بدأ العدّ العكسي للانتخابات النيابية في بلاد الانتشار. وتستعد استراليا كغيرها من الدول لهذا الاستحقاق الذي سيجري في 8 الحالي، حيث تضم زهاء 22 ألف ناخب، معظمهم في سيدني (نحو 16 ألفا) وملبورن، موزعين على 9 مراكز و48 قلماً. فكيف يستعدون لهذا الحدث؟
رئيس تحرير صحيفة المستقبل الاسترالية جو خوري يؤكد لـ”المركزية” ان “الاهتمام الظاهر بأستراليا سببه كثرة عدد المسجلين للانتخاب”، مشيراً إلى أن 70 في المئة منهم يصوّتون في دائرة شمال لبنان الثالثة التي تضم أقضية زغرتا، بشري، الكورة والبترون. وبالتالي يؤثرون على الحواصل في هذه المناطق بنحو 3000 صوت. الماكينات الانتخابية ناشطة جدا وخاصة عند الاحزاب، غير أن حزب “القوات اللبنانية” كان من السبّاق في هذا المجال، وبدأ استعدادات العملية الانتخابية باكراً، خصوصا أن العدد الأكبر من الأصوات سيصبّ لمصلحته لأن ما يحصل في لبنان يشكل حافزاً للنفور من الطبقة السياسية الحاكمة. كما ان أحزاب “الكتائب” و”المردة” و”التيار الوطني الحر” تنشط أيضاً على الساحة الاسترالية، غير أنها تأخرت في إطلاق حملتها الانتخابية لاعتقادها بأن الانتخابات لن تحصل في الاغتراب فتأخرت في تسجيل الاسماء. كما أن الحراك المدني نشط كثيراً في الفترة الأخيرة، إنما بدرجة أقل من “القوات” التي قامت بتنظيم العملية الانتخابية بشكل جيد، واستأجرت نحو 25 باصاً لتسهيل تنقل الناخبين الى المراكز”.
وأكد خوري أن “هناك عددا كبيرا من المسجلين في استراليا، لم يرد اسم جزء منهم في لوائح الشطب. وهناك بعض اخطاء في التسجيل، وحتى الآن لا أحد يعرف كيف سقطت أسماء هؤلاء من اللوائح، لكن نأمل ان تكون بعض الهفوات في أماكن التصويت قد سويّت مع وصول الاستحقاق في 8 الجاري. والمفاجأة الكبرى كانت وصول 47 صندوق اقتراع موزعة على 9 مراكز، ويحتاج البعض الى الانتقال مسافات طويلة، كما تمّ فصل العائلات حيث يصوّت الرجل في مركز مار شربل مثلاً وزوجته في مركز سيدة لبنان. اخطاء كثيرة، تمّت معالجتها جزئياً. لكن من قرّر التصويت، سينتخب مهما كانت الصعاب، حتى لو ان الرحلة نحو مركز الاقتراع تستغرق ثلاث ساعات او اكثر. ومن لا يهمه الامر سيلزم منزله. حتى ان البعض قد يكون سجّل اسمه لكنه لن يتوجه للانتخاب لسبب ما، لكن هذه المرة اعتقد ان 80 في المئة من الذين سجلوا اسماءهم سيقترعون، خاصة الملتزم حزبيا لأن الوضع في لبنان مزر وسيحاولون المساهمة ولو بجزء بسيط بالمساعدة على التغيير”.
ولفت خوري إلى “ان قنصل لبنان العام في سيدني شربل معكرون يعمل ليلا نهارا لوضع اللمسات الأخيرة على تحقيق كل ما يلزم من أجل إنجاح هذا الاستحقاق”، مشيراً إلى “ان العمل شاق في مدينة كبيرة كسيدني التي تضم 70 في المئة من الجالية اللبنانية. كما وصل الى استراليا 8 موظفين مندوبين من لبنان من أجل المساعدة والاطلاع على سير العملية الانتخابية، ولكي تمرّ بهدوء وتتحقق بنجاح تام”، جازماً بأن “الانتخابات في استراليا ستحصل بهدوء واستبعد حصول مشاكل لأن الجالية لا تحبذ ذلك، خاصة وان الجميع يعرفون بعضهم البعض، حتى الأحزاب، ولو أنهم يختلفون بالرأي لكنهم يتفقون معاً كأصدقاء”.
وأشار خوري إلى أن اللبنانيين في استراليا متحمسون للانتخابات وسيصوتون، لكنهم يخشون من عملية نقل الصناديق الى لبنان، ولا يصدقون بأنها ستصل “سليمة” خاصة وأن الفرز لا يحصل في استراليا. ويطالبون، بما أن الانتخابات جرت في استراليا، ان يتم فرزها ايضا هناك، ومن ثم نقلها الى لبنان، لأنهم لا يعرفون أين ستذهب هذه الصناديق ويتساءلون عن الجدوى من نقلها قبل فرزها، ويفضلون فرزها هنا برعاية الامم المتحدة وبمشاركة نواب ووزراء استراليين وبحضور القنصل اللبناني وممثلين عن الاحزاب والمندوبين الذين وصلوا من لبنان”، مؤكداً أن “اللبناني في استراليا ليست لديه ثقة بأي مسؤول في الدولة اللبنانية، لهذا السبب يخاف ان ينتخب ويذهب صوته سدى، خاصة وأن لهم تجربة سيئة من الانتخابات الماضية، حيث جاءت نتائج الفرز مغايرة للتصويت في بعض الأقلام بحسب ما تم تداوله في استراليا”.
ورأى أن “العملية الانتخابية يجب أن تكون موثقة في استراليا، مع الحفاظ على سرية الفرز حتى إعلان النتائج النهائية في لبنان. كيف يمكن ارسال صناديق لا نعرف إلى يد من ستصل وإن كان سيتم العبث بها. كما هناك خوف من القيام بفتوى معينة وإلغاء أصوات أو غيرها من الأمور التي ممكن أن تشوّه العملية الانتخابية في الاغتراب”.
وختم خوري: “اذا صوّت المغتربون بشكل صحيح، سيساعدون في وصول أقله 40 نائباً جديدا، ولن يتمكن الفاسدون من الوصول مجددا الى الندوة البرلمانية”.
المصدر: المركزية