قال مفتي عكار السابق الدكتور الشيخ زيد بكار زكريا خلال خطبة الجمعة من على منبر المسجد الأثري ببلدة البرج: “حديث الساعة بين الناس اليوم في مجالسها وسهراتها وأعمالها عن الأحوال الاقتصادية والمعيشية والصحية، وعن الجوانب السياسية والأمنية وعما يجري في هذا العالم من حولنا وبات اليأس سائدا عند الناس اليوم، والإحباط والخوف دون أمل ودون تفاؤل وتوكل على الله الا من رحم ربي. ولكن لا ينبغي للمسلم أن ييأس، وديننا مليء بالعظات والحكم، والقرآن حدثنا عن قصة سيدنا يوسف عليه السلام وما جرى له من إلقاء في البئر ولكنه ينجو دون جهد ودون حشود ودون تخطيط من البشر، ويخرج عبر تلك القافلة التي مرت فأنزلت الدلو لتستقي من ذاك البئر، فيتعلق يوسف ويخرج، وقارن بين ذلك وبين ما جرى لذلك الطفل ريان في المغرب من محاولات ومخططات ودراسات وحشود لتنقذه، فما استطاعت إنقاذه، لتحقق لنا وبالعين مقولة الرسول صلى الله عليه وسلم: “وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك، ولو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك رفعت الاقلام وجفت الصحف”.
أضاف: “نريد للآخرين أن يقيموا لنا وزنا ومكانة، ونتحدث عن تهميش الطائفة وعن حقوقها وصلاحياتها، فأي صلاحيات ستبقى، عندنا نضيع العلاقة مع الله، فإنك إذا سقطت من عين الله فلا قيمة لك ولا وزن لك، *ومن يهن الله فما له من مكرم* فالطائفة كانت الضامنة ومؤمنة بالوطن والعدالة والمؤسسات وكيان الوطن الصحيح، ولكن عندما تهون عند الله فلن يهابك عدوك ولن يقيم لك قائمة ولا وزن”.
وتابع: “عبد الله بن حذافة عندما ألقي في الأسر عند ملك الروم، وقصد الملك أن يذله ويهينه ويدخل عليه المحرمات والإغراءات ويعرض عليه الملك من أجل أن يتزحزح عن دينه فلا يتزحزح، إلى أن يعرض عليه أن يقبل رأس الملك، فيقبل بشرط واحد أن يفرج عن جميع الأسرى المسلمين، فوافق الملك ثم دنا أبو حذافة منه وقبل رأسه، فأمر قيصر بإخلاء سبيل جميع أسرى المسلمين، لم يفعلها ابو حذافة لا لشخصه ولا لأهداف شخصية وحسابات دنيوية بل من أجل المصلحة العامة، لم يطمح الى ملك او منصب او وزارة او نيابة، بل للمصلحة العامة، وعندما عاد أبو حذافة مع الأسرى إلى المدينة المنورة سر الخليفة عمر بن الخطاب بلقائهم وعند علمه بالقصة قال: “حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة، وأنا أبدأ”.
وأردف: “أيها المؤمنون، لا داع للخوف او القلق، فحين تتمسك بطائفتك ودينك وقرآنك ورسولك، فلن تخاف من تهديد او تخويف او إشارة إصبع وإشارات خارجية لان الأمة التي تركع لله لا تخاف الا من الله، فإن كنت تريد السعادة والإطمئنان، عد إلى دينك والى ربك إلى التعاليم الصحيحة، ولا تنخدع بشعارات براقة وشركات وهمية همها استقطاب الناس وسرقة أموالهم، إسأل أهل العلم والإختصاص، تعلم وتثقف والتحق بحلقات القرآن الكريم، فليس في طلب العلم مستحى، وحين نعود إلى الله سيتغير الوضع”.
وختم: “حذار من اليأس، فلا داعي لليأس لدى هذه الأمة التي تقرأ في كل ركعة من الصلاة إياك نعبد وإياك نستعين، فاستعينوا بالله ولا تفقدوا الأمل”.