ما هو تأثير قوة الدفع الناتجة عن اقتراع اللبنانيين وبحماسة لافتة في دول الإنتشار على رفع حظوظ القوى المنبثقة عن ثورة 17 تشرين، وهل سينجحون في محاسبة من تسبّب بهجرتهم؟ وما هي انعكاسات مشهد طوابير المقترعين على المشهد الإنتخابي يوم الأحد المقبل؟ أسئلة مطروحة بقوة اليوم، ويجيب عنها الكاتب والمحلل السياسي نبيل بو منصف، باعتبار ما حصل يومي الاحد والجمعة الماضيين مختلفاً عن كلّ ما رسم من سيناريوهات، لأن نسبة الإقتراع لم تكن “جارفة” بحسب التوقعات، لان 225 تسجّلوا وكانت التقديرات تشير إلى نسبة اقتراع تصل إلى 80 بالمئة ، و لكن ليس هذا هو المعيار الذي سيتمّ الحكم عليه لتحديد النتائج، بل المعيار هو في توجّهات الأصوات والقوى التي اقترعت لمصلحتها.
وكشف بومنصف لـ “ليبانون ديبايت”،أن دراسة بعض المعطيات التي تمّ الحصول عليها من الماكينات الإنتخابية، تشير إلى أن غالبية الأصوات صبّت لمصلحة قوى التغيير والمعارضة للسلطة، وهذا ما سيظهر يوم الإثنين المقبل، علماً أن الرسالة واضحة من المغتربين باتجاه الداخل، وهي أنهم صوّتوا من أجل التغيير ولمصلحة اللبنانيين في لبنان وعائلاتهم، وليس من أجلهم تحديداً لأنهم يعيشون في الخارج ولم يعودوا إلى لبنان، على الأقل في الوقت الراهن.
وفي هذا الإطار، أشار بو منصف، إلى أن مقترعي الإغتراب هم لبنانيون خسروا جنى عمرهم في لبنان بعد الإنهيار المالي، وباتوا ناقمين على السلطة لأنهم تعبوا وآمنوا بلبنان وخسروا أموالهم وعادوا للعمل من نقطة الصفر، ولكنهم ما زالوا متمسّكين بلبنان ويريدون التغيير، وبالتالي فإن حيوية الإنتشار اللبناني، هي التي ستدعم لبنان للنهوض من الإنهيار، سيّما وأن لبنان لم يعد يملك أية قدرة على النهوض من دون معونة خارجية سواء كانت إغترابية أم دولية، وذلك بعدما حُرم من كل وسائل المساعدة.
وعن ترجمة الصوت الإغترابي لمصلحة مرشّحي قوى التغيير، قال الكاتب بومنصف: “كنا نتمنى أن تحقّق هذه الأصوات فارقاّ لمصلحة لوائح الثورة وحراك 17 تشرين، ولكني لست متفائلاً، لأنه من الصعب أن تفوز هذه القوى بنحو 10 أو 15 مقعداً نيابياً، كون التأثير يبدأ من القدرة على كسر الأكثرية في البرلمان من خلال كتلة جديدة تكون بمثابة بيضة القبّان، لكن هذه القوى لم تنجح في إدارة معركتها الإنتخابية بالشكل المطلوب، فكانت طفرة ترشيحات عوضاً عن تأليف لوائح في جبهات متكتّلة مع بعضها البعض، وتكون قادرة على تحقيق خروقات بارزة، وتكوين كتلة قادرة على التأثير في لعبة المجلس من الداخل ، لأن 4 أو 5نواب، لن يتمكّنوا من إحداث الفرق ولكن 10 أو 15 نائباً، قادرون على لعب دور بارز في أي مشروع يُطرح للنقاش، وسيكوّنون حيثيةً خاصة لهم ويتموضعون في نقطة وسطية بين الأكثرية والأقلية، وعندها سنكون أمام واقع مجلس نيابي جديد، ولكني لست واثقاً وان كنت أتمنى أن أكون مخطئاً”.
ووفق الكاتب بومنصف، فإن يوم الإنتخاب، لن يخلو من المفاجآت ولكنها لن تكون على مستوى التوقعات بالنسبة لحظوظ لوائح التغيير المنبثقة من الانتفاضة، مع العلم أن الأحزاب التقليدية وقوى السلطة، قد لمست ومن خلال نسب الإقتراع في الإنتشار، تراجع مستوى التأييد الشعبي لها، وهو ما اكتشفته الماكينات الإنتخابية الحزبية التي تمتلك أرقاماً دقيقة حول نسب التصويت ومدى التراجع في الشارع في الداخل كما في الخارج، مع العلم أنه في الأيام العادية، فإن الشعب يحاسب أي سلطة مقصّرة، فكيف سيكون الحال عندما تكون السلطة مسؤولةً عن انهيار البلد، وبالتالي، ليس من المفاجىء حصول ذلك بالنسبة لأحزاب السلطة كالثنائي الشيعي و”التيار الوطني الحر”، لأنهم سيدفعون ثمن وجودهم في السلطة وحصول الإنهيار.
المصدر: ليبانون ديبايت