كتب شادي هيلانة في وكالة “أخبار اليوم”:
يتطلع حزب الله الى انتخاب رئيس يتماشى مع توجهاته، شرط الا يكون شبيهاً بالرئيس ميشال سليمان مثلاً، بل يكون مثالياً كالرئيس ميشال عون الى حدٍّ بعيد، وانّ يكون مسالماً مع حليفه الذي لا “يتزحزح” رئيس البرلمان نبيه برّي.
فمن جهة، كان الاثنان مثاليين بالنسبة الى الحزب على الصعيد المتصل بالمقاومة، الامر الذي دفعهُ الى مراعاة التيّار الوطني الحر المحسوب على عون في الكثير من الملفات الداخلية والاقتراحات التي كان يتجنب تقديمها في البرلمان لعدم الاشتباك مع نواب تكتله، وتجنب الصدام مع حركة امل التابعة لبرّي في عدّة اشكالات مناطقية.
وتلفت اوساط مقربة، الى انّ الحزب يحتاج في هذه المرحلة، واكثر من أيّ وقت مضى الى ضمانات مرتبطة بالسلطة التنفيذية، فهو لا يجد مبرراً لإعادة تكرار الفراغ لأكثر من سنتين وشد الكباش المحلي الداخلي من أجل إيصال مرشحه، وبالتالي فإنه يستطيع أنّ يعوض تنازله عن خوض معركة حقيقية لإيصال احد حلفائه الى رئاسة الجمهورية بتسوية تضمن له حصة وازنة في حكومة العهد الجديد، او له الكلمة الفاصلة فيها، تمكّنه الحفاظ على لعب دور بالغ الوزن.
مع ذلك، تتابع الاوساط في تصريحها الى وكالة “اخبار اليوم”، انّ ما يوحي لجهة ملف ترسيم الحدود البحرية لن يبصر النور في العهد الحالي، وانّ الحزب سينتظر بدوره الرئيس المقبل للجمهورية، حتى تبيان ما ستؤول اليه التسويات الاقليمية والدولية والتي سوف تحدد وجهة هذا الاستحقاق لمصلحة توازن القوى في الاقليم الذي ينعكس ضمناً على لبنان.
كما تشير معلومات “اخبار اليوم”، الى انّ الحزب لنّ يتبنّى رسمياً زعيم تيار المردة سليمان فرنجيّة، ولا ايّ مرشح ضمن تحالفه العريض اقله في الوقت الراهن، قبل درس كل خياراته، وهو في الأصل لم يقطع وعوداً نهائية ومسبقة كما فعل مع عون – كما انّ لا مانع عنده بإعادة فتح الأبواب التي كانت نصف مغلقة مع قائد الجيش العماد جوزاف عون.
ووسط كل هذه المشهدية، يتريث الحزب لمعرفة كيفية تطوّر الاتفاقات الاقليمية والمساعي الجارية حول الملف النووي او التقارب السعودي – الامارتي مع سوريا، وغيرها من الملفات العالقة التي ستحدد مصير الواقع السياسي اللبناني، فهو على الارجح ليس بوارد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، والذهاب نحو تحديات خارجية غربية وعربية تدفع إلى زيادة التفتيت الداخلي.