قرار سعودي حازم وراء عزوف الحريري عن الترشُّح؟

كتب شادي هيلانة في أخبار اليوم:

لا اجابات حاسمة، فالكُل بإنتظار ساعة الصفر الذي سيخرج فيها زعيم تيار المستقبل سعد الحريري امام الاعلام وامام الحشود التي عمّت دارته امس في بيت الوسط ليعلن موقفه المُنتظر.

علماً انهُ وعد مُحبيه بأمورٍ قد تكبح غضبهم، فالرجل الذي كان يطمح لرئاسة الحكومة بأيّ ثمن، وجد نفسه الخاسر الأكبر، ليس في البيت السُّنّي فقط، ولكن في بيته الشخصي أيضاً، في حين أنّ الازمة الكُبرى التي يواجهها تتمثّل في فقدانه الغطاء السعودي، وهو ما تجلّى بوضوح في مرحلة التكليف، فهل تتكرّر ‘محنة’ 2011، يوم تكبّد عناءً كبيراً لإعادة بناء الثقة مع جمهوره، الذي وجد ضالته في القوى البديلة، بعدما عجز ‘وكلاء’ الحريري عن لعب دوره.

في هذا السياق، تشير مصادر سياسية متابعة، عبر وكالة ‘اخبار اليوم’، إلى أنّ صورة الدور السعودي في الإنتخابات النيابيّة توضحت لدى رئيس الحكومة السابق، خصوصاً بعد ما أرسلت الرياض أكثر من إشارة تؤكّد من خلالها أنها ستكون حاضرة في هذا الاستحقاق، لا سيما على مستوى بناء تحالف يجمع كل من الحزب التقدمي الإشتراكي وحزب القوات اللبنانية.

وتضيف المصادر، انّ عزوف الحريري عن الترشّح قرار نهائي يأتي كمدخل لإصلاح العلاقة مع الطائفة السُّنية بعدما أقفلت أبواب الرياض أمام القيادات السنية الحالية، من هنا، فإن الساعات الحاسمة ستكشف المستور ‘مستقبلياً’ وسعودياً وسيكون فاتحة لمعرفة ما يُحضّر للبنان.

وفي المعلومات المؤكدة انّ الحريري ابلغ زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، انّ تياره الازرق سيخوض الاستحقاق بالتحالف مع الاشتراكي في اقليم الخروب والبقاع الغربي وحاصبيا وبيروت.

وفي الضفّة الثانية، يتخوّف المراقبون، من مهلة الخمسة أيام التي منحتها المبادرة الكويتية للبنان في حال لم يتمكَّن المعنيّون من الرئاسة الاولى وصولاً للرئاسة الثالثة من تقديم الاجوبة المرجوّة، حينها ستذهب الأمور إلى منحى مُعقّد وربما ازمة جديدة مع دول الخليج.

بناء على كل ما تقدّم، انّ القضية برمتها قضية انتخابات فحسب، ورسم مستقبل القوى السياسية وزعاماتها، في لعب دور محوري في إعادة تزخيم واقعها المتفسّخ مع غياب مشروع سياسي مُقنع، للمساهمة في تقرير ما يُكتب للبنان داخلياً وخارجياً.

شاهد أيضاً

جميل السيد ينتقد هوكستين…غادر مرتاحاً وترك لبنان تحت القصف

في منشور مثير عبر منصة “إكس”، وجه النائب جميل السيّد انتقادات لاذعة للوسيط الأميركي آموس …