أثبت تبني حزب الكتائب ترشيح مجد حرب عن أحد المقعدين المارونيين في البترون، أن حسابات النائب المستقيل سامي الجميل وحزبه تنطلق من ضرورة اسقاط المنظومة التي تتحكم بالدولة اللبنانية ومؤسساتها ومستقبل شعبها، بكل مكوناتها، وليس من نظرة تقليدية تعوّدت الطبقة السياسية اعتمادها من أجل الخروج من الانتخابات بتسوية تعزز لكل حزب او تيار او زعامة أوراقه في تسوية جديدة على حساب لبنان.
ولا يحتاج المراقب الى كثير تفكير وتحليل ليستنتج بوضوح أن استراتيجية حزب الكتائب في الانتخابات المقبلة تقوم على قاعدة محاولة إسقاط رموز منظومة الاحتلال والفساد لا على قاعدة السعي الى كسر التوازنات التقليدية معهم في عملية حسابية لعدد النواب للخروج بجواب على “من هو الأقوى في طائفته”؟
وأصبح واضحا أن الشعار غير المعلن لمعركة الكتائب يبدو وكأن الانتخابات مناسبة لتغليب الخيار الوطني الأقوى وليس الخيار الطائفي الأكبر، وإذا كانت دائرة الشمال الثالثة ستكون “أم المعارك” الانتخابية على خلفية سعي المرشحين الطامحين لرئاسة الجمهورية الى إثبات قوتهم الفردية والحزبية باعتبارهم ينتمون الى هذه الدائرة، فإن استراتيجية سامي الجميل وتحالفاته تبدو مختلفة تماما، وهي أبعد ما يكون عن الحسابات الشخصية، وتقوم على توسيع مروحة الخيارات الوطنية لإيصال أكبر عدد من السياديين التغيريين إلى البرلمان.
وعلى عكس السنوات الماضية التي عملت فيها الثنائيات الطائفية على احتكار التمثيل من خلال تقاسمه بالإضافة إلى شطب الحلفاء من المعادلات الانتخابية سواء من خلال قانون الانتخاب او من خلال التحالفات والممارسات والانقلابات، فإن رئيس الكتائب يبدو مغرّدا خارج هذا السرب، ويعمل على توسيع مروحة الخيارات أمام اللبنانيين، ويفتح الأبواب أمام الطاقات الشبابية للمساهمة في عملية الانقاذ والتحرير والاصلاح السياسي والاقتصادي والمالي، ولو كان ذلك على حساب كوادره الحزبية.