كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
ما سنكتبهُ اليوم موجّهٌ حصرًا إلى مَن يُفترضُ أنهم مسؤولونَ عن هذه البلاد وأهلها…. ما سنقولُهُ ونكتُبه ليس لـ”النقّ” ولكن حتى يسمعَ ويعلمَ المتملّقون والقابضون على مفاتيحِ الحُكمِ في لبنان أنهم أسوأ الكائناتِ على وجهِ الأرض.
هل تعلمون، يا أسوأ الناس، أن المجاعةَ طرقت أبوابَ السوبرماركت في لبنان من بابِها الشنيع؟ أتعلمون أن السرقاتِ التي تُكتشف يوميا في السوبرماركت تفوقُ حجمَ المبيعاتِ اليوميّ؟
هل أطلعكُم أحدُ مستشاريكم الكثيرين غير النافعين، أنّ السّرقات لم تعُدْ تنحصِرُ بالدّجاجِ واللّحومِ والكماليّات التي أصبحتْ من الماضي عندَ الكثيرين، بل باتت تمتدُّ إلى ربطاتِ الخبز؟ شاهدوا اللافتات المنتشرة في السوبرماركات التي تطلبُ عدمَ فتحِ ربطاتِ الخبز أو أكياس الكعك، لتدركوا لهيبَ جهنّم الذي وصلَ إليه شعبكم (تجدون صورا مرفقة(.
هل تنازلتم، وقُمتم بجولةٍ في إحدى السوبرماركت، حتى تطّلعوا على الأسعارِ التي تخطّت المعقول، وجعلتْ شعبكم يتفرّجُ بحسرةٍ بعدما فقّرتموهُ، وتركتموهُ فريسةً للجوع والعوز.
ما يحصلُ اليوم في السوبرماركات مُبكٍ، وقصصهُ المأسوية تكادُ تسمعها في كلِّ واحدةٍ تدخلُ إليها. مواطنونَ يفتحونَ ربطاتِ الخبز ليسحبوا منها رغيفًا أو اثنين ويهرّبوهُ في شنطةٍ أو تحتَ قميص… مواطنونَ يَجمعون في حقائبهم قطعًا من الكعكِ أو شرحاتٍ من الجانبون أو الجبنة بعدما بات شراؤها يفوقُ قدراتهم بكثير.
منذ أسبوعٍ، التقطَت كاميرات إحدى السوبرماركت سيّدةً تخبّئ كيسَ دجاجٍ تحتَ معطفها، وقبلَ أيّام ضُبطت سيّدة بالجرم المشهود وهي تضعُ أكياسَ اللحومِ في حقيبتها داخل السوبرماركت.
الأسوأ أننا لا نتكلّمُ عن فقراء الأمس واليوم، بل عن أشخاصٍ دفعتهم التطوّرات الدراماتيكية في لبنان، من الطبقة الوسطى إلى مكانٍ لم يتأقلموا معه بعد، حيثُ الفقرُ صارَ أمرًا واقعًا، والظلمُ أيضا.
ما يحصلُ، يا أسوأ الناس، هو بسببِ ما اقترفتهُ سياساتكم وفسادُكم وسرقاتُكم، وبسببِ كلّ متملّقٍ لا يزال يُسمعنا حكاياتٍ عن إنجازاته فيما هو منغمسٌ بالفسادِ من رأسهِ حتى أخمصِ قدميه.
أما أنتم، المصنّفون ضحايا في هذه البلاد، فأحسِنوا الاختيارَ في 15 أيار حتى لا يكونَ كابوسُنا الحالي رحلةً جميلة أمام ما ينتظرُنا بعد في الآتي من الأيّام.