نفذت روابط التعليم الرسمي الثانوي الاساسي والمهني والتقني اعتصاما امام مصرف لبنان “احتجاجا على عدم دفع بدل النقل والمساعدات الاجتماعية”.
وألقى رئيس رابطة معلمي التعليم الاساسي حسين جواد كلمة قال فيها: “من هنا سنوجه رسالتنا الاخيرة لنقول: ايتها الحكومة ويا معالي وزير المال، سياسات الترقيع ليست كافية وسياسات العطاءات بالقطارة لم تعد تجدي نفعا، هذا اذا اقترنت اقوالكم وقراراتكم ومراسيمكم بالتنفيذ فعلا”.
وأضاف: “منذ 3 أشهر، اقرت الحكومة رفع بدل النقل من 24 الى 64 الفا فاستبشرنا خيرا باننا سنوفر كلفة الانتقال الى ثانوياتنا ومعاهدنا ومدارسنا من دون ان ندفع من جيوبنا ثمن البنزين والانتقال، وتحملنا وصبرنا على امل أن يأتي الفرج، ولكن للاسف فاذا بسياسة المماطلة والتأخير تطل مجددا وبذرائع وحجج واهية، واذا بمرسوم بدل النقل يبقى حبرا على ورق ولم يأخذ طريقه الى حسابات المعلمين والاساتذة، وبدلا من ان يكون اوتوماتيكيا جعلوه مطلبا لنا كي ننسى المطلب الاساسي بتصحيح الرواتب المتآكلة، بل جعلوه يحتاج الى تحركات ضاغطة لارغامهم على تنفيذه. هذا اذا استفاقوا وعادوا الى ضمائرهم. عجبا في اي بلد نعيش بل في اي مزرعة نحن؟”.
وسأل الحكومة ووزير المال: “هل فكرتم في ظل الوضع المأسوي الذي نعيشه كيف سيصل الاستاذ والمعلم الى الثانوية او المعهد او المدرسة من دون بدل النقل او حسبتم ان راتبه سيكفي لاطعام عائلته وسيزيد عنه ما يكفي ليستمر في عمله؟.
هل تظنون ان الانتقال الى المدرسة مجاني ومن دون كلفة؟ كيف سولت لكم أنفسكم وقف صرف بدل النقل؟
هل تعلمون ان يوم عطلة او اضراب هو بمثابة الفرصة الذهبية للمعلم كي يوفر كلفة الانتقال ليستطيع ان يوفر الخبز والقوت لعياله؟
هل تدركون معنى تأجيل صرف المساعدة نصف اساس الراتب الى ما بعد 15 ايار اي ما يقارب شهرا ونصف الشهر وأخطارها؟ هنا يصح فيكم المثل “ان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تدريب فالمصيبة اعظم”.
وتوجه الى المسؤولين: “ان تأجيل صرف المساعدة وتأخييرها وعدم دفع بدل النقل في اخر الشهر، كما هو مفترض، هو مؤامرة على التعليم الرسمي، نعم مؤامرة على التعليم الرسمي، بل هو سياسة افقار واذلال للاساتذة والمعلمين حتى يكفروا برسالتهم التربوية”.
وسألهم ايضا: “هل فكرتم ان مجموعة المتعاقدين في التعليم المهني لم يقبضوا 35 في المئة من مستحقاتهم عن العام الماضي، فكيف سيكملون معيشتهم وحياتهم والحضور الى معاهدهم في العام الحالي؟
أما عن الاستشفاء والطبابة، فماذا فعلتم لانقاذ مواطنيكم من جشع المستشفيات وغلاء الاسعار؟ ناشدناكم منذ وقت طويل ضرورة زيادة المساهمة في تعاونية موظفي الدولة كي تستطيع ان تقوم بدورها في تغطية الكلفة الباهظة وما زلتم تماطلون وتتلكأون الى ان وصلنا الى ما نخشى منه وهو اقتصار الطبابة والاستشفاء على الاغنياء فقط، فهل هكذا تكون دولة الرعاية الاجتماعية؟
هل تعلمون ان هناك من يرهن بيته كي يدخل ابنه او ذوي عهدته الى المستشفى؟ فبالله عليكم، الا تصل الى مسامعكم معاناة الموظفين والاساتذة والمعلمين من جراء الاذلال على ابواب المشتفيات؟”.
وخاطب وزير المال: “انت مطالب بان توضح في مؤتمر صحافي، وعلى الملأ، سبب التأخير في عدم دفع بدل النقل والمساعدة نصف الراتب في أوانها، واذا كان السبب ان الدولة مفلسة، فساعتئذ لن تطالبكم بشيء”.
وتوجه الى وزير التربية الذي “نحترم صدقيته: لقد قدمتم منذ بداية العام الدراسي ما سمي بالحوافز، أي 90 دولارا، وهي ليست من مالية الدولة المفلسة، وكان الهدف منها ان تصل شهريا الى حسابات الاساتذة والمعلمين كي يستطيعوا ضمان الحضور الى مراكز عملهم، فاذا بهذه الحوافز تصبح نقمة على المعلمين بعدما اصبحت تصرف كل ثلاثة أشهر او كل شهرين مرة واحدة لتنتقل المعاناة الى المصارف في سحبها وتقييدها بسقف السحوبات التي وضعتها المصارف، وهذه الاخيرة تمعن في اذلال المعلمين بل وتجرأت على تهديدهم “اذا مش عاجبك بقفل حسابك”. وهذا الامر بل وهذا المنطق مرفوض وسيكون لنا موقف مع المصارف.
لذلك، يا معالي الوزير، نطالبكم بان تصرفوا حوافز شهر نيسان قبل 10 ايار، فالحاجة الى الافادة منها منذ بداية الشهر وليس بعد شهرين، وان تستمر شهريا لباقي السنة”.
وأضاف: “ابلغناكم في اللقاء الاخير ان مجموعات من المعلمين لم تتقاض من هذه الحوافز فلسا واحدا منذ مطلع العام الدراسي حتى الساعة، ولن نقبل اعذار الاخطاء في “داتا” المعلومات، ودائرة الشكاوى لم تقدم حلا، بل انها تقوم بالرد على المتصل بأن لا اخطاء في المعلومات، راجع المسؤول في المعلوماتية ونعيش في هذه الدوامة يوما بعد يوم، ولان من واجبنا متابعة مشاكل المعلمين، ولأنه لم يعد يجوز السكوت عن هذا الموضوع بعد، فالمطلوب تكليف المديريات المختصة ان تقوم بواجبها باحصاء اسماء الذين لم يفيدوا وبالسرعة القصوى كي تصل الحقوق الى أصحابها”.
وتابع: “نطالبكم بصرف مستحقات الزملاء المتعاقدين عن الفصل الثاني ودفع بدل النقل المستحق خلال ايام، وهذا الامر يحتاج الى جهد بسيط في وزاراتكم ومن يؤخر عملية الصرف تجب محاسبته، لا يكفي انهم يقومون بعملهم ثلاثة اشهر من دون ان تأتيهم ليرة واحدة حتى يتم تأخير صرف مستحقاتهم لثلاثة اشهر اضافية؟ فاذا مان قانون عدم التوظيف قد ظلمهم ومنعهم من الدخول الى الملاك فلا تسمحوا بظلمهم مرة اخرى في تاخير دفع مستحقاتهم.
اما عن المستعان بهم فهؤلاء الذين تعلق مصيرهم بالدول المانحة، فالى متى لا مستقبل امامهم ولا مستحقات حتى تتكرم تلك الدول عليهم؟ وهذا الامر تجب معالجته بتحويل عقودهم الى متعاقدين مع الدولة اللبنانية وفقا لاصول التعاقد المعمول بها”.
وعن الدوام المسائي وتعليم الطلاب النازحين، قال: “ليس من باب العنصرية بل من واجب المطالبة بالحقوق، وبعدما اصبحنا في الربع الاخير من السنة ولم تصل المستحقات، بل لم يتم سداد مستحقات صناديق المدارس ومجالس الاهل عن العام الماضي، فالى متى يجب ان ننتظر كي تتكرم علينا الدول المانحة وتدفع ما عليها من واجبات؟ وهل يعتقدون ان المعلمين المستعان بهم قادرون على تعليم النازحين على نفقتهم او انهم سيرمون بتبعات تعليمهم على الدولة الفاشلة والمفلسة؟ انتم من يفاوض فاذا وجدتم تلكؤا او تأخيرا نطالبكم بتعليق العام الدراسي فورا الى ان يستجيبوا ويدفعوا المتوجبات كاملة، ولن ننسى حق العاملين في دوام بعد الظهر من الحوافز الاضافية التي لم يروا منها شيئا”.
وقال: “امام ما سبق، اذا تم تحويل المستحقات والحقوق والحوافز، فتكون المصيبة الكبرى ومسلسل الاذلال الجديد في المصارف التي تحتجز رواتبنا وملحقاتها، فلم نسمع في العالم نظاما مصرفيا يعتدي على راتب موظف امضى شهرا من الكد والجد ليضع له المصرف سقفا للسحوبات ويحجم عن اعطائه حقه”.
وأضاف: “لأجل هذا الامر نعتصم اليوم هنا امام مصرف لبنان ولنسمع الحاكم صوتنا بأن عليه ان يستخدم صلاحياته في الرقابة على المصارف ومحاسبتها على اذلال الناس وعدم اعطائهم حقوقهم. عليك لا ان تصدر قرارات تبقى حبرا على ورق، بل يجب تنفيذ تلك القرارات ومحاسبة الممتنعين عن تنفيذها. وللمصارف نقول: ستأتي الساعة التي نعطي الضوء الاخضر فيها للمعلمين والاساتذة لمهاجمة الفروع والمصارف التي تمتنع عن صرف الراتب كاملا وفق مبدأ “عجبت لجائع لا يخرج على الناس شاهرا سيفه”.
وتوجه “الى الذين ينشطون في الحرب على مواقع التواصل الاجتماعي ويتفنون في مهاجمة الروابط عند كل صغيرة وكبيرة، بالقول: كفوا عن اذيتنا ولا تتلهوا في الصراع معنا، المشاكل والحرمان تطاولنا جميعا، فان كنتم حقا حرصاء على تحصيل حقوق المعلمين، فمن واجبكم السير معنا كتفا الى كتف، واعلموا ان لسان حالنا في الروابط ما قاله هابيل لأخيه قابيل “والله إن بسطت يدك لتقتلني فما انا بباسط يدي لأقتلك”.
وختم: “ان التحرك اليوم لن يكون الاخير، فاذا لم تتم تسوية الاوضاع ومعالجة مشاكل الاساتذة والمعلمين، فستكون لنا مواقف اخرى اكثر تصعيدا نحددها وفقا للتطورات المرحلة”.