كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
لعلّه فأل خير لمنطقة محرومة كعكار، إذ للمرة الأولى في تاريخها تكون رئاسة لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه من نصيب نائب منها. لجنة من أهم اللجان في المجلس النيابي، ومركز متقدِّم في مراكز الدولة لعكار لم يسبق إليه إلا عصام فارس عندما كان نائباً لرئيس الحكومة. رئاسة هذه اللجنة الحيويّة آلت مؤخراً إلى النائب سجيع عطية وهو ابن منطقة لازمها حرمان الدولة وتفتقر إلى الجسور والأوتوسترادات والعديد العديد من المرافق الحيوية، ولديها مطار في القليعات يمكنه أن يؤدي دوراً وطنياً كبيراً لو أرادت الدولة، بينما الأوتوستراد العربي أصبح حلماً بالنسبة إلى أبنائها. منطقة تحتاج طرقاتها إلى صيانة لم تعهدها من سنوات، وفيها معمل كهرومائي بحاجة إلى صيانة معدّاته ليؤمّن ساعات إضافية من التغذية بالكهرباء في عزّ الحاجة إليها.
الملفات الحيوية التي تُعنى بها هذه اللجنة النيابية هي من الأولويات التي تفتقر إليها عكار. وعطية الآتي من قلب المعاناة، وجوده على رأس اللجنة يرى فيه الناس فسحة أمل لعكار. يقول رئيس لجنة الأشغال العامة والنقل النائب سجيع عطية لـ»نداء الوطن»: ترؤسي لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه، جاء نتيجة ترشّح من قِبل كتلة (إنماء عكار) والكتلة الشمالية، وهي لجنة واسعة المهام ومسؤولياتها متشعّبة وعبارة عن عدة لجان في لجنة. يهدف الإجتماع الأول للجنة إلى أن نتوزّع على عدة لجان فرعية تخصصية، لنضع الأولويات ونحدد مسار الأمور التي سنعمل عليها». ويلفت عطية إلى أن اللجنة «لن تهمل أي ملف وطني يقع ضمن اختصاصها ومهامها، وأمامها الآن ملفات وطنية مهمة، لا سيما الطاقة والمطار الذي يستعد لاستقبال أكثر من مليون سائح ومغترب، وكذلك ملف النفط وترسيم الحدود البحرية وكلها ملفات تحتاج إلى متابعة وعمل متواصل، على أمل أن تأتي حكومة جديدة كاملة الصلاحيات لتتابع تنفيذ الملفات الحيوية للبلد».
يضع العكاريون آمالاً كبيرة على عطية بعد ترؤسه لجنة الأشغال العامة والنقل، والأخير يؤكد أن «عكار هي جزء أساسي من النسيج الوطني، ومنطقة عانت حرمان الدولة المزمن ولديها الكثير من المتطلبات. يتم التنسيق لعقد مؤتمر علمي للنواب والفاعليات المختصة، على أن يضم نواب كتلة إنماء عكار التي أنتمي إليها، إلى جانب النواب الثلاثة الآخرين. وسيكون اللقاء مخصصاً لوضع الأهداف المشتركة والأولويات بالمشاريع والحاجيات للمرحلة المقبلة… أوضاع الطرقات مزرية وسيتم في الأيام المقبلة صيانة للطرقات الرئيسية لعكار، أما الطريق المنهار على البحر فتعمل عليه هيئة الإغاثة. وبخصوص صندوق إنماء الشمال تم انتداب المهندس حسن الحاج من عكار للمتابعة في اللجنة المعنية.
أما عن معمل البارد وبعد أن عاد امتيازه إلى الدولة فيقول عطية بشأنه «نحاول تحويل ملفه إلى لجنة الأشغال بهدف العمل على تأمين مستثمر أو جهة تقوم بتطويره واستثماره لزيادة ساعات التغذية وسيكون لي اجتماع قريب مع وزير الطاقة لهذه الغاية… لا شك أن النَفَس الإنمائي واضح لدى النواب وهناك كتلة للمرة الأولى ونواب متحمسون للنهوض بالمنطقة».
كما يؤكد عطية أن الأوتوستراد العربي يجري البحث به وسنحاول القيام بكل ما يلزم أنا وزملائي من أجل أن يكون واقعاً، ومطار القليعات نضعه في الأولويات التي ستنعش المنطقة والبلد.
ويشدد عطية على أنّ أكبر العوائق اليوم تتمثل بمالية الدولة المنهكة لكن المصاعب لن تجعلنا نيأس أبداً. رغم الظروف الصعبة للبلد هناك إيجابيات تحصل، وخطة قائد الجيش بتوزيع باصات على المناطق ومنها عكار التي نالت حصة كبيرة لتخفيف حدّة التنقل على العسكريين في المناطق خطة مهمة وإيجابية، كما سيكون هناك اجتماع قريب للجنة مع وزير الأشغال لمتابعة موضوع الباصات التي تملكها الدولة. فإذا كانت الباصات الفرنسية «تعمل على الواقف» ولا يمكن استخدامها في المناطق النائية ذات المسافات البعيدة كعكار، فالباصات المتبقية سنتابع ملفها مع معاليه لنرى آلية عملها ضمن المناطق».
في السياسة يعتبر عطية نفسه مستقلاً وعلى مسافة واحدة من الجميع، ويقول:»أنا أَبني سياستي وأتبنى الموقف والمشروع الوطني الذي أجد فيه مصلحة البلد».
ويؤيد عطية إعادة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، شرط أن يكون لعكار فيها حصة وازنة. كما يشدد على ضرورة قيام طاولة حوار وطني تبحث الاستراتيجية الدفاعية. بالمقابل وفي ما خصّ الدعوى القضائية بحقه التي تناولتها مواقع التواصل الإجتماعي فترة الإنتخابات قال: «هي الآن على خواتيمها وهي دعوى سياسية معروفة الأهداف وتُفتح عند كل استحقاق».
ويُبدي عطية تفاؤله بالمرحلة المقبلة ويرى أن «المعطيات الداخلية والخارجية مشجّعة والمهم أن تنطلق خطة التعافي مع صندوق النقد الدولي ويصل ملف الترسيم إلى خواتيم سعيدة لمصلحة لبنان ويتوجّه البلد إلى الإنتاج، فالكلّ يدرك أن الظروف الإستثنائية بحاجة إلى عمل إستثنائي».