كتبت دموع الأسمر في الديار
الاحتفال بعيد رأس السنة في طرابلس اتخذ طابعا تقشفيا الى حد ما ، ولولا حركة المغتربين لكانت المدينة في حالة تدهور متفاقم ،غير ان مال الاغتراب انقذ الوضع الطرابلسي وحرك الاسواق الطرابلسية…
لكن شجرة الميلاد التي ارتفعت عند دوار النيني هذا العام كانت مؤشرا الى الازمة الاقتصادية، واشارة الى « فقر الحال «، ورغم ذلك فقد حاول مجهولون ليلة رأس السنة احراقها،لكن دوريات القوى الامنية الساهرة كانت بالمرصاد واستطاعت اخماد الحريق في مهده…
فرغم كل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد ، احتفلت طرابلس بعيد رأس السنة، لكن كل حسب وضعه المادي.
واحتفل اللبنانيون عامة وابناء الشمال بالعيد، على امل ان تفرج شركة كهرباء لبنان عن ساعات تغذية اضافية احتفالا بحلول عام جديد لكن ليس كل ما يتمناه المرء يتحقق.
قبل نهاية العام بساعات ازدحمت شوارع طرابلس بالسيارات وبالمواطنين الذين قصدوا المحلات لشراء لوازم السهرة من حلويات وفاكهة وغيرها، حسب كل مواطن ووضعه.
فقد شهدت المحلات التجارية تفاوتا كبيرا بالاسعار، حيث وصل سعر قالب الكاتو في بعض المحلات الى اكثر من مليون ليرة ومحلات اخرى لم يتجاوز سعر القالب الواحد مئة الف ليرة.
الامر الذي ادى الى فارق كبير في المجتمع الطرابلسي بين العائلات حيث شهدت المحلات التي تبيع باغلى الاسعار ازدحاما خانقا وكذلك المحلات التي لم ترفع اسعارها.
رغم الاحتفالات البسيطة في احياء والصاخبة في احياء اخرى من المدينة، الا ان فرحة العيد لم تكتمل بسبب خرق الاحتفالات باطلاق الرصاص والقذائف والقنابل التي سمع دويها في احياء المدينة وشوارعها غير مكترثين بكل النداءات التي صدرت من قيادات وفاعليات ورجال دين ، وغير عابئين بكل التحذيرات التي صدرت من القوى الامنية، واللافت ان الاحياء الشعبية وهي المناطق الاكثر حرمانا شهدت اطلاق رصاص كثيفا خصوصا في ظل هذه الازمة المعيشية الخانقة ، حيث اعتبرت اوساط طرابلسية ان ما جرى ليلة رأس السنة ادهش سكان المدينة من حيث كمية الرصاص التي اطلقت والتي كلفته تعتبر مرتفعة خصوصا ان سعرها بالدولار الاميركي والسؤال المطروح من مول هذه الكميات من الرصاص، وكان الاجدى مساعدة الفقراء بالطعام والالبسة بدل صرف المال على الرصاص، حيث اعتبرت هذه الاوساط ان كمية الرصاص التي اطلقت والتي وصلت كلفتها الى الاف الدولارات اقلقت المدينة من سيناريو جديد يتم تحضيره في المستقبل خصوصا ان هذه الاموال تدفع لاهداف امنية وسياسية هي بغاية الخطورة.
في ظل هذه الاوضاع سيرت الاجهزة الامنية والجيش اللبناني دوريات مؤللة في كافة شوارع المدينة ، مع اقامة حواجز ثابتة ومتنقلة لملاحقة مطلقي الرصاص ، اضافة الى ملاحقة مخالفي تدابير واجراءات الوقاية من كورونا، بتنظيم محاضر ضبط لغير الملقحين مع التشديد على اظهار نتيجة الفحص لغير الملقحين مدتها لم تتجاوز ٤٨ ساعة.
ورغم تحذيرات وزارة الصحة من تجنب الاختلاط بسبب انتشار اوميكرون الا ان العديد من المواطنين لم يلتزموا الامر الذي ادى الى ارتفاع عدد المصابين وتجاوز في اليومين الاخيرين الاربعة الاف في اليوم الواحد. واعتبرت الاوساط ان لبنان مقبل على ازمة صحية خطيرة في ظل ارتفاع فاتورة الاستشفاء حيث تصل كلفة معالجة المريض الى عشرين مليون ليرة بالحد الادنى، لذلك فان مخاوف كبيرة من عدم تمكن عائلات كثيرة من دخول المستشفيات لسبب عدم امتلاكهم هذه الملايين.