جاء في “الأنباء” الكويتية:
رأى النائب المنتخب إلياس جرادة ان “اختراقه للائحة حزب الله ما كان ليتحقق لولا إرادة الجنوبيين، لا سيما فئة الشباب منهم التواقة إلى تغيير الواقع الأليم في البلاد”، معتبرا بالتالي ان “هذا الطموح الشبابي من كل الطوائف والانتماءات المذهبية والمناطقية وحتى الحزبية، والذي تمكن من إيصال صرخته إلى الندوة النيابية، بداية براقة تبنى عليها آمال جسام للانتقال بالبلاد من ضفة المآسي إلى ضفة الاستقرار الاقتصادي والنقدي والاجتماعي”.
ولفت جرادة، في حديث لـ”الأنباء” الكويتية، إلى “وجود ذهنية شبابية جديدة في التعاطي مع بناء الدولة والإنسان، وهي ثابتة في نتائج الانتخابات، وعلينا ان نتلقفها جميعا في مقاربة العمل السياسي، وفي كل ما يتصل بالشأن العام على ان ندخل إلى المجلس النيابي حاملين في ضمائرنا روحية ثورة 17 أكتوبر التي جمعت اللبنانيين في الساحات من مختلف المناطق والطوائف، وفي جعبنا طموح الثورة والشباب لبناء لبنان الدولة الحضارية القوية والقادرة”.
وأكد ان “الثورة الآن هي في العمل الديناميكي والفكر الإيجابي، الذي من شأنه ان يستحدث مساحات مشتركة يطل منها الجميع على الحلول، على ان يكون حليف الثورة في مجلس النواب، المشروع «الصح» فقط لا غير”، مستدركا بالقول “في مجلس النواب لا حرق للدواليب ولا قطع للطرقات، انما نقاشات مفتوحة للتلاقي على كلمة سواء”.
وردا على سؤال، لفت إلى ان “من أعاق قيام الدولة هو من عطل المشاريع الإنمائية، من كهرباء وماء وبنى تحتية، ومن كبل القضاء ومنعه من تطبيق القانون، وما نراه اليوم من انهيار اقتصادي ونقدي واجتماعي، ومن سلاح متفلت خارج الإمرة الشرعية، ناتج عن غياب الدولة”، مشيرا من جهة ثانية إلى ان “سلاح حزب الله موضوع الآن على طاولة المفاوضات الإقليمية والدولية، في وقت يعاني لبنان من وجوده في عين العاصفة بسبب تسلل تداعيات المشهد السوري والليبي واليمني والأوكراني إلى أراضيه، ولا يتحمل بالتالي تحوله إلى ساحة صراع دموي، لن يكون للبنانيين القرار في إطفاء ناره أو تسعيرها، وما علينا بالتالي كلبنانيين سوى الانحناء في وجه العاصفة بالتوازي مع تهيئة الأرضية لبناء لبنان الدولة المركزية بسيادتها واللامركزية بإداراتها”.
ولفت في سياق متصل إلى ان “الموضوع الأكثر إلحاحا اليوم هو إعطاء الطمأنينة للبنانيين حيال السلاح المتفلت، وقد تكون من خلال استراتيجية دفاعية كاملة متكاملة، خصوصا ان في لبنان سابقة اسمها القوات اللبنانية، التي كانت أقوى فريق مسلح غير رسمي في لبنان وربما في المنطقة، إلا أنها عادت في ظل ظروف محلية وإقليمية ودولية مؤاتية، وانخرطت في الدولة تطبيقا لوثيقة الوفاق الوطني، ونحن اليوم بانتظار ظروف مماثلة لابد آتية، لتعيد كل اللبنانيين بما فيهم حزب الله إلى كنف الدولة، شرط ألا تموت الدولة قبل حلول تلك الظروف”.
وعما لديه من توجه حيال شكل ولون الحكومة المقبلة، أكد جرادة ان “المطلوب دون تردد، تشكيل حكومة تحمل برنامجا إنقاذيا واعدا، وعلى قاعدة الأكثرية تحكم والأقلية تعارض، وما حكومات الوحدة الوطنية أو الوفاق الوطني سوى خزعبلات أدخلت لبنان واللبنانيين في الجحيم”.