ردّ الأمين العام لـ “حزب الله” السيّد حسن نصرالله على ما يُقال حول أنّ إطلاق المسيّرات كان خارج الإتفاق، سائلًا “أي اتفاق؟ نحن لم نتفق مع أحد ولم نقل لأحد أننا لن نقدم على خطوة وننتظر المفاوضات ومن يعد الأميركيين أن المقاومة لن تقوم بأي فعل يخدعهم”.
وتابع، “قلنا نحن خلف الدولة في الترسيم أي أنّها هي التي تُفاوض وليس نحن من نفاوض، لكن قلنا أنّنا لن نقف مكتوفي الأيدي. نحن لم نلتزم مع أحد ولن نلتزم مع أحد ونحن نتابع المجريات ومن حقنا إتّخاذ أي خطوة في الوقت والحجم المناسب للضغط على العدو لمصلحة لبنان”.
ورأى نصرالله أنّ، “المسيّرات جاءت بعد الجواب الأميركي الواضح بالخداع وتقطيع الوقت “وتركيب الطرابيش”.
وأضاف، “في النقاش بيننا اتفقنا على إطلاق المسيّرات حتى يسقطها الإسرائيلي، أردنا مسيّرات تستطلع ويُسقطها الإسرائيلي لأننا نريد أن تضرب البوارج الحربية صواريخ أرض جو حتى يعلم المهندسون والموظفون أنهم يتحركون في منطقة غير آمنة وأنّ هناك تهديد جدي”.
وفي هذا السياق، لفت إلى أنّ “لأول مرة في تاريخ الكيان تُطلَق باتجاهه ثلاث مسيّرات في آن وزمان واحد وعلى هدف واحد”، مؤكّدًا “نحن قادرون على إرسال الكثير من المسيّرات في آن واحد وبأحجام ومختلفة ومســلّحة وغير مســلّحة والرسالة التي أردنا إيصالها كانت تحتاج الى 3 فقط”.
ورأى أنّ، “لدى الأميركيين بعض المستشارين الأغبياء”.
ورأى أنّ، “الرسالة واضحة ورسالة المسيّرات كانت تقول نحن جديون ولا نقوم بحـرب نفسية ونتدرّج في خطواتنا وما يتطلبه الموقف سنقدم عليه دون أي تردد، وهذه رسالة فهمها العـدو أما بعض اللبنانيين فهموها أو لا “آخر همنا”.
وتابع، “من حيث القدرة على العدو أن يعرف أن قدراتنا متنوعة ومتعددة في الجو والبحر والبرّ وهي خيارات مفتوحة وموجودة على الطاولة واللعب بالوقت غير مفيد وكل ما يخدم القضية قادرون على الإقدام عليه وسنقدم عليه بالحجم والوقت والشكل المناسب”.
وأشار إلى أنّ، “لبنان يستند إلى قوة حقيقية رادعة ومانعة ويجب الإستفادة من تهديدها وفعلها”.
وأردف، “المسألة الثانية ليست فقط بالاعتراف بالحدود البحرية بل بالاذن للشركات بالقدوم واستخراج النفط والغاز.. المسألتان بحاجة الى حل.. لا يكفي أن يقولوا هذه حدودكم وممنوع على الشركات الاستخراج وإلا يكون الانجاز ورقيًا”.
وهنا توجّه نصرالله لـ “العـدو والصديق”، بالقول: “نحن هنا لا نمارس حربًا نفسية والسلام، بل نحن جديون وهذه طريق الإنقاذ والوحيدة للبنان والوطن وكيان الدولة المهددة بالإنهيار، نحن نتحدث عن عملية إنقاذية”.
وتابع محذّرًا، “إذا بقينا على ما نحن عليه فلبنان ذاهب إلى ما هو أسوأ من الحرب، فلنكن لمرة واحدة على قلب رجل واحد ونُسمِع الأميركي موقفا صلبًا واحدًا بدون قراءات خاطئة”.
ورأى أنّ، “هناك من يريد لهذا الشعب أن يموت جوعًا وأن نقـتل بعضنا على أبواب الأفران ومحطات البنزين، اذا كان الخيار أن لا يُساعَد لبنان ويُدفع باتجاه الجوع فالحرب أشرف بكثير، التهديد بالحرب بل حتى الذهاب إليها أشرف بكثير ومن يموت بهذه الحـرب يموت شهـيدًا”.
وأضاف، “أقول للعدو أن لا يحسب غلط. اللّبنانيون لن يُخدعوا ورسالة المسيرات هي بداية متواضعة عن ما يمكن أن نذهب اليه”.
وأكّد نصرالله، “لا أقول كاريش وقانا أنا المسألة لدي أكبر بكثير، إذا كان الهدف منع لبنان من إستخراج النفط والغاز فلن يستطيع أحد أن يستخرج غاز ونفط ولا أن يبيع غاز ونفط وأيًّا تكن العواقب”.
وختم حاسمًا، “وصلنا الى آخر الخط، من يريد أن يكون عبدًا “يسطفل”.
يُذكر أن “حزب الله”، كان قد أعلن في بيان، أنه “بعد ظهرِ السبت في 2-7-2022، قامت مجموعة جميل سكاف ومهدي ياغي باطلاق ثلاثِ مسيراتٍ غير مسلحةٍ ومن أحجامٍ مختلفة باتجاه المنطقة المتنازع عليها عند حقل كاريش للقيام بمهامٍ استطلاعية”، لافتاً الى أن “المسيرات انجزت المهمة المطلوبة وكذلك وصلت الرسالة”.
وعلى الأثر أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية، يائير لابيد، إلى أنه “على الحكومة اللبنانية كبح جماح حزب الله أو سنضطر نحن للقيام بذلك”، وذكر قُبيل توجهه إلى فرنسا، “أنني سأبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن حزب الله يشكل خطرا على استقرار وسلامة لبنان”.
ومن جهتها, اعتبرت الحكومة اللبنانية يوم الاثنين 4 حزيران, أن إطلاق حزب الله طائرات مسيّرة باتجاه حقل كاريش النفطي، جرى خارج مسؤولية الدولة والسياق الدبلوماسي، مشددة على رفضها أي عمل يعرض لبنان لمخاطر.
وأكّد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أن, “الطائرات المسيرة التي أطلقها حزب الله باتجاه منصة غاز كاريش الأسبوع الماضي كانت طائرات إيرانية بدون طيار”.