان هناك طرقا كثيرة تستعمل ان اراد احدهم ايصال رسالة. واضاف: يمكننا التحاور والنقاش، ومحذرا: لكن توجيه رسالة بهذه الطريقة وبهذا الشكل امر بغاية الخطورة.
اخبار اليوم