نظمت وزارة الثقافة بالتعاون مع “المجلس الثقافي البريطاني” في لبنان ندوة علمية بعنوان “نظرة الى التراث” في مقر المكتبة الوطنية في الصنائع برعاية وحضور وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، السفير البريطاني في لبنان ايان كولارد وحشد من الجمعيات والهيئات المعنية بالتراث.
افتتح وزير الثقافة الندوة بمداخلة قال فيها: “أهمية لبنان الثقافية والتراثية بغنى عن التعريف. فمن المواقع الى المتاحف ومن المكتبات الى الارشيف ومن البيوت التاريخية (في الارياف والمدن) الى الزجل والعديات ومن الاغاني التراثية، والدبكة والتبولة، يشكل التراث هوية الوطن ويعطي للمواطن الشعور بالانتماء”.
أضاف: “التراث اللبناني بغنى عن التعريف محليا وعالميا، ولا جدلية حول أهميته وضرورة الحفاظ عليه، ولكن الاشكالية تكمن في شكل المحافظة عليه؟ ما هي الآليات التي ستوضع للمحافظة ؟ لن يكون التراث اللبناني ارض دراسات وتجارب وتخبطات بين المدارس الهندسية في الترميم او التأهيل. نحن نهدف الى المحافظة على التراث بأوجهه كافة بشكل يضمن بقائه للاجيال المقبلة من جهة وعدم تغيير الذاكرة الجماعية والشعور بالانتماء من جهة أخرى”.
وتابع: “إن وزارة الثقافة تعمل مع الافرقاء والاطراف كافة على تأمين الحماية المستدامة للتراث بكافة أوجهه. فالمواقع الاثرية والابنية التاريخية هي بالطبع أولوية ويبقى للتراث المادي حيز مهم في هوية الوطن، ولكن هناك ايضا التراث غير المادي، وهو الموروث الاول من الاجداد وإن ضاع ضاعت التقاليد والعادات والقيم”.
وختم مشددا على “أهمية الوعي لحماية الارث الثقافي”، وقال: “الحماية للاستدامة، كما اننا بحاجة الى نشر الوعي عنه لضمان بقائه للاجيال المقبلة، لتبقى المعرفة المشتركة ويتواصل تناقلها من جيل الى جيل. صحيح ان علاقة الشعب بتراثه وثيقة ووطيدة ولكي تكون مستدامة يجب ان تكون مشروعا مشتركا، يجمع الاطراف كافة من السلطات المخولة حماية التراث والثقافة من وزارة ومؤسسات مختصة إلى أكاديميين ومؤسسات تربوية الى منظمات المجتمع الاهلي .الجميع شريك في المحافظة على تراث الوطن”.