وجّه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في الذكرى السنوية الواحدة والعشرين لرحيل الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين كلمة قال فيها: “تحل ذكرى غياب العالم الجليل والمفكر الاسلامي الكبير الامام العلم المجدد في الفكر السياسي والديني آية الله الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين، ونحن في أمس الحاجة له ولأمثاله من القادة العلماء الحكماء والمفكرين المخلصين”.
أضاف: “لقد فقدنا برحيل سماحته ركنا علميا وفقيها مجتهدا ومفكرا رائدا حمل التطلعات والطموحات الكبيرة، وابتكر من فكره الحلول للكثير من العقد الفكرية والسياسية التي حكمت الساحة العربية والاسلامية لعقود دفاعاً عن دينه وأمته لتكون خير أمة أخرجت للناس، وتشهد له عشرات المؤلفات والمقالات والمنابر والمؤتمرات، وتسكن فلسطين في وجدانه ويدعو للتعاون على البر والتقوى والتضامن على الحق في الدفاع عن هوية الامة ودورها، ولا تتخلى عن حقوقها وثوابتها وقيمها، ونتذكر وصيته بحفظ وحدة الامة وشعوبها والتمسك بالمقاومة سبيلاً لتحرير الأرض وإنقاذ المقدسات وردع العدوان، ونتذكر مسيرته الجهادية في التأكيد على العيش المشترك مسلمين ومسيحيين وسعيه الدائب لتطوير النظام السياسي على قاعدة المواطنة والعدالة الاجتماعية يحكمه النظام والقانون ويخرجه من كهوف الطائفية والمحاصصة والفساد، ونحن نؤكد اننا باقون على العهد على نهجه ونهج رفاق دربه في الحفاظ على الوحدة الوطنية والعيش المشترك وعلى المقاومة طالما بقي لبنان تحت التهديد الارهابي الاسرائيلي والعصابات التكفيرية حتى يتفق اللبنانيون على بناء دولة قادرة على الدفاع عن أرضها وشعبها في مواجهة ما يتهددها من أخطار وردع العدوان حفظا لكرامة الوطن والمواطنين”.
وتابع: “نتعهد أن يبقى المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى مؤسسة وطنية رائدة حاضنة لكل اللبنانيين، وعهدنا إليهم أننا على نهج الوفاء للبنان سنبقى نحميه ونحفظه وطن الشراكة الحقيقية والعيش المشترك، وسنظل نعمل مع بقية الشركاء في الوطن ليكون وطنا نهائيا لجميع بنيه دون تمييز، لا تحكمه المحاصصة والمذهبية لأننا نريده بحجم تطلعاتهم وطن العدالة والمساواة الذي يحكمه القانون والمؤسسات، ليكون لبنان دولة عادلة لمواطنين احرار”.
وختم الشيخ الخطيب: “رحمك الله أيها الأستاذ العزيز والحبيب لقد رحلت في عز عطائك والحاجة الى فكرك الثاقب والنير في هذا الظرف العصيب والمواقف الشجاعة في اتخاذ الموقف الحق لا تلومه في الله لومة لائم لانقاذ البلاد والعباد، ولكنك لا تزال موجودا في ذاكرتنا وقلوبنا وعملنا، هنيئا لك في جهادك ومسيرتك وعطاءاتك الخالدة وفكرك وعلمك وفي تلامذتك المخلصين لنهجك وفكرك السائرين على دربك في القيام بما يمليه عليهم واجبهم ومسؤوليتهم الدينية والوطنية، ونسأل الله عز وجل ان يحشرك مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا”.