كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
ترزح عكار ومناطق الشمال منذ يومين تحت تأثير موجة من الصقيع القاسي، مع وصول العاصفة «هبة» إلى لبنان، مترافقة مع تدنٍ كبير بدرجات الحرارة، وصل في بعض المناطق إلى ما دون الصفر. وتترافق موجة الصقيع هذه مع جليد غطّى مختلف المناطق الجبلية والساحلية ومناطق السهل العكاري، وتسبب بأضرار واسعة في البيوت البلاستيكية الزراعية، لا سيما في عكار والمنية.
واستفاق الأهالي والمزارعون في سهل عكار أمس على أضرار كبيرة لحقت بالمزروعات والمواسم الزراعية؛ جرّاء موجة الصقيع إثر التدنّي الكبير بدرجات الحرارة. شتول الكوسا، والخيار، والفليفلة وغيرها من المواسم التي تكبّدوا عليها المال والجهد والعناء، قضى عليها الجليد وأحرقها في أرضها وكأنها لم تكن. وتفقّد المزارعون البيوت البلاستيكية والنايلون فهالهم حجم الخسائر الفادحة التي أصابت مزروعاتهم سيما وأنهم كانوا يعتمدون عليها لتأمين مداخيلهم للأشهر المقبلة، وقد استدان العديد منهم مبالغ مالية لتأمين زراعة الموسم بعدما باتت تكاليفها تفوق قدرة الكثيرين أمام ارتفاع أسعار المواد الأساسية والمازوت وأجرة العمالة وغيرها. وعبّر المزارعون عن نكبتهم وعما آلت إليه أحوالهم، وهم في أسوأ مأساة يعيشونها منذ سنوات. وفضّل عدد لا بأس به منهم ومن أصحاب البيوت البلاستيكية في سهل عكار، التوقف عن الزراعة هذه الفترة لعدم قدرتهم على تأمين المتطلبات الزراعية، وجميعها بالفريش دولار، ومن قرر منهم المغامرة وزرع أرضه، قضى الجليد على موسمه.
ووضع المزارعون في سهل عكار والمنية والمحمرة خسائرهم في عهدة الدولة اللبنانية التي لا يوجد في قاموسها كلمة مزارع على حد قولهم. كما حمّلوا وزارة الزراعة المسؤولية الأخلاقية والمباشرة عن اوضاعهم وعن تردي الزراعة في عكار. فالوزارة تغيّب المزارع العكاري عن روزنامتها وكأنها ليست معنية به، ولا تتدخل في تأمين أي من حاجياته، أو مساعدته بالحد الأدنى في تأمينها بأسعار معقولة، في وقت يجهد فيه لزرع بيتين أو ثلاثة يعتاش منها، فيقضي الجليد على الموسم وكأنه قدم خدمة العمر لوزارة الزراعة التي كما يبدو لا تتمنى للمزارع العكاري أي خير.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أن للعديد من المزارعين في عكار أموالاً ومستحقات في عهدة الهيئة العليا للإغاثة عن أضرار حصلت في سنوات سابقة، جرى الكشف عليها وتسجيلها ولم يتم دفع المستحقات لأصحابها حتى اليوم.